مستشار السوداني: بغداد عملت على إقناع الفصائل لتجنب الحرب ضد إسرائيل (مقابلة)
المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني:عندما أضعفت إسرائيل غزة نقلت الحرب إلى جنوب لبنان والحكومة العراقية تواصل جهودها الدبلوماسية لوقف الحرب
Baghdad
بغداد/ الأناضول
المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني:- عندما أضعفت إسرائيل غزة نقلت الحرب إلى جنوب لبنان والحكومة العراقية تواصل جهودها الدبلوماسية لوقف الحرب
- العلاقات مع تركيا مهمة للغاية ونحن كشعب وحكومة وأحزاب نريد الحفاظ على هذه العلاقات
قال سبهان ملا جياد، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن حكومة بلاده لا تريد أن تكون جزءا من الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، وأنها تؤيد الحل السياسي والدبلوماسي، ولهذا عملت على إقناع الفصائل بذلك.
وأفاد جياد، في تصريحات للأناضول، أن الحكومة العراقية أيدت وقف الهجمات الإسرائيلية على غزة وإعلان وقف إطلاق النار المتواصل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأوضح ان الحكومة العراقية أرادت أن تظل الحرب محصورة بين إسرائيل وحركة حماس، وإيجاد حل.
وأضاف: "لكن للأسف، قدموا، خاصة من هم في محور المقاومة، مبررا لتوسع الحرب. وعندما أضعفت إسرائيل غزة، نقلت الحرب إلى جنوب لبنان".
وبيّن جياد، أن الحكومة العراقية تواصل جهودها الدبلوماسية لوقف الحرب.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
- الضغط على الفصائل العراقية
وذكر مستشار رئيس الوزراء العراقي، أن إسرائيل أرادت جر إيران إلى الحرب.
وأشار إلى أن إيران بعد أن رأت الدعم الأمريكي والغربي لإسرائيل؛ وجهت رسالة مفادها "لن نقع في الفخ".
وبيّن جياد، أن على إيران بعد توجيهها هذه الرسالة ألا تقع في فخ الحرب بالإنابة.
وأردف: "إيران، التي لا تريد الحرب، ينبغي أن تؤيد الحل الدبلوماسي والسياسي".
وتابع: "تمت ممارسة ضغوط على الفصائل العراقية وتفهموا الموقف، وكان الهجوم الذي شنته الفصائل ضد إسرائيل محدودا أيضا، وكان بمثابة رسالة تضامن إزاء سفك الدماء".
- الصراعات في لبنان قد تنتهي قريبا
وأشار المستشار السياسي إلى أن هناك حاليا ما يقرب من 10 آلاف مهاجر لبناني في العراق.
وأردف: "وصول المهاجرين اللبنانيين إلى العراق مسألة مؤقتة، والصراعات في لبنان على وشك الانتهاء".
وذكر جياد، أن جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل، مستعدة لتقديم تنازلات.
واستطرد: "أعتقد أن هناك اتفاقا غير مباشر على ما يبدو عبر الولايات المتحدة أو فرنسا لإنهاء الحرب وإعلان وقف إطلاق النار".
وقال جياد: "الصراع في لبنان قد ينتهي قريبا، واللبنانيون في العراق لا يفضلون العراق على لبنان. أما إذا أرادوا البقاء في العراق فبابنا مفتوح لهم".
- العراق يريد استمرار العلاقات مع تركيا
وأفاد مستشار السوداني، أن "العلاقات مع تركيا مهمة للغاية، ونحن كشعب وحكومة وأحزاب سياسية نريد الحفاظ على هذه العلاقات".
وأكد أن العراق يريد التفاهم مع تركيا في كل المجالات.
وأضاف: "علاقاتنا التجارية والاقتصادية مع تركيا مستمرة منذ 2003، ويصل حجم تجارتنا المشتركة إلى 20 مليار دولار سنويا".
ونوه جياد، بأنه من الحكمة تعزيز العلاقات مع تركيا من خلال مشروع طريق التنمية.
وتابع: يمكن أن يكون طريق التنمية شريان حياة لتركيا والعراق، وسيكون الأخير بمثابة خط نقل للطاقة عبر تركيا.
ومشروع "طريق التنمية" عبارة عن طرق برية وسكك حديدية تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، يبلغ طوله 1200 كيلومتر داخل العراق، ويهدف إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج، وخاصة قطر والإمارات.
وفيما يخص تنظيم "بي كي كي" الإرهابي، لفت جياد، إلى أن ثمة تأخيرا في الاتفاق بشأن هذه القضية.
واستدرك بالقول: "إلا أن هناك تفاهما واتفاقا بشأن مكافحة الإرهاب والتنظيمات المحظورة".
وأضاف أن "ملف بي كي كي، ليس مجرد ملف بين العراق وتركيا فقط، بل يشمل أيضا إيران وسوريا وأطرافا دولية، ويجب تنظيم مؤتمر أمني إقليمي حول هذه القضية".
وشدد جياد، على ضرورة أن تجتمع إيران وتركيا ودول الخليج مع العراق، ويتوصلوا إلى اتفاق نهائي ضد الجماعات المسلحة خارج إطار الدولة.
ويتخذ "بي كي كي" من جبال قنديل شمالي العراق معقلا له، وينشط في العديد من المدن والمناطق والأودية، ويشن منها هجمات على الداخل التركي.