قادمون.. مدرسة سورية في إسطنبول.. تتحدى الغربة.. ودعوات لدعمها
تمكنت شخصيات سورية مستقلة، بالتعاون مع جمعيات خيرية سورية وتركية، من تأسيس أول مدرسة سورية في إسطنبول، وذلك بهدف تعليم أطفال المهجرين في المدينة، ولتكون نواة تأسيسية للأطفال، لما بعد انتصار الثورة.
محمد شيخ يوسف
إسطنبول- الأناضول
وعقدت إدارة المدرسة، يوم الجمعة الماضي، اجتماعا مع أولياء أمور الطلاب، في مقر المدرسة المؤقت، لإطلاعهم على الخطة التربوية، التي ستقوم المدرسة بتعليمها للطلاب، حيث أكدت الإدارة أنها ستعتمد على المنهاج السوري المعدل، الذي لا يحمل أي أفكار أو معتقدات ترتبط بالنظام، أو تروج لها.
وتضم المدرسة صفوفا من كافة المراحل الدرسية، لمرحلة ما قبل التعليم الجامعي، وتستوعب نحو 360 طالبا، ويناشد القائمون عليها، مختلف الجمعيات والمنظمات والشخصيات القادرة، على دعم التجربة، حماية لمستقبل أطفال سوريا.
وألقى مدير المدرسة الأستاذ مهدي الحسيني، كلمة تمنى فيها أن تكون المدرسة نواة لجيل المستقبل، مؤكدا أن العمل سيتواصل لكشف أي خلل في سير العملية التربوية، وتدارك أي خطأ أو تقصير فيها.
وأكد إداريو المدرسة في كلماتهم، أن جهودا كبيرة بذلت من قبل مستقلين سوريين، بدعم من جمعيات خيرية، ليرى المشروع النور، حيث سيبدأ التعليم يوم غد الإثنين، وسيتواصل ليتمكن الأطفال، من استدراك أي نقص أو تأخير حصل في تحصيلهم العلمي.
وقالت الناشطة السورية المستقلة، "علا راغب أوغلو"، في تصريحات صحفية لمراسل الأناضول، أن فكرة المدرسة بداية ظهرت بغرض التعليم، فالذين يعلمون والذين لا يعلمون لا يستوون، كما قال الله تعالى في محكم تنزيله، وكانت كلمة "اقرأ" أول كلمة نزلت على الرسول الكريم، "محمد" عليه السلام.
وأضافت الناشطة، أن التعليم بلا حماية وطنية، وبلا اهداف من غير حماية التقاليد والعادات، حسب البلاد الأصلية أمر لا يكفي، ومن هنا كان الهدف بتعليم الأطفال بالمناهج السورية، وبمدرسين سوريين، ليعلموا كل يوم، بأنهم سيعودون لبناء سوريا، بعد عشرين عاما.
وكشفت "راغب أوغلو"، أن الفكرة الأساسية تنبع أيضا من تجربتها، حيث إنها من العوائل، التي تم تهجيرها من سوريا في ثمانينيات القرن الماضي، وتعلم معاناة الغربة، وعدم معرفة اللغة، واذا ما تعلم الأطفال في مدارس غير سورية، فلن يكون لهم انتماء لبلادهم بعد عشر سنوات، من هنا كانت الفكرة، لحماية الاطفال ومستقبلهم، من بطش النظام.
واستشهدت "راغب أوغلو"، بزيارتها عددا كبيرا من الدول في أوروبا وأميركا وباكستان، مؤكدة أنها لاحظت مدى اهمال المهجرين، وعدم تعليم أبنائهم بلغة ومناهج سوريا، لذا بقوا بعيدين عن بلادهم والحنين إليها. ومن هنا ظهر الحرص على تعليم الأطفال بالعربية، وبالاساتذة السوريين حماية لوطنيتهم.
وعن المناهج التعليمية، أوضحت "راغب أوغلو"، أنها مناهج سورية معدلة عن استراتيجيات واهداف ودراسات النظام، حيث لا توجد رغبة بتعليمها، والمناهج تم التعاون بها، مع لجان عديدة، في مدارس بمدن تركية أخرى، وبلدان عربية مثل الأردن.
من ناحيته قال الدكتور، فواز العواد، الموجه التربوي في المدرسة، إن هناك حرص كبير على تقديم منهاج معدل، للطلاب السوريين، تستهدف تقديم تعليم متكامل لهم، بشكل يضمن لهم عدم القصور في التعليم. مضيفا أنه تم الاعتماد على منهاج سوري معدل، تم التنسيق به مع لجان عديدة، وسيتم تنقيحه بعد البدء بالتدريس، واكتشاف العيوب والنواقص فيه.
وأشار العواد، أنه تمت إضافة اللغة التركية إلى المنهاج، لضرورة نقل الثقافة التركية، ومعرفة الطلاب بمحيطهم الذي هم فيه، وبنفس الوقت نقل الثقافة التركية بالمنهاج السوري، كما تمت إضافة مادة التنمية البشرية الهامة إلى المنهاج.
وناشد العواد، المظمات والجمعيات الخيرية، وكل من له إمكانية، بدعم المدرسة، لما لها من تكاليف ومصاريف عالية، حيث إن هناك صعوبات وتكاليف باهظة، لنقل الطلاب في اسطنبول، المدينة مترامية الأطراف، وتكاليف دفع رواتب المدرسين، مقدرا مصاريف المدرسة الشهرية بأكثر من 80 ألف دولار. وداعيا كل من له الإمكانية للمساهمة، في دعم استمرار المدرسة، وتطويرها، ودعمها بالشكل المناسب.