الدول العربية

العراق.. تنديد بخرق المهلة الدستورية ورفض لمرشحي الأحزاب للحكومة (محصلة)

ندد آلاف العراقيين الجمعة، بخرق المهلة الدستورية الخاصة بتكليف مرشح لتشكيل الحكومة الجديد، كما أعربوا عن رفضهم مرشحي القوى السياسية.

20.12.2019 - محدث : 21.12.2019
العراق.. تنديد بخرق المهلة الدستورية ورفض لمرشحي الأحزاب للحكومة (محصلة)

Baghdad

العراق / إبراهيم صالح، محمد وليد / الأناضول 

-خرج آلاف العراقيين في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب في احتجاجات حملت اسم "راجع للساحة.. نريد وطن". 
-المتظاهرون نددوا بخرق المهلة الدستورية الخاصة بتكليف مرشح لتشكيل الحكومة الجديد، كما أعربوا عن رفضهم مرشحي القوى السياسية. 

ندد آلاف العراقيين الجمعة، بخرق المهلة الدستورية الخاصة بتكليف مرشح لتشكيل الحكومة الجديد، كما أعربوا عن رفضهم مرشحي القوى السياسية.

وشهدت العاصمة بغداد ومدن وبلدات أخرى في محافظات بابل، والنجف، وكربلاء، وواسط، والديوانية، والمثنى وميسان، والبصرة (جنوب)، احتجاجات حاشدة استجابة لدعوات محتجين للخروج في تظاهرات "مليونية" باسم "راجع للساحة.. نريد وطن".

ولوح المحتجون بالأعلام العراقية وحملوا لافتات ورددوا هتافات تهاجم بالرئيس العراقي برهم صالح لـ"خرقه" المهلة الدستورية الخاصة بتكليف مرشح بتشكيل الحكومة الجديدة.

كما عبر المحتجون عن رفضهم للمرشحين الذين تقدمت بهم القوى السياسية لمنصب رئيس الجمهورية عبر رفع صورهم مصحوبة بإشارة حمراء، من بينهم وزير التعليم العالي قصي السهيل ووزير الرياضة السابق عبد الحسين عبطان.

واحتشد الآلاف في ساحة التحرير والشوارع والأزقة المحيطة به وسط العاصمة بغداد.

وقال سليم العامري، وهو ناشط في احتجاجات بغداد، للأناضول، إن "رئيس الجمهورية يتحمل المسؤولية عن انقضاء المهلة الدستورية. عليه أن يتحمل مسؤولياته ويطبق الدستور الذي تعهد بالالتزام به".

وأضاف العامري، الذي كان يهتف ضد صالح إلى جانب عشرات آخرين، أن "رئيس الجمهورية عليه أن يصغي لصوت الشعب ويختار شخصية مستقلة بعيداً عن الأحزاب، وإلا فإنه سيتحمل تبعات ما سيجري لاحقاً".

وأرجأ الرئيس العراقي برهم صالح، الخميس، تكليف مرشح لتشكيل الحكومة إلى الأحد المقبل جراء عدم التوافق على المرشح من قبل القوى السياسية والمتظاهرين، رغم انقضاء المهلة الدستورية وهي 15 يوماً من تاريخ موافقة البرلمان على قبول استقالة حكومة عادل عبد المهدي.

ومع عدم ظهور بوادر انفراج لأزمة اختيار مرشح جديد، يبدو أن حكومة عبد المهدي ستواصل تصريف الأعمال اليومية إلى مدى غير منظور دون غطاء دستوري، في حالة مماثلة شهدتها البلاد عام 2010.

وفي وقت سابق الجمعة، كشف مصدر في رئاسة الجمهورية العراقية للأناضول، عن تقديم ا صالح طلباً "مستعجلا" الى المحكمة الاتحادية (أعلى سلطة قضائية) لتعريف الكتلة البرلمانية الأكبر عدداً التي سيكلف مرشحها بتشكيل الحكومة الجديدة.

وتأتي خطوة صالح وسط ضغوط هائلة يتعرض لها من قوى سياسية ومحتجين بشأن تكليف مرشح لتشكيل الحكومة المرتقبة خلفاً لعبد المهدي.

ووجد صالح نفسه في مأزق كبير مع ضغوط تمارسها قوى سياسية لقبول مرشحيها الذين لا يحظون بتأييد المتظاهرين الناقمين على الطبقة السياسية، وسط تساؤلات فيما إذا كان الرئيس العراقي يمتلك صلاحية قبول أو رفض المرشحين.

وقال حيدر الناصري، الناشط في احتجاجات ذي قار، للأناضول، إن "رضوخ صالح للقوى السياسية سيؤدي إلى تصعيد الأزمة".

وأضاف الناصري: "يجب على ساسة البلاد الرضوخ لمطالب المتظاهرين،... لن نتراجع بعد كل ما جرى والمئات الذين استشهدوا. دماؤهم أمانة في أعناقنا".

ولم يقدم المتظاهرون العراقيون مرشحاً لرئاسة الحكومة المقبلة وسط عدم وجود قيادات واضحة للاحتجاجات التي توصف بالعفوية.

غير أن مطالب المحتجين تتركز بأن يكلف رئيس الجمهورية مرشحا مستقلاً نزيهاً لا يخضع للتبعية الخارجية لتشكيل الحكومة المقبلة بغض النظر عن الأسماء.

وخرجت التظاهرات الجمعة وسط انتشار كثيف لقوات الأمن في محيط التجمعات دون تسجيل أي صدامات مع المحتجين.

وتراجعت وتيرة الصدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين بصورة لافتة في الأسابيع الأخيرة، تزامناً مع تصاعد وتيرة عمليات منسقة تستهدف الناشطين في الحراك.

ورفع المتظاهرون في مدينة الديوانية صور عشرات القتلى من المحتجين، مطالبين بوقف مسلسل استهداف ناشطي الحراك.

وقال متظاهر في الديوانية عرف عن نفسهم باسم "أبو جمال" للأناضول، إن الحكومة وقادة الأمن مسؤولون عن عمليات اغتيال الناشطين واختطافهم باعتبارهم المسؤولين عن حماية أمن البلد.

وأضاف: "إذا كانوا غير قادرين على حماية الناس، فليرحلوا ويتركوا المهمة لأناس آخرين"، ملمحاً إلى تواطؤ قوات الأمن مع المسلحين الذين يستهدفون إلى الناشطين.

ويتعرض الناشطون في الاحتجاجات إلى هجمات منسقة من قبيل عمليات الاغتيال والاختطاف والتعذيب في أماكن سرية منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من شهرين. لكن وتيرة الهجمات تصاعدت بصورة كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين.

وتعهدت الحكومة مراراً بملاحقة المسؤولين عن هذه العمليات، لكن دون نتائج تذكر لغاية الآن.

ويتهم ناشطون مسلحو فصائل شيعية مقربة من إيران بالوقوف وراء هذه العمليات، وهو ما تنفيه تلك الفصائل.

ويشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتخللتها أعمال عنف خلفت 496 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادًا إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان (رسمية) ومصادر طبية وأمنية.

والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين، وسقطوا، وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد. لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.

وأجبر المحتجون حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، مطلع ديسمبر/ كانون أول الجاري، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.