شهادات صادمة لأسرى من غزة أفرج عنهم فجأة بعد اعتقالهم منذ أشهر (تقرير إخباري)
ـ أسرى من غزة أفرجت عنهم إسرائيل يروون للأناضول معاناة قاسية في السجون الإسرائيلية

Gazze
غزة/ جمعة يونس/ الأناضول
ـ أسرى من غزة أفرجت عنهم إسرائيل يروون للأناضول معاناة قاسية في السجون الإسرائيليةـ عائلات الأسرى صدمت للتغيرات الجسدية والنفسية لأبنائها
ـ الأسير المحرر محمد شمالي للأناضول: الضرب وقلة الطعام والإهانات كلها كانت جزءًا من يومياتنا هناك
ـ الأسير المحرر محمد القرا للأناضول: الحرية شعور لا يوصف
ـ الأسير المحرر فايز أيوب للأناضول: حتى النفس كان محسوبًا علينا
كشفت شهادات أسرى أفرجت عنهم إسرائيل بشكل مفاجئ في قطاع غزة، الخميس، عن معاناة قاسية تعرضوا لها خلال أشهر من الاعتقال في ظروف غامضة، عقب توقيفهم من مناطق مختلفة بالقطاع خلال الإبادة المستمرة منذ 18 شهراً.
روايات المحررين، التي وثقها مراسل الأناضول من داخل مستشفى "شهداء الأقصى" بدير البلح وسط قطاع غزة، تضمنت تفاصيل صادمة عن الضرب، والتجويع، والإهمال، وانعدام الرعاية الصحية.
وتعكس هذه الروايات حجم الانتهاكات التي يتعرّض لها آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وصباح الخميس، أفرج الجيش الإسرائيلي بشكل مفاجئ عن عشرات الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلتهم من قطاع غزة قبل عدة أشهر.
وذكرت مصادر محلية للأناضول، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن "قرابة 80 أسيرا فلسطينيا من مختلف مناطق غزة، دخلوا القطاع صباح اليوم (الخميس) عبر بوابة كيسوفيم، بالسياج الفاصل شرقي مدينة خان يونس (جنوب)".
وذكر مراسل الأناضول أن بعض الأسرى وصلوا بملابس مهترئة وآثار التعذيب ظاهرة على أجسادهم، فيما نُقل آخرون على كراسي متحركة بسبب أوضاعهم الصحية المتدهورة.
وقال خليل الدقران، المتحدث باسم مستشفى "شهداء الأقصى"، للأناضول، إن نحو 10 أسرى مفرج عنهم وصلوا إلى المستشفى، وأوضاعهم الصحية صعبة للغاية، وهناك علامات ظاهرة من آثار الضرب والتعذيب.
وأشار الدقران، إلى أن بعضهم أدخل إلى أقسام المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية والعلاج.
وأكد أن ما عاناه الأسرى الفلسطينيون "يفوق الوصف".
ـ ليس هناك أفضل من الحرية
المسن محمد القرا، أحد المفرج عنهم، قال بصوتٍ أنهكه التعب: " الشعور بالحرية شعور لا يوصف.. ما في بعد الحرية (ليس هناك أفضل من الحرية)، الحمد لله. أكبر نعمة من الله".
وتمنى القرا، في حديث للأناضول، أن ينال جميع الأسرى حريتهم، قائلًا: "إن شاء الله، يتحرر كل الأسرى ولا يبقى منهم ولا أسير".
أما المحرر محمد شمالي، فتحدث عن لحظة نقله من السجن إلى بوابة "كيسوفيم" الحدودية مع قطاع غزة، وقال: "قيدونا وأغلقوا أعيننا وسلّمونا للصليب الأحمر"، مضيفاً "الوضع كان سيئاً للغاية".
وتحدث شمالي، للأناضول، عن معاناتهم وآلاف الأسرى في السجون الإسرائيلية، وقال: "الضرب وقلة الطعام والإهانات والغاز المسيل للدموع، كلها كانت جزءًا من يومياتنا هناك".
وسبق أن أفرجت إسرائيل عن مئات الأسرى الذين اعتقلتهم من قطاع غزة وذلك ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
ومقابل مئات من الأسرى الفلسطينيين، أطلقت الفصائل بغزة عشرات الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات على مراحل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025.
وفي 18 مارس/ آذار الماضي تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي استمر 58 يوما واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
ـ تعذيب مستمر
أما الأسير المحرر فايز أيوب، والذي قضى 156 يومًا في الاحتجاز، فقال: "من اليوم الذي وصلنا فيه (إلى السجن) ونحن في العذاب... من الساعة الـ5 الفجر حتى الساعة الـ11 ليلا. ممنوع نتحرك، لا نوم، لا أكل، ولا أي حاجة".
وأضاف أيوب: "الوضع سيئ للغاية، ما عشنا يومًا طبيعيًا، حتى النفس كان محسوبًا علينا".
وكانت ابنة الأسير المحرر أيوب، تنظر إلى والدها، وهو يتحدث للأناضول، في حالة من الصدمة والذهول من الحال الذي وصل إليه.
الدهشة كانت تعلو وجهها، بعدما رأت والدها وقد تغيرت ملامحه من آثار الاحتجاز وسوء المعاملة.
وتقول مرح، وهي تجهش بالبكاء: "ليس هذا والدي الذي أعرفه.. ليس هذا والدي الذي أعرفه. الحمد لله أنه خرج بخير، سعيدة كثيرا أنه خرج رغم القصف".
وفي أكثر من مناسبة، تفاخر وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، بإجراءاته ضد الأسرى، وظهر في مقاطع فيديو خلال التنكيل بهم، ويدعو لإعدامهم.
ففي 24 فبراير/ شباط تفاخر بإجبار أسرى فلسطينيين تحت تهديد السلاح على الجثي بركبهم وطلاء جدران كتبوا عليها عبارات بينها "القدس العربية"، ونشر مقطع فيديو يوثق ذلك بينما كانت أسلحة الحراس الإسرائيليين موجهة نحوهم.
ووفق معطيات نشرتها هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (حكومية) ونادي الأسير (غير حكومي)، فإن عدد الأسرى في سجون إسرائيل يتجاوز 9 آلاف و500، من بينهم أكثر من 350 طفلا، و22 أسيرة، و3 آلاف و405 معتقلين إداريين.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 166 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.