دولي

رئيس كولومبيا في رسالة قاسية لترامب: سأقاوم غطرسة أمريكا مهما كان الثمن

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو شارك الرسالة المطولة المليئة بالتعبيرات الحادة والإشارات التاريخية عبر حسابه بموقع إكس، وجرى تداولها بكثرة، ليطالعها عشرات الملايين حول العالم.

İbrahim Sipahi  | 27.01.2025 - محدث : 28.01.2025
رئيس كولومبيا في رسالة قاسية لترامب: سأقاوم غطرسة أمريكا مهما كان الثمن

Bolivar

بوغوتا/ الأناضول

وجه الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الاثنين، رسالة قاسية إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب، أكد فيها أنه سيقاوم غطرسة الولايات المتحدة حتى لو كان ثمن ذلك انقلابا عسكريا.

جاء ذلك في رسالة مطولة مليئة بالتعبيرات الحادة والإشارات التاريخية نشرها بيترو (64 عاما) عبر حسابه بموقع إكس، جرى تداولها بكثرة، ليطالعها عشرات الملايين حول العالم.

وتأتي الرسالة على خلفية أزمة في العلاقات بين البلدين، اندلعت بعد أن حاولت واشنطن ترحيل مهاجرين غير نظاميين كولومبيين مقيدين بالسلاسل إلى بلادهم على متن طائرات عسكرية.

ورفضت كولومبيا استقبال هذه الطائرات الأمريكية في البداية، ليخصص الرئيس بيترو طائرته الرئاسية لاحقا لنقل المهاجرين بصورة مشرفة.

وخاطب بيترو (يساري) الرئيس الأمريكي (يميني) في بداية الرسالة قائلا: "ترامب، أنا لا أحب السفر إلى الولايات المتحدة كثيرا، فهو شيء ممل قليلا، لكنني أعترف أن هناك بعض الأشياء الجديرة بالثناء. أحب الذهاب إلى أحياء واشنطن السوداء، وقد رأيت هناك شجارا كاملا في العاصمة بين سود ولاتينيين بمتاريس، وبدا لي أن الأمر سخيفا لأنه أحرى بهم أن يتحدوا".

وأضاف "أعترف أنني أحب (الشاعر والصحفي الأمريكي) والت ويتمان (1819-1892) و(الموسيقي) بول سيمون (1941-) و(المفكر) نعوم تشومسكي (1928-) و(الكاتب المسرحي) آرثر ميلر (1915-2005). وأعترف أن (الناشطين العماليين) نيكولا ساكو (1891-1927) وبارتولوميو فانزيتي (1888-1927)، اللذين يحملان دمي، خالدان في التاريخ الأمريكي وأنني أسير على خطاهما. قتلهما على الكرسي الكهربائي الفاشيَّون الموجودين في الولايات المتحدة كما يوجدون في بلدي؛ لأنهما كانا قادة عمّاليين".

- "لا أحب نفطك وسأقاوم غطرستكم"

ومضى بيترو يقول: "لا أحب نفطك يا ترامب، ستقضي على النوع البشري بسبب الجشع. ربما يأتي يوم، ومع كأس من الويسكي الذي أتقبله رغم معاناتي من التهاب المعدة، يمكننا التحدث بصراحة عن هذا الأمر. لكن ذلك يبدو صعبًا لأنك تعتبرني من عرق أدنى، وأنا لست كذلك، ولا أي كولومبي آخر".

وأضاف مواصلا انتقاداته اللاذعة لترامب: إذا كنت تعرف شخصا عنيدا على وجه الأرض، فأنا هو، نقطة. يمكنكم عبر قوتكم الاقتصادية وغطرستكم أن تحاولوا تنفيذ انقلاب ضد كما فعلتم مع (الرئيس التشيلي السابق سلفادور) أليندي (1908-1973). لكنني سأموت على مبدئي. قاومت التعذيب وسأقاومك أيضًا".

ومضى يقول: "لا أريد مستعبِدين بجوار كولومبيا، فقد كان لدينا الكثير منهم، وتحررنا. ما أريده بجوار كولومبيا هم عشاق الحرية. إذا كنت لا تستطيع أن تكون واحدًا منهم، فسأتوجه إلى أماكن أخرى. كولومبيا هي قلب العالم، وأنت لم تفهم هذا. إنها أرض الفراشات الصفراء وجمال ريميديوس، ولكنها أيضًا أرض العقيد أوريليانو بوينديا وسلالته، وأنا واحد منهم، وربما الأخير".

وبوينديا شخصية رئيسية في رواية "مئة عام من العزلة" للكاتب الكولومبي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز. وتمثل النضال الثوري من أجل العدالة في أمريكا اللاتينية.

ومستذكرا الرئيس الأمريكي السابق أبراهام لينكولن (1809-1865)، مضى بيترو يقول لترامب: "قد تقتلني، لكنني سأعيش في شعبي، الذي سبق شعبك في الأمريكيتين. نحن شعوب الرياح، والجبال، والبحر الكاريبي، والحرية. لا تحب حريتنا؟ حسنًا. لن أمد يدي لمصافحة تجار العبيد البيض. بل أصافح البيض الأحرار، ورثة لينكولن، والشبان السود والبيض من الولايات المتحدة، الذين بكيت وصليت على قبورهم في ساحة معركة وصلت إليها بعد أن عبرت جبال توسكانا الإيطالية ونجوت من كوفيد".

وأردف يقول: "هؤلاء هم أمريكا، وأمامهم أنحني، وليس أمام أي أحد آخر. أسقطني، أيها الرئيس، وسترد عليك الأمريكتان والإنسانية".

- "كولومبيا توقفت عن النظر إلى الشمال"

وفي إشارة إلى تاريخ بلاده، أكد بيترو أن كولومبيا الآن تتوقف عن النظر إلى الشمال، وتنظر إلى العالم. دماؤنا تأتي من خلافة قرطبة، التي كانت في وقتها رمزًا للحضارة، ومن الحضارة الرومانية المتوسطية، التي أسست الجمهورية والديمقراطية في أثينا؛ دماؤنا تحمل في طياتها صمود السود الذين حُولوا إلى عبيد على أيديكم. في كولومبيا يوجد أول أرض حرة في الأمريكتين، قبل واشنطن، في كل أمريكا. هناك أجد ملاذي في الأغاني الإفريقية".

وأضاف معتزا ببلده: "أرضي بلدٌ صاغ الذهب والفِضّة في عهد الفراعنة المصريين، وأرض أول فناني العالم الذين رسموا على أحجار شيريبكيت. لن تسيطر علينا أبدًا. يقف في وجهك المحارب الذي جاب أراضينا صائحًا بالحرية، واسمه (القائد الفنزويلي) سيمون بوليفار (1783-1830).

وتابع: "شعوبنا خجولة بعض الشيء، ودودة ومحبّة، لكنها ستعرف كيف تستعيد قناة بنما التي أخذتموها بالعنف. هناك يرقد مائتا بطل من جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، في بوكاس ديل تورو، التي كانت جزءًا من كولومبيا قبل أن تصبح جزءًا من بنما، والذين قتلتموهم.

وقال أيضا: "إنني أرفع علمًا، وكما قال (الزعيم الكولومبي خورخي إليسير) غايتان (1903-1948)، حتى لو بقي وحده، سيظل العلم مرفوعًا بكرامة أمريكا اللاتينية، التي هي كرامة أمريكا التي لم يعرفها جدك، بينما عرفها جدي، أيها الرئيس المهاجر إلى الولايات المتحدة".

ومتحديا ترامب، مضى يقول: "حصاركم لا يخيفني؛ لأن كولومبيا، إلى جانب كونها بلد الجمال، هي قلب العالم. أعلم أنك تحب الجمال كما أحبه، فلا تسيء إليه وستمنحك كولومبيا حلاوتها. كولومبيا من الآن تفتح ذراعيها للعالم كله. نحن بناة الحرية، الحياة، والإنسانية".

وختم رسالته قائلا: "علمت أنكم تفرضون 50 بالمئة رسومًا جمركية على ثمار عملنا البشري لدخول الولايات المتحدة، وسأفعل الشيء نفسه. دع شعبنا يزرع الذرة التي اكتُشفت في كولومبيا لتغذية العالم".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.