دولي

ممثل التعاون الإسلامي: الإسلاموفوبيا المتصاعدة بالغرب قضية حقوق إنسان بالدرجة الأولى (مقابلة)

قال الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي المكلّف بملف الإسلاموفوبيا البروفيسور محمد باجه جي، إن معاداة المسلمين تُعدّ في جوهرها قضية تتعلق بحقوق الإنسان.

Büşranur Keskinkılıç, Ayşe İrem Tiryaki, Hişam Sabanlıoğlu  | 13.04.2025 - محدث : 14.04.2025
ممثل التعاون الإسلامي: الإسلاموفوبيا المتصاعدة بالغرب قضية حقوق إنسان بالدرجة الأولى (مقابلة)

Antalya

أنطاليا/ بشرى نور كسكين قليج، عائشة إرَم ترياقي/ الأناضول

الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي المكلّف بملف الإسلاموفوبيا البروفيسور محمد باجه جي للأناضول:
- سجلنا أكثر من 6 آلاف حادثة إسلاموفوبيا في الولايات المتحدة خلال عام واحد، والنسبة ارتفعت 43 بالمئة في بريطانيا
- الاتحاد الأوروبي "يتجاهل عمدًا" معاداة المسلمين رغم خطورة الظاهرة
- وسائل الإعلام وبعض الخطابات السياسية التي تضخّم بعض الحالات الفردية تسهم أيضًا في زيادة العداء للمسلمين
- مواجهة الإسلاموفوبيا تبدأ بالتوعية وتسليط الضوء على إسهامات المسلمين

قال الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي المكلّف بملف الإسلاموفوبيا البروفيسور محمد باجه جي، إن معاداة المسلمين تُعدّ في جوهرها قضية تتعلق بحقوق الإنسان.

وأكد البروفيسور باجه جي، أن الظاهرة تشهد ارتفاعًا مقلقًا في الدول الغربية رغم الجهود المبذولة للتصدي لها.

جاء ذلك في حديث أدلى به باجه جي، لمراسل الأناضول، على هامش مشاركته في "منتدى أنطاليا الدبلوماسي" المنعقد بمركز "نيست" للمؤتمرات في منطقة بيليك السياحية بولاية أنطاليا التركية (جنوب)، والذي تشارك فيه وكالة الأناضول بصفتها "الشريك الإعلامي العالمي".

وأشار باجه جي، إلى أن الممثل الخاص لمكافحة الإسلاموفوبيا منصب مستحدث، وأنه أول شخص يتم تعيينه فيه.

وأوضح أن مهمته الرئيسية تتمثل في العمل ضمن إطار مواجهة ظاهرة العداء للمسلمين والحد من آثارها في الساحة الدولية.

وأوضح باجه جي، أن قضية العداء للمسلمين "معقدة ومتشعبة"، وتتطلب جهودًا متعددة الأبعاد.

وأضاف أن منظمة التعاون الإسلامي تعرض موقفها الثابت بشأن هذه الظاهرة في مختلف المحافل الدولية.

وأشار باجه جي، إلى أن مصطلح "الإسلاموفوبيا" ظهر للمرة الأولى بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

ولفت إلى أن منظمة التعاون الإسلامي أنشأت مرصدًا خاصًا لرصد وتتبع هذه الظاهرة.

كما أوضح باجه جي، أن الهدف من هذا المرصد "توثيق وتسجيل جميع الحوادث المرتبطة بالإسلاموفوبيا حول العالم وإعداد تقارير بشأنها".

وتابع أن المنظمة بذلت جهودًا على المستوى الدولي أيضًا.

واعتبر باجه جي، أن إعلان 15 مارس/ آذار يومًا عالميًا لمكافحة الإسلاموفوبيا، كان خطوة مهمة تم تحقيقها بمبادرة من الدول الأعضاء في المنظمة.

- العداء للمسلمين قضية حقوق إنسان بالدرجة الأولى

وشدد باجه جي، على أن ظاهرة العداء للمسلمين بدأت تأخذ مكانها في أجندة الدول الغربية أيضًا، قائلًا: "الاتحاد الأوروبي يضم مؤسسات تُعنى بهذه المسألة، لأنها في جوهرها تتعلق بحقوق الإنسان".

وأضاف أن هذا التوجه لم ينجح حتى الآن في وقف تصاعد الإسلاموفوبيا في الغرب.

وتابع: "إذا تحدثنا عن العام الماضي فقط، فقد سُجل ارتفاع بـ43 بالمئة في الحوادث المعادية للمسلمين في بريطانيا، أما في الولايات المتحدة، فقد تم تسجيل أكثر من 6 آلاف حادثة متعلقة بالإسلاموفوبيا".

ولفت باجه جي، إلى أن هذه الأرقام تمثل فقط الحالات التي تم تسجيلها رسميًا، مؤكدًا أن "الوقائع المسجلة لا تشكل سوى نحو 10 بالمئة من الحالات الحقيقية، وهي مجرد الجزء الظاهر من جبل الجليد".

- صعود اليمين المتطرف وتنامي الإسلاموفوبيا

لفت باجه جي، إلى أن صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا أدى إلى جعل بعض الخطابات، التي كانت تُعدّ مرفوضة قبل 10 أعوام، مقبولة اليوم.

وأوضح أن السياسات المتشددة تجاه المهاجرين، والآثار الاقتصادية المترتبة عليها، ساهمت في تعزيز الخطاب المعادي للمسلمين في القارة الأوروبية.

وأضاف أن مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا لا تقتصر فقط على التصدي المباشر للأحكام المسبقة، بل يجب أن تتضمن أيضًا تقديم صورة صحيحة عن الدين الإسلامي، وتعريف الرأي العام بمكونات المجتمعات المسلمة، مع تسليط الضوء على الدور الإيجابي والإسهامات الفاعلة التي يقدمها المسلمون في البلدان التي يعيشون فيها.

- ضرورة رفع مستوى الوعي بمخاطر الإسلاموفوبيا

أكد باجه جي، وجود قصورٍ كبير في تسجيل وتوثيق الحوادث المعادية للمسلمين، مشيرًا إلى ضرورة رفع الوعي بين الضحايا والدول المضيفة على حد سواء.

وقال: "يجب القيام بعمل منهجي لتعريف المجتمعات الإسلامية والأفراد بكيفية التعامل مع هذه المواقف، ومعرفة حقوقهم، وآليات تقديم الشكاوى في حال تعرضهم للتمييز أو الاعتداء".

وأضاف باجه جي، أن هناك "تجاهلًا متعمدًا" لظاهرة العداء للمسلمين داخل الاتحاد الأوروبي.

وشدد على أنه "عندما يتم تقديم هذه البيانات والإحصائيات، فلن يكون من السهل تجاهلها، وسيتعين على الجميع إيجاد حلول مناسبة".

وأوضح باجه جي، أن وسائل الإعلام وبعض الخطابات السياسية التي تضخّم بعض الحالات الفردية تسهم أيضًا في زيادة العداء للمسلمين، داعيًا إلى اتخاذ خطوات عملية في هذا الإطار.

- التعاون التركي الباكستاني في مجال الدفاع

وفي سياق منفصل، تحدث باجه جي، عن ملاحظاته خلال فترة عمله سفيرًا لتركيا لدى إسلام آباد.

وأشار باجه جي، إلى أن العلاقات الثنائية بين تركيا وباكستان ترتبطان بوشائج وثيقة.

وقال: "باكستان لم تتمكن حتى الآن من الاستفادة من مواردها الطبيعية والبشرية كما ينبغي، لكن التعاون مع تركيا يمكن أن يشكل فرصة ثمينة لتنمية هذا البلد وفق مبدأ الربح المتبادل".

وأضاف: "لا توجد دولة أخرى في العالم تُكنّ لتركيا هذا القدر من المحبة كما تفعل باكستان. العلاقات بيننا كانت دائمًا ممتازة، ويمكننا استخدام هذه الخلفية التاريخية لتعزيز شراكتنا بما يحقق الفائدة لكلا البلدين".

وتطرق إلى زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى باكستان، مشيرًا إلى أنها شهدت خطوات مهمة في سبيل تعزيز العلاقات بين البلدين.

وفي ختام حديثه، لفت باجه جي، إلى وجود تعاون وثيق بين أنقرة وإسلام آباد في مجالات الدفاع، بما يشمل السفن والطائرات المسيّرة والمروحيات، مؤكدًا أنه من الضروري توسيع هذه المشاريع ومواصلة العمل على تطويرها.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.