محللون لبنانيون: استقالة حكومة ميقاتي نتيجة مطالب دولية
اعتبر عدد من المحللين السياسيين اللبنانيين أن استقالة الحكومة اللبنانية جاءت بناء على طلب أطراف إقليمية ودولية، متوقعين فراغًا حكوميًا طويل الأمد في لبنان.

حمزة تكين
بيروت - الأناضول
اعتبر عدد من المحللين السياسيين اللبنانيين أن استقالة الحكومة اللبنانية جاءت بناء على طلب أطراف إقليمية ودولية، متوقعين فراغا حكوميا طويل الأمد في لبنان.
وقال المحلل السياسي اللبناني والكاتب الصحفي في جريدة "السفير" اللبنانية، قاسم قصير، إن "رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل نجيب ميقاتي شعر منذ فترة قصيرة بالمطالب الدولية بضرورة استقالة حكومته خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا".
واعتبر قصير في حديث خاص لمراسل "الأناضول" أن "المطالب الدولية باستقالة حكومة ميقاتي كانت من أجل عدم بقاء حزب الله في الحكومة".
ورأى قصير أن "أحد أسباب استقالة ميقاتي مساء أمس الجمعة هو محاولته إعادة تظهير (رفع) شعبيته وكسب الرأي العام في لبنان قبيل الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 9 حزيران المقبل".
وعن موقف حزب الله من الاستقالة، اعتبر قصير أن "الحزب لم يعد حريصًا على بقاء حكومة ميقاتي كما كان حريصًا عليها في السابق" على خلفية الخلافات بينهما حول القانون الذي تجرى على أساسه الانتخابات النيابية.
وعن السيناريوهات المتوقعة بعد استقالة الحكومة، قال قصير إن "الأمور ذاهبة في لبنان إما إلى تسوية من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط جديدة وإجراء الانتخابات النيابية"، و"إما أن لا يتم الاتفاق بين القوى السياسية وبالتالي لن تتم الانتخابات النيابية في حزيران المقبل، وسيتم التجديد للمجلس النيابي الحالي".
من جهته، اعتبر إبراهيم بيرم الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي والكاتب الصحفي في جريدة "النهار" اللبنانية، أن "استقالة الحكومة اللبنانية كان نتيجة أمر عربي أمريكي".
وقال بيرم في حديث خاص لمراسل "الأناضول" إن "الشراكة التي كانت بين حزب الله ورئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي فرطت وانتهت"، معتبرًا أن "هذا السبب ساهم في تسريع الاستقالة".
وتوقع بيرم أن "يعيش لبنان بفراغ حكومي لمدة طويلة"، مشيرا الى "أن ملامح اي تسوية غير واضحة حتى اللحظة".
ورأى أن "الحل السياسي في لبنان في هذه المرحلة قد يحتاج لتسوية تاريخية كبرى على مستوى اتفاق الدوحة".
يذكر أن اتفاق الدوحة هو الاتفاق الذي توصلت اليه القوى السياسية في لبنان في شهر أيار/ مايو من العام 2008 في العاصمة القطرية الدوحة.
ومثل الاتفاق نهاية لـ 18 شهراً من الأزمة السياسية في لبنان شهدت بعض الفترات منها أحداث أمنية كبيرة.
وعن إمكانية انعقاد طاولة الحوار الوطني اللبناني بعد استقالة الحكومة، قال بيروم أنه "وإن عقدت الطاولة فلن تأتي بأي حل أو تسوية" .
وكان رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل نجيب ميقاتي سلم صباح اليوم السبت استقالته الخطية إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعدما كان أعلنها رسميًا في خطاب وجهه إلى الشعب اللبناني مساء أمس الجمعة.
وخلال مؤتمر صحفي عقده اليوم بعد تقديم الاستقالة خطيًا، أكّد ميقاتي أنّه "لم يخبر أحد بتاتًا عن استقالته (قبل أن يعلنها أمس) كي لا يتعرض لضغوط من أحد".
وشدد على أن "القرار كان قرارًا شخصيًا".
وعن أسباب الاستقالة قال: "الحقيقة أن سبب استقالتي يعود إلى أن المواضيع متراكمة، فلا نية لإجراء الانتخابات (في موعدها)، والأجهزة الأمنية إلى فراغ، لذلك قلت كفى أن نسمح بتجاهل القانون وإعاقة القيام بموجباتنا، فالموضوع لا يحتمل تأخيرًا".
ودعا ميقاتي إلى تشكيل حكومة "إنقاذية"، في هذه المرحلة، والعودة إلى طاولة الحوار الوطني بين القوى السياسية المختلفة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.