"كورونا والحرب" يسلبان فرحة العام الدراسي باليمن (تقرير)
- المخاوف من تفشي الفيروس وتداعيات استمرار الحرب فرضت بدء العام الدراسي على عدة مراحل - العام الدراسي يتزامن مع مطالب المعلمين في مناطق سيطرة الحكومة، بصرف علاوة لمواجهة الغلاء - تدهور الأوضاع المعيشية للأسر جعل التعليم في اليمن "همًا ثقيلًا"
Yemen
محمد السامعي/ الأناضول
سلبت أوجاع الحرب في اليمن ومخاوف تفشي فيروس كورونا، فرحة العام الدراسي الجديد الذي ينطلق على عدة مراحل.
وفي 6 سبتمبر/أيلول الجاري، بدأت المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، الدراسة للمرحلة الثانوية، على أن تبدأ للمرحلة الأساسية مطلع أكتوبر/تشرين أول المقبل.
فيما بدأت الجامعات بالمناطق الخاضعة لجماعة "الحوثي" في استقبال الطلاب لإجراء اختبارات القبول للعام الدراسي الجديد، غير أن الجماعة لم تعلن موعدا لبدء الدراسة في المدارس.
ويأتي هذا العام الدراسي، في ظل تدهور أكبر للأوضاع المعيشية، جراء الانهيار المتواصل للعملة المحلية، إذ تجاوز سعر الدولار نحو 800 ريال يمني.
كما يتزامن مع مطالبة المعلمين في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، بصرف علاوة مضاعفة لمواجهة غلاء المعيشة، فيما يشكو المعلمون في مناطق الحوثيين من عدم تسلم رواتبهم بشكل منتظم منذ سنوات.
ويعاني اليمن حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي "الحوثي" المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014، خلفت أسوأ أزمة إنسانية، حيث بات 80 بالمئة من سكان اليمن بحاجة لمساعدات.
** التعلم بات هما ثقيلا
يقول محمد علي (من تعز، لديه ثلاثة أبناء في الدراسة) للأناضول، إن الظروف الاقتصادية الصعبة جعلت فرحة بدء العام الدراسي منقوصة.
ويوضح علي: "قبل الحرب كان هناك استعداد وسعادة بتعليم الأبناء، وشراء مستلزماتهم، غير أن الظروف الحالية وغلاء الأسعار والمخاوف من تفشي فيروس كورونا تكالبوا على الشعب اليمني".
ويتابع: "العديد من الأسر اليمنية، أصبح تعليم أطفالها هما ثقيلا، كما لم يعد التعليم محافظا على مستوى جودته بسبب تدهور الأوضاع، ولم يعد هناك تدريسا جادا يفيد الطلاب".
واختتم بقوله: "نريد أولا إيقاف الحرب، وهذا هو مطلبنا الأول والأساسي، وبعدها كل شيء سيكون على ما يرام، بما في ذلك التعليم".
** اكتمال دائرة المأساة
كما تشير حنان علي الرداعي، الباحثة في الشؤون التربوية والاجتماعية، إلى أن "التعليم في اليمن يخوض معركة جديدة في ظل ظروف قاهرة أبرزها استمرار الحرب، وما خلفته من تدهور اقتصادي واجتماعي وسياسي".
وتضيف الرادعي للأناضول: "اكتملت دائرة المأساة على اليمن بظرف صحي استثنائي اجتاح العالم، وهي جائحة كورونا التي عانت منها دول كبرى وتجرعت معاناتها دولنا الفقيرة".
وتتابع: "يطل العام الدراسي الجديد في ظل تشكيك مستمر لعدم استكمال العام الدراسي الماضي، والمخاوف من تفشي فيروس كورونا بين الطلاب بسبب تدهور الأوضاع الصحية في البلاد".
وتمضي قائلة: "نأمل أن نتخطى هذا الغموض بإقرار إجراءات وقائية في المدارس الأهلية والحكومية، تجنبا لتفشي الوباء ولعدم حرمان الطلاب من التعليم الأساسي".
** لن نستسلم
بدوره يقول تيسير السامعي، نائب مدير الإعلام والتثقيف الصحي بمكتب وزارة الصحة في محافظة تعز(أكبر المحافظات الجنوبية سكانا)، إن المكتب قام بعمل خطة شاملة توعوية وإرشادية لتوعية الطلاب بطرق الوقاية من فيروس كورونا.
ويضيف السامعي للأناضول: "أصدرنا تعميمات لجميع المدارس، بضرورة فرض الإجراءات الاحترازية والوقائية، وتوفير المعقمات وإلزام الطلاب على ارتداء الكمامات".
كما يشير إلى تشكيل لجان ميدانية للإشراف والمتابعة وتقييم مدى التزام المدارس بوسائل الوقاية، قائلا: "سيكون عاما دراسيا صعبا، لكننا لن نستسلم".
وحتى مساء الأحد، سجل اليمن إجمالا 1987 إصابة بفيروس كورونا، بينها 572 وفاة، و1200 حالة تعاف.
ولا يشمل ذلك مناطق سيطرة الحوثيين الذين أعلنوا حتى 18 مايو/أيار الجاري، تسجيل 4 إصابات بكورونا بينها حالة وفاة، وسط اتهامات رسمية وشعبية للجماعة بالتكتم عن العدد الحقيقي للضحايا.
وفي يوليو/تموز الماضي، طالبت منظمة الأمم المتحدة، بتوفير 385 مليون دولار، لتمويل دعم عملياتها المتعلقة بمكافحة انتشار كورونا في اليمن.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي آنذاك، إن "معدلات وفيات كورونا باليمن، مرتفعة بشكل مثير للقلق، حيث تتجاوز 27 بالمئة من عدد المصابين، ما يعادل خمسة أضعاف المتوسط العالمي، وأنه من المرجح أن تكون أعداد العدوى الفعلية أعلى بكثير، نظرا لقلة مواد الاختبار".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.