
Israel
زين خليل / الأناضول
اتهمت المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتضحية بحياة الأسرى في غزة وإفساد صفقات إطلاق سراحهم من أجل بقائه السياسي، فيما اعتبرت أن هذا الفشل بالكامل مسؤولية الحكومة.
جاء ذلك في بيانين على منصة "أكس" الأربعاء، نشرهما زعيما حزبي "الديمقراطيين" يائير غولان، و"هناك مستقبل" يائير لابيد، تعليقا على نشر مقطع فيديو للأسير الإسرائيلي بارون بارسلافسكي.
ومساء الأربعاء بثت "سرايا القدس" الذراع العسكري لـ"حركة الجهاد الإسلامي" مقطع فيديو لباراسلافسكي المحتجز لديها بقطاع غزة.
وحمّل الأسير نتنياهو المسؤولية عن حياته، مؤكدا أن "الضغط العسكري" الذي يمارسه الأخير على القطاع لن يحقق شيئا في سبيل تحريره.
ويأتي بث هذا الفيديو في ظل مظاهرات متواصلة لعائلات الأسرى الإسرائيليين للضغط على حكومة نتنياهو، وإجبارها على توقيع صفقة لتبادل الأسرى مع حركة "حماس"، حتى لو أدى ذلك إلى وقف الحرب على غزة.
وتتهم العائلات نتنياهو بالتضحية بأبنائها من أجل مصالح سياسية شخصية، في إشارة إلى رفضه وقف الحرب على غزة استجابة لمتطرفين بائتلافه الحكومي هددوا بإسقاطه حال أقدم على تلك الخطوة.
وقال غولان: "علامة حياة لبارسلافسكي من الأَسر مرة أخرى تمزق القلب من الألم، كل فيديو هو دليل آخر على أن نتنياهو يتخلى عن شعبه من أجل حكمه".
وأضاف: "نتنياهو يضر بالأمن ويفسد الصفقات، ويخوض حرباً بلا هدف أو نهاية، ويضحي بأرواح البشر من أجل بقائه السياسي".
وذكر غولان أن أحدا من وزراء حكومة نتنياهو لم يكلف نفسه عناء الاتصال بعائلة بريسلافسكي، وتابع: "سنناضل من أجل إطلاق سراح المختطفين، ولن نرتاح حتى يعود آخر واحد منهم".
بدوره، تطرق زعيم المعارضة يائير لابيد إلى مقطع الفيديو للأسير بارسلافسكي، وقال: "اليوم تلقّينا دليل حياة آخر من جحيم غزة".
وأضاف: "لكن حكومة إسرائيل تحارب جهاز الشاباك (الأمن العام) بدلا من أن تحارب لإعادة الأسرى إلى ديارهم. هذا الفشل هو بالكامل مسؤولية حكومة 7 أكتوبر".
وكانت الحكومة الإسرائيلية صدقت في 20 مارس/آذار الماضي على إقالة رئيس "الشاباك" رونين بار إلا أن المحكمة العليا جمدت القرار لحين النظر بالتماسات قُدِّمتها المعارضة ضد إقالته، لكن الحكومة تصر على إقالته وطالبت المحكمة بإلغاء قرارها.
وخلال مقطع الفيديو، تساءل بارسلافسكي عن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وعد بوقف الحرب وتحرير الأسرى، قائلاً: "ترامب أين أنت؟ أين وعودك؟ ألم تقل لنا أننا سنحرر في صفقة حتى إيقاف الحرب؟ لم تأمر بإيقافها؟ غزة كلها مدمرة ومحطمة".
وقال مخاطبا رئيس الوزراء الإسرائيلي: "ماذا ستفعلون بنا؟ أين خطواتكم القادمة؟ كل يوم قنابل لا تتوقف، القنابل القادمة ستسقط على رأسي، ودمي في رقبتك، رئيس الوزراء نتنياهو".
ومساء الثلاثاء، أعلن أبو عبيدة، متحدث "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس" فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر (يحمل الجنسية الأمريكية) بعد قصف إسرائيلي مباشر استهدف مكان تواجدهم.
وأضاف: "تقديراتنا أن جيش الاحتلال يحاول عمداً التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة على شعبنا".
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ الخميس الماضي، تتوالى عرائض مطالبة باستعادة الأسرى ولو بإنهاء الحرب على غزة، وذلك من عسكريين بالجيش الإسرائيلي، يتنوعون بين قوات احتياط يمكن استدعاؤهم للخدمة ومتقاعدين، وبينهم قيادات بارزة سابقة، قبل أن ينضم لتلك العرائض مدنيون وشرطيون سابقون.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الماضي، قتلت إسرائيل 1652 فلسطينيا وأصابت 4391 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق ما أفادت به وزارة الصحة بالقطاع صباح الأربعاء.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.