دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل

بلدة "دير دبوان".. خسائر اقتصادية يخلفها مستوطنون إسرائيليون (تقرير)

شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، يقف الفلسطيني محمد نايف الور في حظائره شبه الفارغة من الماعز بعد أن تعرضت لنهب على يد مستوطنين إسرائيليين مسلحين.

Qais Omar Darwesh Omar  | 10.04.2025 - محدث : 11.04.2025
بلدة "دير دبوان".. خسائر اقتصادية يخلفها مستوطنون إسرائيليون (تقرير)

Ramallah

رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول

- المستوطنون الإسرائيليون نفذوا هجوما على بلدة دير دبوان شرق رام الله وسرقوا نحو ألف رأس ماعز
- محمد نايف الور: نحو 40 مستوطنا هاجمونا وحاصروا المنازل ثم طردونا تحت تهديد السلاح وسرقوا القطيع
- محمد عديلي: اليوم سرق القطيع، غدا من المؤكد سيعودون مرة أخرى، والمخاوف الكبيرة على سلامة العائلة

شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، يقف الفلسطيني محمد نايف الور في حظائره شبه الفارغة من الماعز بعد أن تعرضت لنهب على يد مستوطنين إسرائيليين مسلحين.

وفي حديثه لمراسل الأناضول قال الور (40 عاما)، إن عمله وجهده الذي بذله على مدار نحو 30 عاما ذهب في بضعة دقائق.

وفي فبراير/شباط الماضي تعرضت مزارع فلسطينية على أطراف بلدة دير دبوان شرق رام الله لهجوم من قبل مستوطنين، أسفرت عن سرقة نحو ألف رأس من الماعز.

حال مزارعي بلدة دير دبوان يتكرر في العديد من مناطق الضفة الغربية المحتلة، وخاصة في الأغوار الشمالية ومنطقة مسافر يطا جنوب الضفة.

ويوميا تصدر مؤسسات حقوقية تقارير وبيانات بشأن اعتداءات المستوطنين، فيما يتهم الفلسطينيون الجيش الإسرائيلي بتوفير الحماية لهم.

وخلال فبراير نفذ الجيش الإسرائيلي 1475 اعتداء، فيما نفذ المستوطنون 230 اعتداء على الفلسطينيين في الضفة، وفق تقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية).

ووفق تقارير فلسطينية، فإن "عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية العام 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية".

وفي 20 يوليو/ تموز 2024، قالت محكمة العدل الدولية إن "استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني"، مشددة على أن للفلسطينيين الحق في تقرير المصير، وأنه يجب إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة.

وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه دون جدوى.

** خسارة تعب سنوات في دقائق

وأردف الور قائلا: "نحو 400 نعجة و170 خروفا وحصانا ومركبة سرقت في أقل من خمسة دقائق من قبل مجموعة من المستوطنين".

وعن الحادثة أضاف: "عصر يوم 22 فبراير تعرضنا لهجوم من قبل نحو 40 مستوطنا، بينهم مسلحين، تم حصارنا في المنازل ثم طردنا تحت تهديد السلاح وتم سرقة القطيع".

وأشار إلى أنه حاول صد الهجوم بينما كان مع أطفاله وزوجته ووالدته لكنه تعرض للركل والضرب بأعقاب البنادق.

وتابع: "أمام عيني سرق القطيع، حاولت المقاومة قال لي أحدهم انجُ بحياتك، الموجودون هنا مجانين قد يقتلوك، ثم تم اقتياد القطيع إلى بؤرة استيطانية بجوار البلدة تدعى حنينا".

وبحسرة قال: "تعب 30 عاما خسرته في دقائق"، مبينا أن الهجوم طال حظائر أخرى مجاورة، قائلا: "نحو ألف رأس من الماعز سرقت في ذلك اليوم بالإضافة إلى أحصنة ومركبة".

وقدم الور شكوى لدى الجهات الفلسطينية، وأخرى لدى الإسرائيلية، وأوكل محاميا، غير أنه لا يعتقد أنه سيتمكن من استعادة قطيعه.

وأضاف: "القطيع وزع على البؤر الاستيطانية، هناك صور وصلتني لقطيعي في بؤرة قرب بلدة الغير شرقي رام الله".

وتابع: "المضايقات من قبل المستوطنين تتزايد منذ ما قبل 7 أكتوبر 2023، يريدون ترحيل السكان من المنطقة والسيطرة عليها رغم أنها منطقة مصنفة ب حسب اتفاق أوسلو 2 الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1995".

وصنفت اتفاقية أوسلو 2 (1995) أراضي الضفة 3 مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية.

وبين أن مستوطنين أقاموا في صيف العام الماضي بؤرة استيطانية لا تبعد كيلو مترا واحدا عن مكان سكنه والعائلات الأخرى المجاورة.

ولفت إلى أن المستوطنين يمنعون الرعاة من الوصول إلى المراعي ويعتدون عليهم.

وذكر أنهم يدخلون وسط المنازل ويستفزون المواطنين ويهددونهم بالسلاح تحت حماية الجيش الإسرائيلي.

وقال المواطن الفلسطيني إنه بدأ من جديد واشترى نحو 40 رأسا من الماعز.​​​​​​​

** وضع كارثي

بدوره وصف الفلسطيني محمد عديلي حالهم بعد أن سرق من مزرعته نحو 350 رأس من الماعز، بـ "الكارثي".

وقال إن خسارته تقدر بنحو 250 ألف دولار أمريكي، وبات اليوم لا يملك سوى بضعة خراف صغيرة اشتراها مؤخرا ليبدأ تكوين نفسه من جديد.

وأضاف للأناضول: "لا عمل لنا سوى تربية الماعز، تعب سنوات طويلة ذهب في دقائق أمام أعيننا ولم نقدر على تحريك ساكنا".

مخاوف عديلي لا تتوقف فقط على خوفه من سرقة القطيع إذ يقول: "اليوم سرق القطيع، غدا من المؤكد سيعودون مرة أخرى، والمخاوف الكبيرة على سلامة العائلة".

وأشار إلى مزرعته شبه الفارغة، قائلاً: "أسسنا مزرعة نموذجية بتكلفة مرتفعة لا يمكن لنا إلا البقاء والصمود هنا".

يأتي ذلك بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مخيمات وبلدات ومدن شمال الضفة الغربية منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي.

ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 947 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 15 ألفا و800، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 166 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.