Kuwait
إبراهيم الخازن / الأناضول
أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الثلاثاء، أن دول الجوار أكدت أنها لن تسمح باستخدام أراضيها ضد بلاده، مؤكدا أن طهران "لا تريد حربا بالمنطقة، لكنها مستعدة لها، وسترد على أي هجوم لتل أبيب بالمثل".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده عراقجي في الكويت عقب وصوله إليها قادما من البحرين، وذلك في ظل ترقب لهجوم إسرائيلي محتمل على إيران.
وقال عراقجي إن إيران "لا تريد الحرب بالمنطقة، وبذلت قصارى جهدها لخفض التصعيد، لكنها مستعدة لها وجاهزة لكل السيناريوهات"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا).
وأكد الوزير الإيراني أن الهجوم الصاروخي الانتقامي الذي شنته بلاده على منشآت عسكرية وأمنية في إسرائيلـ، مطلع الشهر الجاري، "كان تحركا دفاعيا، وردا على اعتداءات" الأخيرة.
وأضاف: "رسالتنا واضحة جدا، الکیان الصهيوني (إسرائيل) يسعى لتوسيع رقعة الحرب بالمنطقة، وعلينا أن نوقف هذه الكارثة".
وتابع: "الوضع في غزة ولبنان حرج، ويجب أن تتوقف الهجمات الإسرائيلية" عليهما.
وتتزامن زيارة عراقجي للكويت مع تخوفات متصاعدة من اندلاع حرب إقليمية، خاصة في ظل الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ قرابة عام على قطاع غزة، والتي وسعتها مؤخرا لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت.
إلى جانب تهديدات تل أبيب بالرد على هجوم صاروخي شنته طهران عليها مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري "انتقاما لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في بيروت بقصف إسرائيلي ورئيس المكتب السياسي الأسبق لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران".
ولفت عراقجي، خلال المؤتمر الصحفي ذاته، إلى أن "سياسة حسن الجوار ستستمر في الحكومة الإيرانية الجديدة، وهذه هي الرسالة التي وجهتها إلى جميع دول المنطقة، واليوم نتحدث عنها أكثر في الكويت".
واستطرد قائلا: "لقد أكد لنا جميع الجيران أنهم لن يسمحوا باستخدام أراضيهم ضد إيران، ونحن نتوقع ذلك من الدول الصديقة والشقیقة والمجاورة، ونعتبره علامة صداقة".
وأشار عراقجي إلى أن بلاده "تراقب عن كثب التحركات بالقواعد الأمريكية" في المنطقة، و"سننقل المعلومات التي لدينا عن القواعد الأمريكية في الكويت إلى السلطات الكويتية".
وحذر الوزير الإيراني من تداعيات الهجوم الإسرائيلي المرتقب على بلاده، قائلا: "مهما كان الهجوم الإسرائيلي، فسيأتي الرد الإيراني بمثله".
وأضاف: "إسرائيل ارتكبت أبشع أنواع الجرائم، وبعضها يرتقي إلى جرائم حرب يجب متابعتها في المحافل الدولية".
وشدد عراقجي على أنه "إذا تعرضت البنى التحتية في إيران لأي هجوم، فالعدو الإسرائيلي يعلم بنفسه ماذا سيكون الرد الإيراني على هكذا هجوم".
وأكد أن "لدى إيران آلياتها الخاصة للدفاع عن منشآتها النووية وستنفذها في الوقت المناسب".
واعتبر أن "دول المنطقة لديها القدرة على منع وقوع كارثة بالمنطقة من خلال بذل الجهود المشتركة".
وأضاف: "أعتقد أن هناك تفاهما مشتركا لمنع تصعید التوتر من خلال المحادثات التي أجريتها في دول المنطقة".
وفي وقت لاحق من وصوله للكويت، التقى عراقجي ولي العهد صباح خالد الحمد المبارك الصباح في قصر بيان بمحافظة حولي (شرق).
وحول مجريات اللقاء، أفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية بأن عراقجي سلم "ولي العهد رسالة خطية من الرئيس الإيراني موجهة إلى أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد"
وأوضحت الوكالة أن الرسالة "تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين وسبل تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة، بالإضافة إلى آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية"، دون كشف تفاصيل أخرى بشأنها.
في سياق متصل، أجرى عراقجي مباحثات مع وزير خارجية الكويت عبد الله علي اليحيا، وفق بيان لوزارة الخارجية الكويتية.
وشهد اللقاء، وفق البيان، "بحث العلاقات الثنائية التي تربط البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، ومناقشة المستجدات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، والتطورات التي تشهدها المنطقة".
وتعد الكويت الوجهة الـ11 لوزير الخارجية الإيراني خلال جولة إقليمية بدأها من السعودية في 9 أكتوبر الجاري، بحسب وكالة"ارنا".
وبخلاف الكويت والسعودية والبحرين، زار عراقجي خلال هذه الجولة أيضا كلا من: تركيا، ومصر، وقطر، وسلطنة عمان، ولبنان، وسوريا، والعراق، والأردن؛ "وذلك في إطار المشاورات الإقليمية والتحركات الدبلوماسية بشأن آخر التطورات في غزة ولبنان".
وقبل وصوله الكويت مساء الاثنين، قال عراقجي في مقابلة صحفية بالمنامة إن "إيران والبحرين لديهما نوايا حسنة لحل وتسوية المشاكل"، وفق ما نقلته وكالة "ارنا"، الثلاثاء.
وأوضح أن "الزيارة إلى البحرين هي استمرار للزيارات السابقة إلى المنطقة، وخاصة في الخليج، بهدف التشاور بشأن التطورات في المنطقة".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.