وزير الخارجية العراقي: نعمل على استئناف صادرات النفط لتركيا (مقابلة)
قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الجمعة، إن بلاده تعمل على تهيئة كافة الظروف الداخلية من أجل استئناف صادرات النفط إلى تركيا.

Antalya
أنطاليا/ محمد شيخ يوسف / الأناضول
** الوزير فؤاد حسين للأناضول على هامش مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي:ـ توقف تصدير النفط إلى تركيا نتج عن قضايا قانونية ومسائل لا تتعلق بتركيا بل بالداخل العراقي
ـ نطمح إلى تطور أكثر وأعمق في العلاقات الثنائية مع تركيا
ـ سوف يكون لدينا اجتماع موسع للجنة العليا المتعلقة بالقضايا السياسية والأمنية بعد يومين
ـ بغداد تتابع بدقة العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية باعتبارها مسألة مهمة للمنطقة بأكملها والعراق بشكل خاص
قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الجمعة، إن بلاده تعمل على تهيئة كافة الظروف الداخلية من أجل استئناف صادرات النفط إلى تركيا.
جاء ذلك في حوار أجرته الأناضول مع حسين، على هامش مشاركته في النسخة الرابعة من منتدى أنطاليا الدبلوماسي، الذي انطلق في وقت سابق الجمعة، تحت رعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وذكر حسين، أن توقف تصدير النفط نتج عن "قضايا قانونية" ومسائل لا تتعلق بتركيا.
وأشار إلى وجود مباحثات مكثفة بين حكومتي بغداد وأربيل والشركات النفطية العاملة في إقليم كردستان شمال العراق للوصول إلى اتفاق يسمح باستئناف الصادرات.
وأوضح حسين، أن "مسألة توقف صادرات النفط لا تتعلق بتركيا، المسألة تتعلق بالداخل العراقي، ولكن أتمنى أن تصل الأطراف المختلفة إلى اتفاق لنبدأ مرة أخرى بتصدير النفط من كردستان العراق إلى تركيا".
ولفت إلى "وجود أنبوب لتصدير النفط من كردستان العراق إلى تركيا".
وفي 25 مارس/ آذار 2023، توقف تصدير النفط من العراق إلى تركيا عقب قرار محكمة التحكيم الدولية في العاصمة الفرنسية باريس بشأن تلك الصادرات، وبسبب خلافات حول التكاليف.
ويُقدَّر أن وقف صادرات النفط إلى تركيا تسبب في خسائر اقتصادية للعراق تتجاوز 23 مليار دولار.
وانطلقت أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي الجمعة تحت شعار "التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم".
ويُعقد المنتدى في مركز "نيست" للمؤتمرات بولاية أنطاليا جنوبي تركيا، ويستضيف أكثر من 4 آلاف مشارك، بينهم أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة، وما يزيد على 70 وزير بينهم أكثر من 50 وزير خارجية، إلى جانب نحو 60 ممثلا رفيع المستوى عن مؤسسات دولية.
وتستمر فعاليات المنتدى 3 أيام، كما سيتناول موضوعات بارزة على الأجندة العالمية مثل تغيّر المناخ، ومكافحة الإرهاب، والمساعدات الإنسانية، والرقمنة، والأمن الغذائي، والذكاء الاصطناعي.
- علاقات ثنائية "ممتازة"
وفي سياق متصل، وصف الوزير العراقي العلاقات بين بلاده وتركيا بأنها "ممتازة".
وتابع أن هناك عمل مشترك بين البلدين في مجالات مختلفة، وعزم لتطوير مستوى العلاقات الثنائية.
وقال حسين، إن "العلاقات التركية - العراقية تطورت، وهذا يدل على أن العلاقة بين البلديين جيدة".
ولكنه لفت إلى أن بغداد "تطمح إلى تطور أكثر وأعمق في العلاقات الثنائية، وأن الجانبين يعملان على هذا المسار".
وأضاف: "العلاقات جيدة جدا، وهناك عمل مشترك في مجالات مختلفة، لهذا نستطيع أن نقول أن العلاقات ممتازة".
وفي معرض حديثه عن عمل اللجنة العليا المتعلقة بالقضايا السياسية والأمنية، أكد حسين، على وجود "تفاهمات" بين بغداد وأنقرة.
وأشار إلى عقد اللجنة اجتماعا في العاصمة التركية أنقرة في وقت سابق وهو الأول لها منذ تأسيسها، منوها عن استعداد اللجنة للاجتماع للمرة الثانية، بعد يومين.
وقال حسين: "سوف يكون لدينا اجتماع موسع بعد يومين، فالعلاقات أيضا جيدة، وهناك تفاهمات واضحة بين الطرفين".
وتمخضت تلك اللجنة عن قمة أمنية تركية - عراقية عقدت في بغداد في مارس/ آذار 2024، وتم الاتفاق آنذاك عن إنشاء لجان دائمة مشتركة تعمل في مجالات مكافحة الإرهاب والتجارة والزراعة والطاقة والمياه والصحة والنقل.
وعن مشروع طريق التنمية، أفاد حسين، بأن "المشروع بدأ بالفعل وقيدُ مراحله مختلفة".
وأوضح أن "المشروع مر بمرحلة الدراسة، والآن هو في نهاية مرحلة توسيع وبناء ميناء الفاو (جنوب محافظة البصرة)، على أن تكون المرحلة المقبلة هي مشروع خط السكك الحديدية والمدن الصناعية، التي نسميها خط التنمية".
وأكد حسين، أن مشروع طريق التنمية "عمل ضخم ويتعلق بتركيا والعراق، وأيضا الدول الأخرى"، لافتا إلى أن الانتهاء منه يحتاج وقتا.
وفي 22 أبريل/نيسان 2024، وقعت تركيا والعراق وقطر والإمارات في بغداد، مذكرة تفاهم رباعية للتعاون حول مشروع "طريق التنمية"، برعاية الرئيس التركي ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
ومشروع "طريق التنمية" عبارة عن طريق برية وسكة حديد تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، يبلغ طوله 1200 كيلومتر داخل العراق، ويهدف إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج.
- قضايا إقليمية
وفيما يخص علاقات العراق مع دول المنطقة والجوار، تحدث حسين، عن العلاقات الجيدة التي تربط بلاده بسوريا، وموقف بغداد من الحوار الأمريكي - الإيراني.
وقال: "بغداد لديها علاقات جيدة مع سوريا، زار وزير الخارجية السوري الأخ أسعد الشيباني بغداد، وكان لدينا لقاءات ممتازة، وهناك احتمال أن ألتقي به أيضا هنا (بمنتدى أنطاليا) فالعلاقات جيدة".
وردا على سؤال حول الموقف العراقي من الحوار الأمريكي - الإيراني والضغوط على طهران بشأن ملفها النووي، أشار الوزير حسين، إلى أن بغداد "تتابع بدقة العلاقات الأمريكية - الإيرانية، باعتبارها مسألة مهمة للمنطقة بأكملها والعراق بشكل خاص".
وتابع: "إيران جارة قوية للعراق، وعلاقتنا مع الجانب الإيراني تاريخية بحكم الجغرافيا، والاقتصاد، والمجتمع، والثقافة".
لكنه الوزير العراقي في المقابل أبرز أهمية العلاقة التي تربط بغداد وواشنطن، موضحا: :لدينا أيضا علاقات قوية مع الولايات المتحدة، ونعتبرها حليفة لنا، ونقلق عندما تشهد علاقتنا توترا".
وأعرب عن سعادته باللقاء المرتقب بين طهران وواشنطن، السبت المقبل، معربا عن أمله في أن يتوصل الطرفان لتفاهمات.
ومساء الاثنين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب اجتماعهما، عن انطلاق "مفاوضات مباشرة" مع إيران السبت المقبل.
ولاحقا قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن سلطنة عمان ستستضيف "محادثات غير مباشرة" بين طهران وواشنطن السبت المقبل.
وتتهم الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ودول أخرى إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، ومنها توليد الكهرباء.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.