في عهد ترامب.. البيت الأبيض يأكل الحصرم والخارجية والإعلام يضرسون
الحصرم هو الثمر قبل نضوجه
Washington DC
واشنطن/ محمد بلال كنصاري، هشام شعباني/ الأناضول
رغم مضي ما يقرب من شهرين على تنصيب دونالد ترامب رئيسًا في الولايات المتحدة (20 يناير/ كانون الثاني)، لم يتم إجراء التعيينات اللازمة في العديد من الدوائر المهمة في وزارة الخارجية الأميركية، وخلافًا لما جرت عليه العادة، فالخارجية الأميركية في عهد ترامب باتت تضطلع بدور أقل فعالية وتأثيرًا مقارنة بدورها في عهد الإدارات السابقة.
اختار ترامب لمنصب وزير الخارجية، ريكس تيليرسون، الرئيس السابق لمجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل" النفطية، فيما منح مجلس الشيوخ تيليرسون الثقة في عملية تصويت دعمه فيها 56 سيناتورًا مقابل 43 سيناتورًا معارضًا.
ومنذ تسلم تيليرسون منصبه، والمراقبون يتابعون الدور المحتمل الذي سيلعبه الوزير الجديد في السياسة الأميركية، ويسعون لرسم صورة لوزير يتوقع أن يكون غير تقليديّ.
إلا أنه لم يقم الوزير الجديد حتى الآن بتعيين نائبه، وكبار الدبلوماسيين والقسم الأكبر من السفراء، فيما لم تقدم وزارة الخارجية أي بيان رسمي يفسر ذلك.
من ناحية أخرى، قرر ترامب تقليص الميزانية المخصصة لوزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، بواقع 37 بالمئة.
ومن الملاحظ، تقليل الخارجية الأميركية للمؤتمرات الصحفية التي كانت تجريها عادة، بالتزامن مع تسليط الضوء على المؤتمرات الصحفية التي تنعقد في البيت الأبيض، من خلالها بثها على الهواء مباشرة عبر وسائل الإعلام الرئيسية.
إعادة توزيع التوازنات داخل الإدارة الأميركية، دفع بعض المحللين للقول إن ترامب يعتزم إدارة ملفات السياسة الداخلية والخارجية انطلاقًا من البيت الأبيض الذي يبدو عازما على تحمل أعباء السياسة الخارجية للبلاد
- المتحدث باسم الخارجية لم يكن يعلم بزيارة وزير مكسيكي
ظهر هذا التوجه جليًا خلال الزيارة التي أجراها وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاراي، إلى واشنطن مطلع فبراير/ شباط الماضي. فبدلا من ذهابه إلى مقر الخارجية الأميركية وفق ما جرت عليه العادة بالنسبة لوزراء الخارجية الأجانب، توجه الوزير المكسيكي مباشرة إلى البيت الأبيض، ليعقد لقاءً مع صهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر.
وخلال مؤتمر صحفي عقده مارك تونر، المتحدث المؤقت باسم وزارة الخارجية الأميركية، وردًا على سؤال طرحه أحد الصحافيين حول زيارة الوزير الضيف، قال: "لم أكن أعرف أن وزير الخارجية المكسيكي هنا".
وحول احتمال زيارة فيديغاراي لمقر الخارجية الأميركية، قال تونر: "لست متأكدًا من احتمال عقد اجتماع في مبنى وزارة الخارجية".
- "لا أحد غير كوشنر قادر على توفير السلام في الشرق الأوسط".
ليس مستغربا أن تدار الدبلوماسية في البيت الأبيض من قبل كوشنر على وجه التحديد. ففي أول اجتماع عقده ترامب بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية قال: "كوشنر هو الرجل الذي يمكنه إحلال السلام في الشرق الأوسط".
كوشنر، الذي يتبع الديانة اليهودية، ولا يملك خبرات دبلوماسية، يعتبر من الشخصيات التي تحظى بثقة ترامب، حيث قال عنه: "جاريد هو صبي جيد جدًا. يملك قدرة على التعامل مع إسرائيل ببراعة. مهارات التفاوض وهبت له منذ الولادة".
- تيلرسون لن يصطحب صحفيين في رحلته الآسيوية
وفي المقابل، يتجنب تيلرسون الوقوف كثيرًا أمام الكاميرات؛ كما أعلن عدم رغبته باصطحاب صحفيين في جولة آسيوية يعتزم القيام بها خلال المرحلة المقبلة، وهو ما زاد من توتر العلاقات بين ترامب ووسائل الإعلام، تلك العلاقات المتوترة أصلًا.
اعترضت نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وول ستريت جورنال، وفوكس نيوز والسي إن إن ومجموعة من المؤسسات الإعلامية الرائدة على القرار، وأرسلت جميع تلك المؤسسات لوزارة الخارجية الأميركية رسالة تنديد واحتجاج مشتركة.
كما اعتبرت مؤسسات الإعلام الأميركي، طلب تيلرسون من بكين وسيؤول وطوكيو جعل الزيارات التي سوف يجريها إلى المنطقة تتم بعيدًا عن أعين الصحافة، بأنها "ازدراء للشعب الأميركي".
كانت وزارة الخارجية تضطلع بدور نشط جدًا خلال الإدارات الأميركية السابقة، إلا أن الفترة المقبلة قد تشهد انحسارًا لهذا الدور على حساب البيت الأبيض، في الوقت الذي يعمل فيه تيلرسون بهدوء، بعيدًا عن رقابة وسائل الإعلام، التي تتابع انعكاسات الوضع الجديد عن كثب، وبكثير من الريبة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.