دولي, الدول العربية, التقارير, سوريا

كاتب كردي: انتخابات "واي بي جي" تستهدف تقسيم سوريا (مقابلة)

الكاتب السوري الكردي، علي تمي، للأناضول: الأكراد هم جزء من الشعب السوري والتنظيم الإرهابي أداة أنشأتها القوى الخارجية لخلق الفرقة بين مكونات المجتمع

Muhammed Kılıç, Eşref Musa  | 08.06.2024 - محدث : 08.06.2024
كاتب كردي: انتخابات "واي بي جي" تستهدف تقسيم سوريا (مقابلة)

Istanbul

تل أبيض، سوريا/ الأناضول

** الكاتب السوري الكردي، علي تمي، للأناضول:
- الأكراد هم جزء من الشعب السوري والتنظيم الإرهابي أداة أنشأتها القوى الخارجية لخلق الفرقة بين مكونات المجتمع
- نحن لا نعترف بما يسمى "الإدارة الذاتية" شمال شرق سوريا وأكثر من 50 حزبا كرديا لا تعترف بها

قال الكاتب السوري (كردي)، علي تمي، إن مشاربع التنظيم الإرهابي "واي بي جي/ بي كي كي"، مثل ما يسمى بالإدارة الذاتية والعقد الاجتماعي وانتخابات المجالس المحلية، "تهدف إلى خلق أمر واقع في المنطقة، وتقسيم سوريا على المدى الطويل".

وتحدث تمي، المولود في عين العرب (كوباني) على الحدود التركية شمال سوريا، للأناضول عن مشروع تنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابي إجراء ما يدعى "انتخابات محلية" في المناطق التي يحتلها من سوريا.

وأضاف: "تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي أداة أنشأتها القوى الخارجية لخلق الفرقة بين مكونات المجتمع الكردي السوري".

وذكر أن الإرهابيين اختطفوه واحتجزوه لمدة 3 أشهر لأنه عارض أعمال التنظيم الإرهابي عام 2017، قبل أن يطلقوا سراحه بضغط من المؤسسات الدولية.

وأوضح أنه اضطر للذهاب إلى تركيا بعد أن هدده الإرهابيون بأنهم لن يعطوه حق العيش في عين العرب.

"لا أمن ولا أمان في عين العرب"

ولفت تمي إلى أن ما يقرب من 250 ألف شخص هاجروا إلى تركيا بعد أن هاجم تنظيم "داعش" الإرهابي عين العرب عام 2014.

وقال : "الذين يعيشون هنا (في تركيا) لا يعودون إلى كوباني (عين العرب) لعدم وجود أمن وأمان فيها".

وتحدث أيضا عن الأعمال الإجرامية للتنظيم الإرهابي من اختطاف للأطفال وتجنيدهم قسرا في المناطق التي يحتلوها.

"أكثر من 50 حزبا كرديا لا تعترف بهذه الإدارة"

ووصف تمي الموضوعات التي يُروج لها المحتلون وداعميهم مثل المجتمع الديمقراطي والكونفدرالية والبيئة وحقوق المرأة والطفل فيما يسمى "العقد الاجتماعي" بأنها "وسيلة لتسويق مشروع التنظيم الخاص للعالم الخارجي".

وأضاف: "تنظيم بي كي كي يستغل حال الفوضى في البلاد. إلا أن هذا المشروع لن ينجح هنا. والسبب أن هذا الهيكل مدرج على قوائم الإرهاب، وينتهك حقوق الأطفال، ويمارس التجنيد القسري والتهجير".

وأردف: "فرض هذا المشروع في كوباني (عين العرب) أو الرقة أو الحسكة أو دير الزور غير ممكن، لأن هذا المجتمع ذو بنية عشائرية، يرفض مثل هذه التوجهات".

وتابع: "نحن (الأكراد) لا نعترف بهذه الإدارة الذاتية. وأكثر من 50 حزبا كرديا لا تعترف بهذه الإدارة، ومن بينها المجلس الوطني الكردي (ENKS). وهذا المجلس هو الأكبر بين القوى السياسية الكردية".

وأوضح تمي أن نظام الأسد استخدم تنظيم بي كي كي الإرهابي لمحاربة أهل السنة وقمع الثورة السورية.

وقال: "بعض شرائح المجتمع السوري تعتقد أن الأكراد هم قوات سوريا الديمقراطية (واي بي جي) أو بي كي كي، لكن هذا الاعتقاد غير صحيح على الإطلاق. ولا نقبل بذلك".

وشدد تيمي على أنه "لا يمكن عد داعش ممثلا للعرب السنة، وكذلك لا يمكن عد تنظيم بي كي كي ممثلا للأكراد".

وقال: "جميع المكونات في سوريا تعيش جنبا إلى جنب منذ آلاف السنين. وتم إنشاء هذه التنظيمات الموالية للنظام لإفساد الفسيفساء الاجتماعية أو زرع انقسامات بين شرائح المجتمع".

وذكر أن الأكراد السوريين يعيشون في هذه المنطقة منذ آلاف السنين وأنهم جزء من الشعب السوري.

وأضاف: "نريد سوريا دولة ديمقراطية وتعددية، نريدها أن تكون دولة مشاركة، وأن تنفذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254. وهذا أمر إلزامي لجميع الأطراف".

"القوى الأجنبية تستهدف تركيا على الأخص"

وتساءل تمي مستنكرا: "ماذا يعني أن يتحكم التنظيم بالحدود والموارد المائية والنفطية ويكون له هياكل مثل وزارة الدفاع والخارجية؟ وماذا يعني الترحيب بالوفود الغربية القادمة من أربيل والسليمانية وكأن التنظيم دولة؟ كل هذه إشارات لتفكيك سوريا".

وختم حديثه بقوله: "برأيي، تستهدف القوى الأجنبية تركيا على الأخص. كل خطوة تتخذها قوات سوريا الديمقراطية (واي بي جي) تتم بالتشاور مع الأميركيين، وهو ما يظهر تأثير القوى الأجنبية".

ويستعد تنظيم "واي بي جي" الجناح المسلح لـ "بي واي دي/ بي كي كي" الإرهابي، لتنظيم "انتخابات" بمناطق شرق نهر الفرات التي يحتلها شمالي وشمال شرقي سوريا، وتشمل أجزاء من محافظات الحسكة والرقة وحلب ودير الزور.

وكانت الانتخابات المزعومة مقررة في 11 يونيو / حزيران الجاري، قبل أن يعلن التنظيم الإرهابي، الخميس الماضي، تأجيلها إلى 18 أغسطس / آب المقبل.

وكانت تركيا أكدت في 29 أيار/مايو المنصرم أنها لن تسمح بفرض أمر واقع يهدد أمنها القومي وينتهك وحدة أراضي سوريا، وأن التنظيم الإرهابي يسعى إلى إضفاء الشرعية لنفسه بتشجيع ودعم من أطراف أخرى.

وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن أنقرة بذلت جهودا دبلوماسية مكثفة مع أطراف دولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، لمنع إقدام "الإدارة المدنية" شمال شرق سوريا على إجراء انتخابات بموجب ما يسمّى "العقد الاجتماعي" الذي اعتمدته في ديسمبر/ كانون الأول 2023.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.