في ذكرى تأسيسه.. انتقادات للجيش العراقي
إزاء دوره الذي وصفه عراقيون بـ"السلبي" في التعامل مع الجماهير الغاضبة في المظاهرات الأخيرة.

شمال عقراوي
العراق – الاناضول
أحيا العراقيون الذكرى الـ92 لتأسيس الجيش العراقي أمس الأحد، بطرق متباينة، ففيما أثنى عليه سكان الفلوجة، انتقد محافظ نينوى (شمال) دوره "السلبي" من التظاهرات الأخيرة، بينما راح الأكراد يسترجعون "مآسي" ذاقوها على يد الجيش في السنوات الماضية.
اثيل النجيفي، محافظ نينوى، قال في كلمة وزعت على وسائل الإعلام مساء أمس ووصل مراسل الأناضول نسخة منها "تأتي هذه الذكرى في وقت نجد فيه قيادة عمليات نينوى (تابعة للجيش العراقي) تتعامل بسلبية كبيرة وبمزيد من الضغط على الجماهير الغاضبة وبأسلوب يختلف عن بقية محافظات العراق".
وأضاف أن "الدستور اشترط أن تكون القوات العسكرية خاضعة للسلطة المدنية وألا تتدخل في الشؤون السياسية ولا تقمع الجماهير، ولكن نائب قائد عمليات نينوى يقول أمام الناس بأنه هو القانون"، مبيناً أن "هذا الأسلوب من الاستهتار بالقانون وعدم معرفة الحدود التي يجب أن يتوقف عندها رجل الدولة لن تتسبب إلا بمزيد من تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في نينوى".
وطالب قائد عمليات نينوى وجميع رؤسائه، "محاسبة الشخص الذي لا يعرف حدود عمله وحدود صلاحياته"، محملاً قيادة عمليات المحافظة "مسؤولية أي نتائج سلبية تنتج عن سوء تعاملهم مع المتظاهرين والمعتصمين".
وتشهد عدة محافظات عراقية بينها الفلوجة والموصل ونينوى وصلاح الدين والأنبار على مدار الأيام الماضية مظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف من العراقيين احتجاجًا على وجود معتقلين سياسيين والعمل بالمادة 4 من قانون الإرهاب التي يتم بموجبها احتجاز المدنيين بشكل يصفه المحتجون بأنه انتهاك لحقوق الإنسان، إضافة إلى أن بعض المتظاهرين يطالبون بمساواة بقية الطوائف مع الشيعة في مسؤولية الحكم، بحسب تعبيرهم.
وفي الفلوجة 62 كلم غرب العاصمة بغداد، خرج السكان للاحتفال بذكرى تأسيس الجيش العراقي، بحضور المئات من أهالي المدينة حيث تجمعوا في الجهة الغربية من مدخل الفلوجة الشرقي، رافعين شعارات وطنية ولافتات تعكس الحب والاعتزاز ببطولات الجيش العراقي كما قام بعض الشعراء بإنشاد القصائد التي تثني عليه.
ودعا المشاركون إلى "الاقتداء بالجيش المصري الذي لم يتدخل عند قيام الثورة، وأدى واجبه بالدفاع عن المواطنين"، محذرين الجيش العراقي "أن يكون كالجيش السوري الذي أصبح أداة للقمع بيد النظام الأسدي".
وبخلاف احتفال الفلوجة، ورغم إقرار ذكرى تأسيس الجيش عطلة رسمية في إقليم شمال العراق، إلا أن السكان الأكراد قرروا أن يحيوا الذكرى بـ"استذكار عمليات الجيش التي أوقعت الآلاف من القتلى على مر السنوات الماضية"، حيث نظمت وزارة شؤون الشهداء في حكومة إقليم كردستان معرضاً للصور الفوتوغرافية، عرضت فيه صور عن "القبور الجماعية والمآسي التي حلت بالشعب الكردي جراء سياسات نظام الحكم السابق بقيادة صدام حسين واستخدام الجيش لقمع السكان وتدمير القرى"، بحسب بيان للوزارة.
وقال ارام أحمد وزير شؤون الشهداء في تصريحات لوسائل الإعلام على هامش المعرض "إن ذكرى تأسيس الجيش العراقي تذكرنا بمآسي وذكريات مؤلمة وجرائم كبرى ارتُكبت بحق الشعب الكردي وكلها مرتبطة بتاريخ الجيش العراقي، ولهذا وتعبيراً عن تعاطفنا مع ذوي الشهداء وعموم الشعب الكردي وإيصال رسالة للجميع نظمنا هذا المعرض".
وأضاف الوزير "كنا نتمنى تأسيس الجيش العراقي الجديد وفق الدستور، لكن يبدو أنهم يريدون استخدام الجيش مرة أخرى في قمع الشعوب العراقية وبالأخص ما نشاهده اليوم في المناطق الكردستانية خارج الإقليم".
وكانت بريطانيا قد قامت بتأسيس الجيش العراقي في 6 يناير 1921، وسمي أول فوج فيه باسم فوج موسى الكاظم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.