تركيا, دولي, التقارير

خبراء أتراك: على أوروبا المشاركة في تحمل أعباء طالبي اللجوء (تقرير)

خبراء للأناضول: تركيا بدأت باستنفاذ قدرتها على تحمل أعباء نحو 4 ملايين لاجئ سوري لوحدها

07.03.2020 - محدث : 07.03.2020
خبراء أتراك: على أوروبا المشاركة في تحمل أعباء طالبي اللجوء (تقرير)

Istanbul

إسطنبول/ كلثوم اينجه قايا/ الأناضول

خبراء للأناضول:
- تركيا بدأت باستنفاذ قدرتها على تحمل أعباء نحو 4 ملايين لاجئ سوري لوحدها
- تركيا حشدت كل إمكاناتها لمد يد العون لطالبي اللجوء لكن البلدان الأوروبية امتنعت عن الوفاء بالتزاماتها
- القيم الإنسانية الأوروبية تواجه اختبارًا تاريخيًا مع وصول اللاجئين أبواب التكتل

رأى خبراء أتراك أن بلادهم بدأت باستنفاذ قدرتها على تحمل أعباء نحو 4 ملايين لاجئ سوري لوحدها، معتبرين أن الاتحاد الأوروبي وجب عليه المشاركة في تحمل الأعباء.

وفي أحاديث منفصلة للأناضول، لفت الخبراء إلى أن تركيا حشدت كل إمكاناتها لمد يد العون لطالبي اللجوء، لكن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي امتنعت عن الوفاء بالتزاماتها.

واعتبروا أن القيم الإنسانية لبلدان الاتحاد الأوروبي تواجه اختبارًا تاريخيًا مع وصول اللاجئين إلى أبواب التكتل، وذلك بالتزامن مع ارتفاع نسبة كراهية الأجانب بالدول الأوروبية.

** فواتير حرب ومخاطر أمنية

رئيسة قسم علم الاجتماع في جامعة "باغجه شهر" التركية، الدكتورة نيلوفر نارلي، قالت إن أنقرة تدفع القسم الأكبر من فواتير الحرب الأهلية السورية، وتواجه بالآن نفسه، مخاطر أمنية شتى.

وأضافت نارلي أن تركيا تعتبر على قائمة الدول التي بذلت جهودًا كبيرة على الصعيدين الإنساني والدبلوماسي، بهدف إيجاد حل للمأساة السورية.

وتابعت: "حشدت تركيا كل قدراتها من أجل مد العون للسوريين. بالإضافة إلى ذلك، سعت - وما زالت - جاهدة لإنشاء منطقة آمنة منذ عام 2012 لمنع المذابح وحدوث موجات هجرة بسوريا".

وأوضحت: "وفق اتفاق (إعادة القبول) الموقع بين تركيا والاتحاد الأوروبي عام 2016، تعهدت أنقرة بوقف الهجرة غير القانونية للسوريين باتجاه أوروبا مقابل إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فإن التكتل لم ينفذ ذلك الاتفاق متذرعًا بأعذار سياسية غير مقبولة".

وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى ذلك "تعهد الاتحاد الأوروبي بإرسال 6 مليارات يورو لمساعدة اللاجئين. لكن اقتصرت المساعدات الواردة على 2 مليار يورو فقط. كما لم يلتزم الاتحاد باتفاقية إعادة القبول ولا بإعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول، لذلك كان عليه انتظار مثل هذه النتيجة".

** بحاجة لدعم دولي

نارلي اعتبرت أن الانتهاكات بإدلب السورية التي تأوي 4 ملايين ساكن لاتفاق سوتشي، دفعت مئات الآلاف من الناس باتجاه الحدود مع تركيا، في إشارة إلى قصف النظام وحلفائه المتواصل على المحافظة منذ أشهر.

وذكرت نارلي بتصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيه: "إذا لم تتوقف الهجمات ضد السوريين في إدلب، فسيؤدي هذا الوضع إلى موجة كبير من الهجرة. وفي هذه الحالة، فإن تركيا لن تتحمل وحدها عبء هذه الهجرة".

ورأت أنه في حال لم يقدم الاتحاد الأوروبي الدعم اللازم عقب الانتهاكات الحاصلة في إدلب، فعليه تقاسم عبء اللاجئين السوريين.

وبناء على ذلك، قررت تركيا عقب استشهاد 34 من جنودها في إدلب، الأسبوع الماضي، عدم منع السوريين الراغبين في الوصول إلى الاتحاد الأوروبي.

ووفق الخبيرة، فإن طالبي اللجوء من السوريين والأفغان والعراقيين توجهوا نحو الحدود مع اليونان وبلغاريا اعتبارًا من الجمعة الماضية، عقب ساعات فقط من إعلان تركيا عدم منعها اللاجئين من التوجه نحو الحدود مع الاتحاد الأوروبي.

وأشارت إلى أن طالبي اللجوء توجهوا إلى الحدود مع أوروبا برغبتهم وإرادتهم، وأن تركيا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لدعم دولي.

وقالت: "للأسف لم يلتزم الاتحاد الأوروبي بالاتفاقيات المبرمة مع تركيا، ولم يقدم العون بإيجاد حلول للمشاكل الإنسانية. في الوقت الحالي، يزيد عدد الأطفال في سن المدرسة عن مليون طفل، وهذه الشريحة من السوريين كانت الأكبر التي تعاني من مشاكل عديدة أبرزها التعليم والصحة والتنمية البشرية".

نوع من الهجرة قالت الخبيرة إنه سيشكل ضغطًا على دول مثل اليونان، ممن تضم عددا كبيرا من اللاجئين مقارنة بعدد سكانها، والاتحاد الأوروبي قد يتخذ موقفا سلبيا، لكنه سيواجه جملة من الأزمات في ظل التغيرات المتسارعة بالمنطقة.

** أكبر من القدرة الاستيعابية لتركيا

سزكين مرجان، عضو الهيئة التدريسية في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة باشكنت التركية، يرى أن أنقرة قدمت على مدى سنوات طويلة الدعم للسوريين على الصعيدين المادي والمعنوي.

واعتبر أن الهجوم الأخير على إدلب كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فيما كانت تتجه آمال الاتحاد الأوروبي لإبقاء السوريين في تركيا، بحجة الصعوبات التي قد تواجه اللاجئين في التكيف مع نمط الحياة الغربية.

ولفت مرجان إلى أن الاتحاد الأوروبي كان يأمل ببقاء اللاجئين في تركيا، بسبب قرب هذه الدولة من القيم الغربية وتشابكها مع قيم العالم الإسلامي بالوقت نفسه، لكن هذا الاتجاه لم يكن متبعا تجاه المؤهلين من السوريين، حيث قامت ألمانيا باستقطابهم ودمجهم في سوق العمل.

أما البلدان الأوروبية الأخرى التي لا تمتلك سوق عمل كبير مثل ألمانيا، فعملت على النأي بأنفسها عن موضوع اللاجئين السوريين، واستقبلت عددًا محدودًا منهم، بحسب الخبير، إلا أن هذا المنحى لم يكن بناءً ووضع بلدان الاتحاد بمواجهة أزمة خطيرة جدا، خصوصا أن مشكلة اللاجئين أكبر بكثير من قدرة تركيا.

وأوضح مرجان أن قرار أنقرة فتح الأبواب أمام اللاجئين الراغبين بالوصول إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، أظهر وجود رغبة من السوريين في الانتقال إلى أوروبا ما خلق غضبًا في أوروبا.

وقال: "هذا الواقع هو اختبار للقيم الإنسانية لأوروبا. نرى أن بلدان الاتحاد لم تتمكن من التمسك بالقيم الإنسانية التي دأبت بالدفاع عنها، فيما أعلنت اليونان أنها لن تستقبل السوريين ولن تفتح الحدود أمام اللاجئين، رغم المأساة الإنسانية التي يعيشها الناس على الحدود".

وشدد مرجان على ضرورة تعاون دول الاتحاد الأوروبي مع تركيا في قضية اللاجئين، وعدم تحويل القضية إلى حلبة "عناد سياسي"، والسعي إلى تقاسم هذا العبء وتفاعل جمهور التكتل مع هذه القضية بوجه إيجابي، بعيدًا عن الخطابات اليمينية.

** "بلغ السيل الزبى"

بدوره، دعا عضو الهيئة التدريسية في جامعة "كليس 7 ديسمبر" التركية، إبراهيم أفا، البلدان الأوروبية إلى احترام اتفاقية جنيف لعام 1951 المتعلقة بحماية اللاجئين.

وأشار أفا إلى أن اللجوء حق أساسي، وقبول اللاجئين واجب دولي، جرى قبوله من قبل المفوضية الأوروبية للشؤون الداخلية والهجرة.

وتابع: "لهذا السبب، يتعين على اليونان البلد العضو بالاتحاد الأوروبي، قبول اللاجئين الذين وطأت أقدامهم أراضي التكتل، وبمجرد تسجيل طالبي اللجوء يجب السماح لهم بالانتقال إلى دول الاتحاد التي يرغبون فيها".

وأضاف أن تركيا وحدها استضافت منذ عام 2011 أعدادًا من اللاجئين أكثر من جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي مجتمعة.

ودعا أفا الاتحاد الأوروبي إلى احترام اللاجئين الراغبين بالهجرة، لاسيما أولئك الذين باتوا غير قادرين على العودة إلى بلدانهم التي تشهد حروبًا وصراعات مسلحة.

وختم قائلًا: "بلغ السيل الزبى في تركيا. أنقرة لن تواصل تحمل هذا العبء وحدها. على البلدان الأوروبية أيضًا أن تكون ملجأ آمنا لمئات آلاف اللاجئين، في ظل عدم وجود حراك أوروبي، من أجل المساهمة في وضع حد للانتهاكات في إدلب والحرب في سوريا".


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın