الدول العربية, التقارير, فلسطين, قصص إنسانية

"فلسطين".. سيدة من غزة تجسد صمود النازحين ومعاناتهم (قصة إنسانية)

غادرت "فلسطين أبو خضورة" منزلها شرق خان يونس منذ اليوم الأول من حرب مدمرة تشنها إسرائيل على القطاع..

Iyad Nabolsi  | 07.12.2023 - محدث : 07.12.2023
"فلسطين".. سيدة من غزة تجسد صمود النازحين ومعاناتهم (قصة إنسانية)

Gazze

غزة/ الأناضول

"أنا مواليد 30/3 (مارس/ آذار).. "يوم الأرض" علشان هيك (لهذا) أبويا سمّاني فلسطين".. بهذه العبارة، التي تجسد صمودا متوارثا بين الفلسطينيين، بدأت النازحة في قطاع غزة "فلسطين أبو خضورة" (37 عاما) حديثها مع الأناضول.

وفي 30 مارس سنويا، يحيي الفلسطينيون عبر فعاليات عديدة ذكرى "يوم الأرض" لعام 1967، الذي شهد أول صدام بين الجماهير الفلسطينية داخل إسرائيل والسلطات؛ إثر مصادرة الأخيرة مساحات شاسعة من أراضي السكان العرب.

وتعيش "فلسطين أبو خضورة" مع بناتها الثلاثة في خيمة؛ بعد أن غادرت منزلها شرق مدينة خان يونس، منذ اليوم الأول لحرب بدأها الجيش الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

"من داخل خيمتها، فلسطين" قالت للأناضول: "الحمد لله نحن نزحنا من منزلنا في المناطق الحدودية مع إسرائيل شرق خان يونس منذ اليوم الأول للحرب".

وأضافت: "في البداية ذهبت لإحدى المدارس التي تحوي آلاف النازحين، لكن أصبح الوضع فيها صعبا بسبب الوباء، فقد أصيب أطفالي بالإسهال وإنفلونزا وحرارة".

"فلسطين" تابعت: "أتيت هنا (محيط مستشفى ناصر بخان يونس) وقمت بعمل خيمة، وفي البداية كانت مياه الأمطار تتسرب لها، فعملت على تعديلها، وأقمت حماما ومطبخا صغيرا كي نستطيع العيش؛ لأن الحرب لن تنتهي خلال يوم أو يومين".

وبينما تتحرك في خيمتها إلى جزء خصصته مطبخا، شددت على "المعاناة" الشديدة للحصول على متطلبات الحياة الأساسية، ومنها المياه الصالحة للشرب.

وأردفت: "أعاني للحصول على المياه الحلوة.. نقف في طوابير للحصول عليها.. المياه الجوفية لا تنفع للطبخ لأن فيها رمل، وهي أيضا غير صحية وتسبب الأمراض".

"أيضا الرمل في أرضية الخيمة يمثل معاناة، ونحاول قدر الإمكان ألا يصل إلى الطعام، كما استطردت "فلسطين".

وقالت كذلك إنها "تعاني من أجل إعداد الخبز، إذ تشعل النيران في أغصان تحصل عليها من شجر المستشفى"، مضيفة: "الحمد لله كلها معاناة".

معاناة "فلسطين" تشترك فيها مع أكثر من 1.9 مليون نازح في أرجاء قطاع غزة، بحسب إحصاء وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

والأربعاء، قالت "الأونروا" هناك "موجة أخرى من النزوح تجري في غزة، والوضع يزداد سوءًا كل دقيقة.. لا توجد منطقة آمنة، وقطاع غزة بأكمله أصبح من أخطر الأماكن في العالم".

وشددت على أنه "لا يوجد مكان يمكن الذهاب إليه؛ فالملاجئ مكتظة (بالنازحين)، بما فيها ملاجئ الأونروا".

وبحسب السلطات في القطاع ومنظمات الأمم المتحدة المعنية، فإن المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة محدودة جدا ولا تتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية؛ في ظل قيود شديدة تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات والوقود.

وإجمالا، يعيش في قطاع غزة نحو 2.4 مليون نسمة يعانون حتى قبل الحرب من أوضاع كارثية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة في 7 أكتوبر الماضي هجوما استهدف مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، وقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت 239، بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني.

ومنذ ذلك اليوم، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفا و248 شهيدا، بينهم 7112 طفلا و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفا و616 جريحا، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın