الدول العربية, التقارير, قطاع غزة

صيام وتعطيش.. نازحو غزة وصراع الحصول على قطرة ماء (تقرير)

- يواجه النازحون الفلسطينيون في مخيمات الإيواء في خان يونس جنوب قطاع غزة وبقية المناطق أزمة حادة بتوفير المياه

Mohamed Majed  | 14.03.2025 - محدث : 14.03.2025
صيام وتعطيش.. نازحو غزة وصراع الحصول على قطرة ماء (تقرير)

Gazze

غزة / محمد ماجد / الأناضول

- يواجه النازحون الفلسطينيون في مخيمات الإيواء في خان يونس جنوب قطاع غزة وبقية المناطق أزمة حادة بتوفير المياه
- المياه لا تصل سوى كل 3 إلى 4 أيام عبر خط ضعيف، ما يجبر النازحين على المشي عشرات الكيلومترات لجلبها يدويا
- تعيش العائلات في خيام مهترئة لا تحميهم من البرد أو الحر، في ظل افتقارهم للمياه، ما يزيد من معاناتهم، خاصة المرضى
- الفلسطينية سمر زعرب، المصابة بالسرطان، تشكو بحديثها للأناضول من شح المياه الصالحة للشرب التي يحتاجها جسدها
- تتفاقم الأزمة مع استمرار الحصار والدمار الذي دمر البنية التحتية ليترك الناس بمواجهة العطش والجوع خلال شهر رمضان

في شهر رمضان الذي يتقرب به المسلمون إلى الله بالصوم، يفيض المشهد بالمعاناة بمخيمات الإيواء غرب مدينة خان يونس حيث ينتظر النازحون وصول المياه التي أصبحت شحيحة تحت وطأة الحصار والدمار الذي خلفته حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.

بمنطقة "البطن السمين" حيث يعيش آلاف الفلسطينيين النازحين بخيام مهترئة لا تحميهم من برد الشتاء ولا حرارة الشمس، تزداد أزمة المياه تفاقما، لتصبح واحدة من أصعب التحديات التي تواجه هذه الأسر المكلومة الناجية من الإبادة.

** صراع يومي من أجل قطرة ماء

ويقطع الفلسطينيون في شهر رمضان مسافات طويلة سيرا على الأقدام، حاملين أوانٍ فوق رؤوسهم أو بأيديهم، فقط للحصول على المياه التي بالكاد تكفيهم للشرب أو للاستخدامات اليومية.

ورغم توصيل خط مياه من قبل بعض الجهات المحلية، إلا أن المياه لا تصلهم إلا كل 3 أو 4 أيام، وعندما يتعذر ذلك يضطر النازحون للمشي عشرات الكيلومترات لجلب المياه من أماكن أخرى.

والأربعاء، حذر اتحاد بلديات قطاع غزة، من كوارث صحية وبيئية خطيرة جراء استمرار إسرائيل بمنع وصول إمدادات الكهرباء والمياه إلى القطاع، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري.

وقال الاتحاد: "في ظل استمرار الكارثة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 16 شهرا، نؤكد الحاجة الملحة لإمدادات دائمة من المياه والكهرباء، خاصة بعد تعطيل محطة تحلية المياه المركزية بسبب قطع الاحتلال للكهرباء".

وأوضح أن قطع إسرائيل الكهرباء الواصلة فقط لمحطة التحلية المركزية وسط القطاع، أدى إلى تعطيل الخدمات الأساسية ما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة.

والثلاثاء، قال مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء بغزة محمد ثابت، للأناضول، إن إسرائيل زودت القطاع بخمسة ميغاوات من الطاقة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 استخدمت فقط لتشغيل محطة تحلية المياه، إثر تدخل مؤسسات دولية وأممية، في حين يحتاج القطاع نحو 500 ميغاوات/ ساعة.

وأوضح ثابت أن إمداد القطاع بهذه الكمية المحدودة جدا والتي تكاد لا تذكر من الكهرباء استمر حتى القرار الإسرائيلي بقطع الطاقة في 2 مارس/آذار الماضي.

والأحد، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين، قرر وقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء "فورا".

الفلسطينية ختام أبو عية (51 عاما) وهي أم لخمسة أطفال، قالت في حديثها للأناضول إن المياه لا تصلها بانتظام، وإنها تعتمد على خط صغير تم تمديده مؤخراً لكنه لا يكفي.

وذكرت أنها رغم صيامها في شهر رمضان، تضطر لنقل المياه في دلاء بأيديها، وتعاني يوميا من شح مياه الشرب، وأحيانا تضطر للمشي مسافات طويلة للحصول على المياه.

** المعاناة الصحية

لا يقتصر تأثير أزمة المياه على العطش أو النظافة فقط، بل ينعكس مباشرةً على صحة المرضى، وهذا ما خلفته الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

الفلسطينية سمر زعرب (45 عاما) تعاني من مرض السرطان وتعيش في هذه الظروف القاسية، حيث يزيد شح المياه من آلامها اليومية وخاصة مياه الشرب النظيفة التي تحتاجها لجسدها النحيل المحتاج لرعاية صحية.

زعرب أوضحت للأناضول أن المياه اللازمة للغسيل ضرورية وغير متوفرة دائما وأنها لا تستطيع العيش دونها، كذلك المياه النظيفة الصالحة للشرب لا تصلها بشكل دوري، وما تحصل عليه قليل جدا ولا يكفي حتى لأبسط احتياجاتها اليومية.

إلى جانب نقص المياه، تفتقر الأسر النازحة في المخيمات إلى الغذاء والدواء والرعاية الصحية، في ظل غياب أي مصدر دخل يساعدهم على تأمين حاجاتهم الأساسية.

أما خيامهم فهي مجرد قطع من القماش والنايلون المهترئ، لا تحميهم من تقلبات الطقس، ولا توفر لهم الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.

** أزمة تفاقمها الحرب والحصار

أزمة المياه في غزة ليست وليدة اللحظة، بل تفاقمت بشكل مأساوي بعد القصف الإسرائيلي الذي دمر البنية التحتية والمرافق الأساسية خلال الإبادة، ما جعل الحصول على المياه النظيفة حلما بعيد المنال لكثير من العائلات.

ومع استمرار الحصار الإسرائيلي يجد الفلسطينيون أنفسهم في شهر الصوم أمام موجة قاسية مع العطش والجوع والفقر، في ظل حالتهم المأساوية داخل الخيام وأماكن اللجوء بعد تدمير إسرائيل منازلهم وبنيتهم التحتية.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

وقبل اندلاع الإبادة كانت قدرة الكهرباء المتوفرة بقطاع غزة تقدر بنحو 212 ميغاوات من أصل احتياج يبلغ حوالي 500 ميغاوات لتوفير إمدادات الطاقة على مدار 24 ساعة يوميا.

ومن إجمالي الكهرباء المتوفرة بغزة قبل 7 أكتوبر 2023، كان يتم شراء نحو 120 ميغاوات منها من إسرائيل وتصل القطاع عبر 10 خطوط تغذية.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تقطع إسرائيل إمدادات الكهرباء عن القطاع كما تمنع دخول الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الطاقة الوحيدة.

وتسبب انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع لنحو 17 شهرا بكارثة انعكست على كافة الخدمات الحيوية والأساسية في القطاع كالمستشفيات والمياه والصرف الصحي، ما تسبب بوفاة أشخاص جراء عدم تلقيهم لتلك الخدمات.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.