أردوغان: لا ضرورة للدخول في نزاع مع روسيا بهذه المرحلة
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه لا توجد ضرورة للدخول في نزاع مع روسيا خلال هذه المرحلة.
Ankara
أنقرة/ الأناضول
- لدينا مع روسيا مبادرات استراتيجية جادة للغاية
- الاعتداء على الجنود الأتراك يعد انتهاكا لاتفاقية إدلب
- بالطبع ستنعكس نتائج استهداف جنودنا على النظام السوري
-تركيا لن تسمح للنظام السوري في التقدم بإدلب
- شرعنا في التقدم إلى عمق 30-40 كم عن الشريط الحدودي (في إدلب)، وبناء مساكن من الطوب للنازحين
- أردنا انشاء منطقة آمنة من أجل النازحين، وهذا ما نفعله الآن
- نقوم الآن بالمرحلة الأولى من عملية إدلب
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه لا توجد ضرورة للدخول في نزاع مع روسيا خلال هذه المرحلة.
جاء ذلك خلال لقائه مع عدد من الصحفيين أثناء عودته من أوكرانيا، علّق فيه على استهداف النظام السوري المدعوم من قبل روسيا عسكريا وسياسيا، الجنود الأتراك في محافظة إدلب(شمال غربي سوريا).
وقال أردوغان في هذا الخصوص: "ليست هناك ضرورة للدخول في نزاع مع روسيا خلال هذه المرحلة، لدينا معها مبادرات استراتيجية جادة للغاية".
ولفت إلى أن إحدى تلك المبادرات تتمثل في تعاون البلدين في مجال الطاقة النووية، حيث يستمر العمل في بناء محطة نووية في تركيا بالشراكة مع روسيا.
كما أشار إلى الأهمية الكبيرة لمشروع "السيل التركي" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا مرورا بتركيا.
وأوضح أن تركيا تستورد جزءا كبيرا من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا.
واستبعد أردوغان أن تتراجع تركيا عن صفقة منظومات إس 400 للدفاع الجوي التي أبرمتها مع موسكو وبدأت بتسلم أجزاء منها.
كما لفت إلى تصدر الزوار الروس قائمة السياح الأجانب القادمين إلى تركيا.
وشدد أردوغان على أن تركيا ستناقش كافة المسائل الخلافية مع روسيا، لكن دون انفعال من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات الثنائية.
وأضاف أن الاعتداء على الجنود الأتراك، يعد انتهاكا لاتفاقية إدلب، و"بالطبع ستنعكس نتائج هذا الاعتداء على النظام السوري".
وتابع قائلا: "أعتقد أن العمليات التركية أعطت درسا كبيرا لهؤلاء (نظام الأسد) ، لكننا لن نتوقف، سنواصلها بنفس الحزم".
وفيما يخص نقاط المراقبة التركية الموجودة في إدلب، قال أردوغان: "نقاط المراقبة التركية في إدلب لها دور مهم جدا، وستبقى هناك، ونجري التعزيزات اللازمة".
والإثنين، استشهد 7 جنود أتراك ومدني في محافظة إدلب، جراء قصف مدفعي مكثف للنظام السوري المدعوم من قبل روسيا.
وأوضحت وزارة الدفاع التركية في بيان، أن القوات التركية ردّت فورا على مصادر النيران.
وأكد الرئيس أردوغان أن تركيا ردت على الفور على الهجوم وحيدت نحو 76 من جنود النظام، معظمهم سقطوا قتلى، وقسم منهم مصابون.
ولفت إلى أن هذا العدد فقط الذي تم التأكد منه، وأشار إلى حديث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عن وجود خسائر أخرى في صفوف قوات النظام لم يتسن احصاؤها.
وأوضح أنه يتم التحقق من خسائر النظام من خلال المكالمات اللاسلكية لعناصره التي يتم رصدها، والتي تتحدث عن حجم الخسائر التي يتكبدونها.
ولفت أردوغان إلى أنه تم ابلاغ الجانب الروسي، بأنه لا يمكن لتركيا أن تسمح بحرب جديدة في إدلب، ومجازر بحق المدنيين وموجة نزوح أخرى.
وأشار إلى أن وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو تباحث الإثنين، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، هاتفيا حول آخر التطورات في إدلب.
وأكد أن تركيا تقدم على الخطوات اللازمة سواء على الأرض أوعلى طاولة المفاوضات.
وشدد أردوغان على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الأوضاع في إدلب، وألا يكتفي بالإشادة فقط بمواقف تركيا الإنسانية والمساعدات التي تقدمها للنازحين واللاجئين.
وأردف " نريد رؤية اجراءات ملموسة، وإلا فإننا سنشرع في تنفيذ بقية الخطوات"، دون أن يوضحها.
ولفت أردوغان إلى أن النظام السوري يسعى للتوغل في إدلب من خلال تهجير المدنيين الأبرياء ودفعهم للنزوح نحو الحدود التركية.
وأكد أن تركيا لن تسمح للنظام السوري في التقدم بإدلب، نظرا للعبء المتزايد عليها، جراء تدفق النازحين صوب حدودها.
وكشف في المقابل أن تركيا شرعت في التقدم إلى عمق 30-40 كم عن الشريط الحدودي، داخل سوريا ( في محافظة إدلب)، وبناء مساكن من الطوب للنازحين.
ولفت إلى معاناة النازحين في الخيام جراء ظروف الشتاء، ولذلك قررت تركيا بناء مساكن من الطوب لهم، تترواح مساحتها بين 25-30 مترا مربعا.
وأشار إلى أنه بحث الموضوع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تعهدت بدورها بتقديم دعم لهذا المشروع.
وأضاف أنه من المخطط بناء نحو 25 ألف مسكن في المرحلة الأولى، على وجه السرعة، وسيتم استخدام الدعم الذي سيأتي من ألمانيا، لهذا الغرض.
وأردف قائلا :"أردنا انشاء منطقة آمنة من أجل النازحين، وهذا ما نفعله الآن".
ولفت إلى أن أعمال بناء تلك المساكن تتواصل بزخم كبير، ويجري الاعتماد على عمال سوريين في بنائها.
- "نقوم الآن بالمرحلة الأولى من عملية إدلب"
وردا على سؤال فيما إذا كانت تركيا تخطط للقيام بعملية واسعة في إدلب، ذات اسم محدد، على غرار عملية نبع السلام؟، قال أردوغان "نقوم الآن بالمرحلة الأولى من عملية إدلب، وكما تعلمون تحدثت عن ذلك الجمعة، الآن نفذنا هذه العملية، يبدو أنهم يعتقدون أننا كنا نمزح".
وتابع قائلا: "أعتقد أن العمليات التركية أعطت درسا كبيرا لهؤلاء(نظام الأسد)، لكننا لن نتوقف، سنواصلها بنفس الحزم".
والجمعة، أكد أردوغان أن بلاده تريد إرساء الاستقرار في سوريا، وأنها لن نتردد في القيام بكل ما يلزم إزاء ذلك بما في ذلك استخدام القوة العسكرية.
وأسفرت الهجمات المكثفة للنظام السوري وداعميه على محافظة إدلب، خلال اليومين الأخيرين، عن نزوح نحو 40 ألف مدني باتجاه الحدود التركية.
وتشير المعلومات إلى نزوح نحو 40 ألف مدني من تلك المناطق باتجاه الحدود التركية، خلال اليومين الأخيرين، جراء هجمات نظام الأسد وروسيا والمجموعات الإرهابية المدعومة من إيران.
وفي حين توجه قسم من هؤلاء النازحين، إلى المخيمات على الحدود التركية، توجه آخرون إلى مناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون".
وبلغ عدد النازحين من ريفي إدلب وحلب، نحو حدود تركيا، مليون و677 ألف شخص، منذ بداية 2019.