تركيا, التقارير, السياحة في تركيا

نجمة المتوسط... أنطاليا التركية عاصمة السياحة الآمنة (تقرير)

- استقبلت أنطاليا في أقل من شهرين نحو 2 مليون سائح من 170 دولة رغم جائحة كورونا - أصبحت أنطاليا الأولى بين دول البحر المتوسط في استقطاب السياح منذ بداية سبتمبر الجاري - برنامج السياحة الآمنة في أنطاليا جعلها نجمة بين مدن البحر المتوسط

05.10.2020 - محدث : 05.10.2020
نجمة المتوسط... أنطاليا التركية عاصمة السياحة الآمنة (تقرير)

Antalya

أنطاليا/ خديجة أوزدمير طوسون/ الأناضول

- استقبلت أنطاليا في أقل من شهرين نحو 2 مليون سائح من 170 دولة رغم جائحة كورونا
- أصبحت أنطاليا الأولى بين دول البحر المتوسط في استقطاب السياح منذ بداية سبتمبر الجاري
- برنامج السياحة الآمنة في أنطاليا جعلها نجمة بين مدن البحر المتوسط

لم يمر العام 2020 بشكل طبيعي بالنسبة للمدن المطلة على البحر المتوسط، كغيره من الأعوام السابقة، بسبب فيروس كورونا الذي اجتاح العالم.

وما يميز المدن المطلة على المتوسط ومن بينها أنطاليا التركية (جنوب غرب)، مناخها المعتدل وجمالها، ما يجعلها وجهة للسياح، لكن الخوف من عدوى كورونا، جعل الكثير منها لا تحظى بأعداد السياح التي تعودت عليها.

وعلى الرغم من فتح العديد من المدن المطلة على البحر المتوسط أمام السياح، إلا أن الكثير منها لم تتمكن من استقطاب العدد الذي كانت تأمل به من الزائرين.

لكن مدينة أنطاليا "عاصمة السياحة" التركية، أصبحت الوجهة التي تستضيف أكبر عدد من السياح في ظل الجائحة الوبائية.

وبدأت المدينة التركية تنشط هذا العام مع بداية الرحلات الجوية الروسية المباشرة إليها، في 10 أغسطس/ آب الماضي.

وحتى 22 سبتمبر/ أيلول المنصرم، أصبحت أنطاليا المدينة السياحية المفضلة لدى ما يزيد عن 2 مليون سائح أجنبي من 170 دولة.

وتتمتع المدينة بمزايا خاصة، بفضل "برنامج شهادة السياحة الآمنة" الذي بدأته وزارة الثقافة والسياحة، ما جعلها عنوانًا لعطلة سياحية "صحية وآمنة وممتعة" خلال فترة انتشار الوباء.

** تركيا الأكثر ازدحاما بالزوار

تُعرف أنطاليا بـ "عاصمة السياحة" التركية لاستضافتها عدد كبير من السياح، وتحتل المرتبة الأولى بين الوجهات السياحية في البحر المتوسط.

وشهدت أنطاليا في العام الماضي إقبالا كبيرا من السياح، حتى أنه كان أفضل عام للسياحة بالنسبة لها، وهو ما جعلها تبدأ موسم 2020 باستهداف 18 مليون زائر، لكن فيروس كورونا حال دون ذلك، فبدأت الموسم في وقت متأخر.

يقول رجب ياووز، رئيس شعبة العمل السياحي بمجلس مدينة أنطاليا، إن "2020 عام صعب على قطاع السياحة بسبب انتشار فيروس كورونا، بعد أن كان 2019 الماضي جيد للغاية بالنسبة للقطاع".

ويوضح ياووز للأناضول، أن "دول منطقة البحر المتوسط من أهم ثلاث مناطق سياحية على مستوى العالم، وتستقبل ما يقرب من نصف مليار سائح سنويًا".

ويتابع: "تلك الدول شهدت هذا العام خسارة كبيرة بنسبة 72 بالمئة بسبب انتشار كورونا.. ما يقرب من 30 دولة تطل على المتوسط تسعى في اتجاهين، من ناحية تتخذ إجراءاتها ضد الوباء، وأخرى للحصول على حصة من موسم السياحة".

ويلفت ياووز، إلى أنه "من بين تلك الدول المغرب، والبرتغال، وفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، واليونان، وكرواتيا، وبلغاريا، وقبرص، وتونس، ومصر، وتركيا".

ويلفت المسؤول التركي إلى أن "بعض الدول مثل مصر، وتونس، والمغرب تقضي موسمها السياحي مغلقة تماما".

ويزيد: "كما أن هناك بعض الدول مثل إيطاليا، والبرتغال، وفرنسا وإسبانيا على قائمة الدول الممنوع السفر إليها من قبل بعض الدول الأوروبية، وفي مقدمتهم ألمانيا".

وبعد انتقال العدوى في إسبانيا وكرواتيا بسبب الحفلات التي نظموها، صدرت تحذيرات السفر إلى برشلونة، ومدريد، وجزيرة مايوركا، وجزر الكناري، كما قام كبار المشغلين بإلغاء رحلاتهم الجوية إلى تلك المدن الإسبانية، وفق المسؤول التركي.

وبعد فترة قصيرة، بحسب ياووز، "صدر تحذير من السفر إلى الساحل الأدرياتيكي وجزره، ودوبروفنيك بكرواتيا".

وفيما يتعلق بتركيا، يقول ياووز: "بدأت الرحلات السياحية الوافدة إليها من روسيا في 10 أغسطس الماضي، حتى أصبحت الدولة السياحية الأكثر ازدحاما في منطقة البحر المتوسط".

** أنطاليا نجمة المتوسط

واستضافت أنطاليا في الفترة بين 7 أغسطس وحتى 22 سبتمبر، مليونا و562 ألفا و681 سائحا.

بينما مدينة مايوركا الإسبانية، وفي ذات الفترة استضافت مليونا و69 ألفا و546 سائحا، أما جزيرة كريت اليونانية فقد استضافت 625 ألفا و679 سائحا، فيما استضافت مدينة دوبروفنيك الكرواتية 83 ألفا و881 سائحا.

ويلفت ياووز، إلى أنه "من بين الوجهات السياحية المهمة في البحر المتوسط جزيرة مايوركا الإسبانية، حيث استضافت في سبتمبر/أيلول وحده 373 ألفا و26 سائحا، في حين استضافت جزيرة كريت اليونانية في ذات الشهر 272 ألفا و896 سائحا".

ومقارنة بأعداد السياح في تلك المدن خلال سبتمبر، يقول ياووز، إن "عدد السياح إلى أنطاليا التركية بلغ 777 ألفا و176 سائحا، حتى أصبحت نجمة البحر المتوسط في هذا الشهر".

ويذكر أن "الموسم السياحي الحالي، رغم أنه لم يمر كما كان مخططا له في أنطاليا وتركيا، إلا أنه حظي بأكبر عدد من السياح بالنسبة للدول المطلة على البحر المتوسط، ولذلك فإنه لن يُمحى من الذاكرة".

ويستدرك: "هذه السياحة الوافدة، جاءت بعد أيام مظلمة لم تهبط فيها طائرة واحدة على أرض البلاد، قبل ثلاثة أشهر، ولم يفتح فندق واحد أبوابه تقريبا.. لكن تحركات المتخصصين في مجال السياحة والدبلوماسيين الأتراك أدت إلى هذه النتيجة".

** نهضنا وتمكنا من النجاة

من جهته، يقول حسين بارانير، الأمين العام للاتحاد السياحي الدولي للتآخي بين المدن السياحية، ومقره سويسرا، إن هناك مشكلات خطيرة في السياحة العالمية بسبب انتشار "كوفيد – 19".

ويلفت بارانير في حديثه للأناضول، إلى أن "برنامج شهادة السياحة الآمنة في تركيا أدى إلى نجاح كبير".

ويتابع: "تركيا قامت في وقت قصير باستخدام إمكاناتها لإقناع السوق الخارجية، واستطاعت تأمين توافد السياح على مدار شهرين تقريبا، دون حدوث أي مشكلات".

ويشير بارانير، إلى أن "مفهوما جديدا للسياحة أصبح يسود الآن على مستوى العالم.. بدأنا البحث عن الأماكن الآمنة والصحية التي يمكن أن يتوجه إليها الناس لقضاء عطلتهم".

ويقول: "تركيا وأنطاليا وُضعتا موضع اختبار مهم فيما يتعلق بمسألة العطلة الصحية والآمنة.. السلامة والأمان أصبحتا في مقدمة الاهتمامات بالنسبة للسياح أثناء قضاء العطلة".

ويضيف: "ليس من السهل مباشرة أعمال السياحة، واستئنافها في ظل هذه الظروف، لكن تركيا نجحت في ذلك.. وأنطاليا حافظت على مركزها الأول عالميا في عدد شواطئ الراية الزرقاء الموجودة بها، حيث بلغت 206 شواطئ".

واحتلت أنطاليا المرتبة الأولى في تصنيف الهيئة الدولية لشواطئ الراية الزرقاء لعام 2020، الخاص بتلك الشواطئ.

يُذكر أن "الراية الزرقاء أو العلم الأزرق"، هي علامة بيئية تمنحها مؤسسة التعليم البيئي العالمية غير الحكومية، للشواطئ والموانئ التي تستوفي معايير معينة مثل جودة الماء، والإعلام والتّثقيف البيئي، والإدارة والسلامة البيئية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın