archive, الدول العربية

عائلات تركية بسيناء.. الأصل عثماني واللسان عربي (فيديو)

من العائلات التي تسكن العريش وأصلهم تركي، آل سليمان، والأغوات، والشوربجي، والكاشف، والتي قدمت مع الجيش العثماني في فتح مصر أوائل القرن الـ16، والحملة العثمانية ضد الغزو الفرنسي

07.10.2012 - محدث : 07.10.2012
عائلات تركية بسيناء.. الأصل عثماني واللسان عربي (فيديو)

محمد أبو عيطة

العريش (مصر) - الأناضول

 بملامح لا تخفى أصولهم وذاكرة تحتفظ بتاريخ مسيرة أجدادهم، لايزال أحفاد العثمانيين المقيمين بمدينة العريش في شبة جزيرة سيناء المصرية متمسكين بجذورهم، ولم ينسهم تقادم السنوات من أين اتوا، وكيف استطاعوا ان يتآلفوا مع العشائر والقبائل السيناوية، وينهضوا عمرانيا واقتصاديا بمدينة المصرية، حتى أصبحت أكبر مدينة صحراوية في شبة جزيرة سيناء وصل تعداد سكانها اليوم إلى نحو 150 ألف نسمة.

 "الأناضول" استقصت من أهالي العائلات ذات الأصول التركية بمدينة العريش مسيرتهم من بلادهم إلى حيث يقيمون الآن مع عائلات أخرى ترجع أصولها إلى البوسنة وقبائل بدوية نزحت من شبة الجزيرة العربية، فضلاً عن العائلات المصرية.

 الباحث محمود الشوربجي مؤلف كتاب (وصف سيناء) ـ تحت الطبع ـ يقول للأناضول "إن الغالبية من سكان مدينة العريش هم من أصل تركي، ويعرفون الآن بالعرايشية، ويسكنون ضواحي المدينة المختلفة ولهم أفرع ونسباً وصهراً بينهم وبين العائلات الأخرى المتواجدة بالمدينة".

"ومن العائلات التي تسكن العريش وأصلهم تركي، عائلات آل سليمان ، والأغوات ، والشوربجي ، والكاشف ، ووصلت إلى هذا المكان  قادمة مع الجيش العثماني سواء في فتح مصر أوائل القرن الـ16، أو مع الحملة العثمانية التي أتت لمواجهة الغزو الفرنسي في القرن الـ19، ومعظمهم كان لهم أدواراً في قيادة القلاع القديمة، ومنهم جنوداً بالجيش العثماني آنذاك". بحسب الشوربجي.

  ويوضح مسيرة بعض هذه العائلات بقوله "جد عائلة الشوربجى قدم إلى سيناء من  منطقة أضنة الواقعة جنوب تركيا، وقد لقب بالجوربجي (بمعنى الظاهر) لفظاً فقط، حيث كان الأتراك ينطقون حرف الـ(ش)، (ج) معطشة، وبالتالي ينطقون الشوربجي (الجوربجي) وشاهين (جاهين)، وظل اسم عائلتنا يكتب الجوربجي في المستندات الرسمية إلى عهد قريب".

 ومن المتعارف عليه –وفق الشوربجي- أن أجداد عائلة الأغوات هم من الجنود العثمانيين الذين تخلفوا عن العودة مع الجيش التركي لبلاده خلال الحملة العثمانية على الفرنسيين  وأقاموا بالعريش،  والأمر نفسه بالنسبة لـعائلة الكاشف.

 ويضيف "قيل إن الكاشف الكبير أتى من منطقة تشار في محافظة سامسون التركية على البحر الاسود، ويرجع مسمي عائلة الكاشف إلي  أنها كانت تعمل خلال الحكم العثماني في الكشف في منافذ مصر عما يدخلها من بضائع، أي بما يسمي حالياً بمأمور الجمرك".

من جانبه يقول سعيد ممتاز درويش، الباحث في التراث السيناوى، وأحد أحفاد عائلة أولاد سليمان "جدنا محمود على بوشناق وصل مع الحملة العثمانية لدى فتحها العريش في القرن السادس عشر الميلادي، وعينه السلطان سليمان القانوني وقتها حاكما لقلعة العريش".

ويتابع "وعند وقوع الهجوم الفرنسي على القلعة مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، تفرقت العائلة وسكنت بيوتا في مناطق مختلفة بالعريش، وتزايد عددها ومن بين أشهر أبنائها اليوم أحفاد المهندس عثمان احمد عثمان احد ابرز اصحاب شركات المقاولات المصرية، ويعد على أبوشناق جد قبيلة أولاد سليمان والأغوات بالعريش".

ويتذكر الحاج راتب محمود الشوربجي، أحد رموز مدينة العريش، من مواليد العام 1929 ميلاديا، أن جدهم مصطفى الطيناوي الشوربجي، كان ضابطا  في الجيش العثماني ضمن قادة الحملة التي توجهت لطرد الفرنسيين من مصر، ومكث فترة في قلعة "الطينة"  الكائنة بمنطقة رمانة بسيناء على بعد نحو 100 كم من العريش، ثم جاء الى العريش وتزوج من محافظة الشرقية (أقصى شرق دلتا النيل) القريبة من سيناء.

 ويضيف: "وانتشرت عائلته فيما بعد الى ان وصل أحفاده الأن الى ما يقارب 3000 شخص، ومثل باقي عائلات المدينة كانت المساكن تبنى في الماضي بالطوب اللبن".

ويعتمد الأهالي في حياتهم على زراعة الشعير والقمح والنخيل وصيد السمك والطيور المهاجرة، واستطاعت العائلات في العريش ان تجعل من المدينة محطة تجارية مهمة تأتى اليها قبائل البدو للتزود بحاجياتهم، ويصلها التجار من مصر وفلسطين قبل ان تكون هناك حدود او قيود.

ولم تنس آية حمدان أبوشيتة  الطالبة بجامعة سيناء الخاصة، جذورها التركية  حيث تقول إن جدهم الأكبر "محمد بك أبوشيتة كان ضمن رجال الجيش العثماني القادم الى سيناء مطلع القرن التاسع عشر الميلادي".

وتعرب عن تمسكها بجذورها قائلة "إننا حريصون جدا على أن نتذكر جيلا بعد جيل اصولنا ومن اين جئنا، رغم اننا اندمجنا تماما فى المكان واصبحنا جزءا مهما منه ونتحدث اللغة العربية، ومع ذلك هناك كلمات لاتزال تنطق بالتركية، وايضا الملامح لا تخفى اصولنا".

وبدورة يؤكد الناشط السيناوى علاء الكاشف ان جدهم "محمد بك هاجر من تركيا الى سيناء قبل نحو ثلاثة قرون، واستقر بها وعمل في وظيفة مهمة تتمثل في الكشف عن الضرائب، ولذلك لقب بالكاشف".

 ويلفت إلى أن "كل ذلك تاريخاً، واليوم فعائلتنا انصهرت في المجتمع المصري، وأصبحت جزءا منه"، مشيرا الى ان "سيناء منطقة تجمع لهجرات بشرية مختلفة لظروف كثيرة كانت تجعل منها محطة عبور للكثيرين، وأحياناً يضعون رحالهم ويستقرون بها".

 

 

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın