"فيتو" سوري وسط بيروت.. بريشة "ثائر" (فيديو)
من خلال معرضه الذي تجولت فيه مراسلة الأناضول، يرسم الفنان السوري ثائر معروف بعض ملامح المأساة التي تعيشها بلاده وموقف المجتمع الدولي منها.

بولا أسطيح
تصوير: رمزي حيدر
فيديو: علي ماجد
بيروت- الأناضول
بغراب ينعي خراب سوريا.. وأطفال يحملون جماجم كائنات فضائية، صوّر الفنان السوري ثائر معروف بعض أوجه المأساة التي تعيشها بلاده، عبر لوحات معرضه الذي حمل اسم "فيتو"، والمقام بوسط العاصمة بيروت.
المعرض الذي افتتح الخميس ويستمر حتى 19 يناير/كانون ثاني الجاري ضم بجوار اللوحات عدداً من المجسمات تحاول نقل الواقع العربي والدولي الذي يواكب الأزمة السورية.
فهناك مجسّم صغير عن طاولة مجلس الأمن الدولي وضع حولها عدد من المراحيض وخلفها لوحة لوجهه مع ملقط على أنفه فيما انتشرت أوراق كُتب عليها "فيتو" بمتناول اعضاء مجلس الأمن.
أما العبرة من هذا "العمل المفاهيمي" كما يفضّل معروف تسميته، فهي "القول أن العالم قرف من تعطيل الدول الأعضاء في المجلس للقرارات الدولية من خلال حق النقض الفيتو، ما يعطي ضوء أخضر لاستمرار شلالات الدم في سوريا وغيرها"، يقول معروف لمراسلة "الأناضول".
ويضيف "حاولت قدر الإمكان من خلال اللوحات نقل ما يعيشه الشعب السوري الذي لا يأبه بالرؤوس الكبيرة ولا يريد إلا أن يعيش بهدوء وسكون، بعيدا عن العنف والاقتتال، وما أقوم به لا يصبّ في صالح المعارضة السورية ولا النظام، فقط أحاول أن أكون صوت تلك الطبقة الكبيرة من المجتمع السوري التي قُمعت وأُخفي صوتها".
وفي إحدى لوحاته يصوّر معروف قائد الشعب حمارا يركب حمارا آخر، شارحا ذلك بأن "الشعب الأحمق هو من يسمح لحمار أن يحكمه".
اللوحات التي تنبض باللونين الأزرق والرمادي اللذان يسمحان لمعروف بتصوير حالة الخراب التي تعيشها سوريا، يراقبها عن كثب مجسّم لأحد المقاتلين الذي يحمل بيد سلاحه وباليد الأخرى ربطة الخبز، ويقول معروف شارحا المجسّم "هو مجسّم لكل سوري حمل السلاح لتأمين لقمة عيشه".
في المعرض كذلك، لوحة لرجل تمت حياكة فمه وهو يحمل وردة سوداء، وأخرى لأطفال بجماجم لمخلوقات فضائية يسيرون في مدينتهم التي تغيرت معالمها فباتوا لا يعرفونها وكأنّهم زوار جدد أتوا من كوكب آخر، وهناك كذلك حذاء في فم مجتمع دولي لا يكفّ عن الحديث والتنظير لكنّه لا يتحرك.
وفي مكان بارز من المعرض المقام في حي الفنون بمنطقة الصيفي، لوحة لأب سوري وابنته يلفّها السواد وورود زرقاء تمثل حلمهم البعيد بالهدوء والاستقرار والفرح، وأخرى لطفل صغير تكاد الصدمة تنهش عينيه بعد أن فقد أطرافه، بالإضافة إلى لوحات لعصفور سلام دهسه إطار سيارة، وباص مدرسة يحترق.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.