مع اقتراب رمضان.. تصاعد الهجوم على مسلسل "عمر"
والقناة المنتجة للمسلسل تتوقع أن يشاهده "ثلث مسلمي الأرض" رغم رفض مرجعيات دينية تجسيد شخصية الصحابي

القاهرة - الأناضول
توقعت قناة "إم بي سي" المنتجة لمسلسل "عمر" الذي يجسد شخصية الصحابي عمر بن الخطاب أن "يحوز المسلسل على مشاهدة ثلث المسلمين في العالم خلال شهر رمضان المقبل"، وذلك رغم الحملات التي تطالب بوقفه رفضًا لهذا التجسيد.
ومع اقتراب شهر رمضان، تصاعد الهجوم من جانب ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي على المسلسل الذي يجسد، بجانب الفاروق عمر بن الخطاب، عددًا آخر من الصحابة مثل أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب، واستند الرافضون للمسلسل إلى فتاوى علماء الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء في السعودية بتحريم تجسيد الصحابة في الأعمال الفنية.
وذكرت قناة ام بي سي السعودية الخاصة على موقعها على الإنترنت اليوم الأحد: "يبدو أن ثلث مسلمي الأرض سوف يشاهدون مسلسل عمر الذي أنتجته شركة O3 التابعة للقناة بالتعاون مع تلفزيون قطر تقديرًا للخليفة العادل رضي الله عنه في رمضان المقبل".
وأرجعت القناة ذلك إلى نجاحها في "بيع حقوق بث المسلسل إلى القناة الإندونيسية MNC TV لبث المسلسل مترجمًا في إندونيسيا التي يقدر عدد المسلمين فيها بنحو 190 مليون نسمة".
وتأتي النسخة الإندونيسية ثانيًا بعد أن حصلت شبكة ATV التركية الخاصة على حقوق البث الحصري لمسلسل "عمر" مدبلجًا باللغة التركية لتستهدف سوقًا يبلغ حجمها 70 مليون مسلم، في الوقت الذي تفاوض فيه مجموعة إم بي سي على توقيع عقود بث بلغات أخرى مع شبكات إعلامية، بحسب القناة.
ويواجه المسلسل وهو إنتاج سوري وتم عرض لقطات منه في الأيام الأخيرة كمشاهد دعائية حملات غضب إلكترونية على فيس بوك وتويتر، حيث دشّن المئات من الناشطين على ''فيس بوك'' حملة تحت عنوان ''لا لعرض مسلسل الفاروق".
وقال أعضاء الصفحة إن "المشكلة لا تكمن فى عرض مسلسل للصحابة، ولكن المشكلة فى كيفية العرض، كيف لهم أن يقوموا بعرض شخص يجسد دور الصحابى عمر بن الخطاب رضى الله عنه ونحن ضدهم وسنسعى جميعاً لإيقافه".
وفي موقع تويتر تفاعل الآلاف مع عدة "هاشتاجات" التي تطالب بوقف عرض المسلسل، وحذف باقة قنوات إم بي سي.
كما نشر ناشطون على الإنترنت الكثير من مقاطع الفيديو لفتاوى عدد من علماء ومشايخ المملكة السعودية حول تحريم تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية.
ورفض شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب عرض المسلسل، مؤكدًا في تصريحات صحفية سابقة له أنه ملتزم برأي مجمع البحوث الإسلامية أكبر الهيئات الدينية في مصر، الذي أقر بحرمة تجسيد شخصيات الرسل والخلفاء والعشرة المبشرين بالجنة، وهو ما أكدته أيضًا دار الإفتاء المصرية.
وقال علماء بمجمع البحوث الإسلامية إن "تجسيد الرسل والأنبياء والصحابة وآل البيت في مسلسلات درامية، يتطلب اللجوء إلى الحبكة الدرامية التي لا تخلو من تجاوزات أحيانًا بهدف تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة".
كما انضم مفتى عام السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ إلى الأزهر الشريف فى رفض تمثيل وتجسيد الخلفاء الراشدين، وعدم إجازة مسلسل الفاروق.
واعتبر المفتي في خطبة الجمعة الماضية أن "تحويل سيرة الخلفاء والصحابة إلى عمل تمثيلى يعرّضها للقيل والقال، والتجريح والنقد، وهذا خطأ وجريمة"، مشيرًا إلى أن من يريد التعريف بسيرة الفاروق عمر عليه أن يؤلف فى خصاله ودوره وجهاده، ويترجم هذه المؤلفات إلى اللغات العالمية.
وتزامنًا مع هذه الحملات أقام محام مصري دعوى قضائية جديدة أمام محكمة القضاء الإدارى للمطالبة بوقف نشاط أية قناة فضائية تقوم ببث مسلسل "عمر" من خلال وقف إشارة البث بها في الفترة الزمنية المخصصة لعرض المسلسل وفقًا لخريطة برامجها.
وجاء في الدعوى أنه "لا يجوز شرعًا تجسيد شخصية الصحابة فى المسلسلات والأعمال الفنية لما فى هذا التجسيد من مساس بهيبة هؤلاء الصحابة".
وكانت ''إم بى سى'' أكدت أن المسلسل يعد أضخم عمل درامي فى تاريخ التلفزيون الحديث، وتم تسويقه عالميًا، من خلال منح حقوق عرضه لشبكات تلفزة متعددة حول العالم.
ورفض مخرج المسلسل ومنتجه السوري حاتم علي التعليق على هذه الحملات، وقال في تصريحات صحفية إن "تعاقده مع إم بي سي يمنعه من الحديث عن تفاصيل المسلسل"، وما إذا كان سيظهر عمر بن الخطاب كصورة أم مؤثرات صوتية فقط، مشيرًا إلى أن الإجابة عن هذه التساؤلات ستظهر فى الحلقة الأولى من المسلسل.
إم/حم
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.