archive, الدول العربية

حافلة عين الرمانة.. شرارة الحرب الأهلية اللبنانية

"أتمنى أن يأتي شخص ينهي النزاع الطائفي اللبناني لنقوم بدفن ذكريات الحرب ونعود للوحدة الوطنية".. بهذه الجملة اختصر سامي حمدان مالك "بوسطة (حافلة) عين الرمانة" التي كانت الشرارة المباشرة لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975

12.04.2013 - محدث : 12.04.2013
حافلة عين الرمانة.. شرارة الحرب الأهلية اللبنانية

بيروت- الأناضول
آية الزعيم
"أتمنى أن يأتي شخص ينهي النزاع الطائفي اللبناني لنقوم بدفن ذكريات الحرب ونعود للوحدة الوطنية".. بهذه الجملة اختصر سامي حمدان مالك "بوسطة (حافلة) عين الرمانة" التي كانت الشرارة المباشرة لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 بين المسيحيين والمسلمين.

عندما يتذكر اللبنانيون الحرب الأهلية لا يمكنهم إلا وأن يتذكروا أحد أهم رموز هذه الحرب، التي تعرف اليوم بـ "بوسطة (حافلة) عين الرمانة"، التي لم يبق منها سوى هيكل تآكل بفعل الزمن واندثرت مقاعده لتصبح أشبه بشخص مشلول غير قادر على أن يثور على ماضٍ تسبب بإعاقته.

هيكل الحافلة نهشته شظايا المعركة، فاتكأ على أحد جدران موقف للسيارات في منطقة الغبيري بالضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت بقرار من مالكها سامي حمدان، الذي روى لمراسلة "الأناضول" تفاصيل ما حدث يوم 13 أبريل/نيسان 1975 "المشؤوم".

حمدان قال إنه: "في صباح ذلك اليوم جرت محاولة فاشلة لاغتيال رئيس حزب الكتائب اللبنانية (ذي الأغلبية المسيحية في حينها) بيار الجميّل، من قبل مسلحين مجهولين خلال قيامه بواجب اجتماعي في إحدى كنائس عين الرمانة (شرق لبنان)، لتأخذ بعدها المواجهة المسلحة مكانها بين أبناء عين الرمانة والبوسطة (حافلة) التي كانت تمر في المنطقة، وتقل فلسطينيين عائدين إلى مخيم تل الزعتر (في بيروت) بعد مشاركتهم في احتفال بمخيم صبرا (بالعاصمة)".

وتابع حمدان: "قيل حينها إن جميع من كانوا بداخل الحافلة لقوا حتفهم، باستثناء السائق لتصبح هذه البوسطة (الحافلة) بوسطة الحرب".

حادثة "بوسطة عين الرمانة"، التي تُعرف أيضًا بمجزرة عين الرمانة في إشارة للمواجهة المسلحة بين مسيحيين ومجموعات مسلحة فلسطينية في إحدى الضواحي الشرقية لبيروت، وسرعان ما انتشرت الاشتباكات في أنحاء لبنان في ما يُعرف بالحرب الأهلية اللبنانية، والتي دامت أكثر من 16 عامًا.

وانقسم لبنان، وحتى عام 1990، بين منطقتين، الأولى سميت ببيروت الغربية، وكانت تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية وجماعات مسلحة مسلمة، بينما كانت بيروت الشرقية والقسم المسيحي من جبل لبنان تحت سيطرة جماعات مسلحة مسيحية.

ويحرص اللبنانيون في 13 أبريل/نيسان من كل عام على تذكر "بوسطة عين الرمانة"؛ لتكون لهم عبرة حتى لا يكرروا أخطاء الماضي القريب فتغذي أحقادًا دفنتها البوسطة (الحافلة).

-------------

 

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın