archive, الدول العربية

جدل لبناني متصاعد حول مشاركة حزب الله في معارك القصير (صور)

تثير مشاركة حزب الله اللبناني بجانب قوات النظام السوري في المعارك الدائرة منذ أمس في مدينة القصير بريف حمص وسط سوريا، جدلاً متصاعدًا على الصعيدين السياسي والشعبي في لبنان.

20.05.2013 - محدث : 20.05.2013
جدل لبناني متصاعد حول مشاركة حزب الله في معارك القصير (صور)

بيروت / الأناضول / خديجة العمري - تثير مشاركة حزب الله اللبناني بجانب قوات النظام السوري في المعارك الدائرة منذ أمس في مدينة القصير بريف حمص وسط سوريا، جدلاً متصاعدًا على الصعيدين السياسي والشعبي في لبنان.

إذ انتقد عضو كتلة المستقبل البرلمانية النائب محمد الحجار، في تصريح لمراسلة "الأناضول"، اليوم الإثنين، مشاركة حزب الله في هذه المعارك، قائلا إن "حزب الله يستفز مشاعر اللبنانيين عبر تدخله السافر في القصير، وهو بذلك يبرر أي ردة فعل سلبية قد تحصل في الشارع اللبناني".

ورأى الحجار أن "حزب الله استقال من دور المقاومة وتحول إلى ميليشيا إقليمية تعمل بتوجهات إيران" الداعمة لنظام بشار الأسد في سوريا.

وطالب عضو كتلة تيار المستقبل، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، الدولة اللبنانية والحكومة بـ"تطبيق سياسة النأي بالنفس عما يحصل في سوريا كي لا يذهب لبنان إلى الهاوية".

وكان الحريري قد شنّ، اليوم، هجومًا حادًا على حزب الله، واصفًا إياه بأنه تحوّل إلى "رأس حربة في جريمة موصوفة ينفذها النظام السوري ضد شعبه"، وأنه اختار "استنساخ الجرائم الإسرائيلية" بحق لبنان وأهله ليطبقها في مدينة القصير وقرى ريف حمص السورية، على حد قوله.

واعتبر أن "حرب حزب الله" في القصير وفي الداخل السوري عمومًا، هو قرار بإلغاء الدولة اللبنانية أو في أحسن الأحوال هو إعلان صريح من جانب الحزب بأن السلطة "سائبة" لمن لديه القدرة على الاستقواء بالسلاح.

ويسعى جيش النظام السوري بمساعدة من حزب الله إلى السيطرة على مدينة القصير المتاخمة للحدود مع لبنان، كونها تصل بين العاصمة السورية دمشق ومنطقة الساحل ذات الغالبية العلوية التي ينحدر منها بشار الأسد.

وقالت مصادر مقربة من حزب الله، اليوم، إن أكثر من 25 قتيلاً ونحو 100 جريح من الحزب الشيعي سقطوا خلال مواجهات أمس بين الحزب، الذي يساند مجموعات من الجيش السوري النظامي، وبين "الجيش السوري الحر" في القصير.

ولم يصدر بيان رسمي من حزب الله حول حصيلة خسائره في القصير حتى مساء اليوم الإثنين.

ولاتزال الاشتباكات بين الجيش الحر وعناصر حزب الله والجيش النظامي مستمرة على أطراف القصير ولم يتمكن الأخير من التغلغل فيها أو السيطرة على أي من المباني وسطها، بحسب ما صرح به ظهر اليوم لـ"الأناضول" الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية العليا لأركان الجيش الحر العقيد قاسم سعد الدين.

وكان التلفزيون السوري الرسمي قد أعلن، أمس، أن جيش النظام "تمكن من دخول مدينة القصير، وأن عددًا كبيرًا من الإرهابيين استسلموا بعد إحكام تطويقها". فيما نفت "الهيئة العامة للثورة السورية" صحة تلك الأنباء، مضيفة في بيان لها، تلقى مراسل "الأناضول"، نسخة منه أن "الجيش الحر ما زال مسيطراً على المدينة".

في المقابل، اعتبر عضو كتلة حزب الله النائب كامل الرفاعي أن "قتال الحزب في القصير هو دفاع عن المواطنين اللبنانيين الذين يسكنون هناك".

ومضى قائلا، في تصريح لـ"الأناضول"، إن "حزب الله يقاتل في القصير لحسم المعركة ومنع الجيش الحر وجبهة النصرة من التقدم نحو البقاع (شرق لبنان)، وحتى لا ينجر لبنان إلى آتون الفتنة المذهبية"، على حد قوله.

لكنه الرفاعي أعرب عن أسفه لإراقة الدماء التي تحصل في سوريا عموما وفي القصير خصوصا، معتبرًا أن وجهة القتال لحزب الله وغيره "يجب أن تكون باتجاه العدو الصهيوني لتحرير فلسطين المحتلة".

بدوره، وصف نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت، قتال حزب الله في سوريا بأنه "جريمة خطيرة".

وقال الحوت، في تصريح لـ"الأناضول"، إن "حزب الله تحوّل بين ليلة وضحاها إلى حزب معتد يشارك في قتل الشعب السوري ويساند نظام الأسد المجرم".

شعبيًّا، ارتفعت نسبة الاحتقان في الشارع اللبناني بين من يعتبر مشاركة حزب الله في القصير توريطًا واضحًا للبنان في الأزمة السورية وبين من يعتبرها واجبًا عقائديًا وجهاديًا.

فيما حفلت مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" بتعليقات استنكرت معظمها تورط حزب الله وتنازله عن مبدأ المقاومة.

وأنشأ نشطاء صفحة على "لفيس بوك" للتضامن مع أهالي القصير، تحمل شعار " من لبنان... هنا القصير"، فيما أنشأ مؤيدو حزب الله صفحة بعنوان "يا لثارات (ثأرات)الحسين.. لن تسبى زينب مرتين"، في إشارة إلى مرقد السيدة زينب بنت رسول الله في دمشق، التي تردد قيادات في الحزب أنها تدافع عنه.

 

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın