دولي, الدول العربية, التقارير

اليمن.. مكونات جنوبية تنتقد تلويح "الانتقالي" بالتطبيع مع إسرائيل

وفق رصد الأناضول، غداة تصريحات متلفزة لرئيس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، باعتزام المجلس التطبيع الكامل مع إسرائيل حال انفصال الجنوب عن الشمال

03.02.2021 - محدث : 03.02.2021
اليمن.. مكونات جنوبية تنتقد تلويح "الانتقالي" بالتطبيع مع إسرائيل

Yemen

اليمن /الأناضول

تواصلت الإدانات اليمنية، الأربعاء، لتلويح المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، بالتطبيع مع إسرائيل حال تحقق انفصال الجنوب عن الشمال.

والثلاثاء، قال عيدروس الزبيدي، رئيس الانتقالي الجنوبي، في تصريح متلفز، إن المجلس لديه نية التطبيع الكامل مع إسرائيل في حال استعادة دولة جنوب اليمن.

وأوضح الزبيدي، لفضائية "روسيا اليوم"، استعداد المجلس المدعوم إماراتيا، لفتح سفارة لإسرائيل في العاصمة عدن، واصفا تطبيع العواصم العربية مع تل أبيب بـ"العمل المثالي" لتحقيق السلام بالمنطقة.

وخلال عام 2020، وقعت 4 دول عربية اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل بوساطة أمريكية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

* موقف "شاذ"

مختار الرحبي مستشار وزارة الإعلام اليمنية، قال عبر حسابه بتويتر إن حديث الزبيدي "موقف شاذ".

وأوضح أن "مواقف كل اليمنيين رافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني".

وأشار إلى أن الزبيدي والانتقالي "يمثلان 3 مناطق بالجنوب وليس كله (..) وعبارة عن أداة بيد الإمارات".

فيما تساءل، وكيل وزارة الإعلام اليمنية، محمد قيزان، عبر حسابه بتويتر: "هل سيكون للحكومة موقفا واضحا إزاء هذه التصريحات؟".

بينما خاطب صلاح باتيس، عضو مجلس الشورى اليمني (الغرفة الثانية في البرلمان) الزبيدي قائلا: "وضعت الجميع أمام خيارين لا ثالث لهما إما دولة اتحادية قوية وإما تمزيق اليمن إلى دويلات تتسابق نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني".

وأضاف باتيس عبر صفحته بفيسبوك" كل يختار ما يرى أنه الصواب؛ فقد حصحص الحق".

  • إدانات جنوبية

ورصدت الأناضول، ردود فعل معظم المكونات السياسية الجنوبية حيال تصريح رئيس المجلس الانتقالي، بشأن التطبيع مع إسرائيل.

وصف رئيس تجمع القوى الجنوبية عبد الكريم السعدي، تلويح المجلس الانتقالي بالتطبيع مع إسرائيل بـ"الكارثي"، نظرا لإضافته عقبات جديدة أمام تحقيق أهداف ثورة الجنوب اليمني.

ودعا السعدي، في تصريح للأناضول، المجلس الانتقالي إلى ترتيب الأولويات بـ"تحرير القرار السياسي والعسكري من التبعية للكفيل الإقليمي (في إشارة للإمارات) قبل اللهاث وراء التطبيع".

ومضى قائلا: "يجب أولا التطبيع بين الفصائل الجنوبية المتصارعة باليمن، لاستعادة الجنوب كدولة مستقلة، قبل طرح مقترح التطبيع الذي يقرره أو يرفضه الشعب".

بدوره استنكر القيادي البارز في الحراك الجنوبي، العميد علي السعدي، حديث رئيس المجلس الانتقالي باسم شعب الجنوب، منتقدا تبعية المجلس للإمارات.

وقال السعدي للأناضول: "يجب أن يدعو رئيس المجلس الانتقالي أولًا إلى التطبيع مع أبناء جلدته من المحافظات الجنوبية".

فيما اعتبر الكاتب السياسي الجنوبي صلاح السقلدي، أن الحديث عن التطبيع مع إسرائيل في هذا الظرف القاهر لجنوب اليمن "أنانية مفرطة وخذلان صريح".

وقال السقلدي، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "مهما كانت المبررات والمكاسب، فالسياسة ليست خساسة وغل وانسلاخ عن الأخلاق والمبادئ كما يعتقد البعض، بل هي قيم تحكم الساسة، أو هكذا يجب أن يكون".

من جانبه، رأى ‏‏‏أمين عام حزب جبهة التحرير ورئيس لجنة الوفاق الجنوبي علي المصعبي، استحالة نجاح القضية الجنوبية العادلة على حساب القضية الفلسطينية.

وأوضح المصعبي، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "فلسطين منا ومعاداة محتلها من صميم أخلاق ثورة شعبنا التحررية ونؤمن بسلام عادل يحقق الاستقرار بحل الدولتين".

ـ ضربة قاسمة

واتفاقا مع الرأي السابق، قال القيادي في الحراك الجنوبي عبد الكريم قاسم، إن "الخلاف مع المجلس الانتقالي ليس لأنه حرف مسار الثورة لخدمة أجندة الإمارات في اليمن، وإنما هو خلاف فكري عقائدي".

وأوضح قاسم عبر حسابه على فيسبوك: "نحن نرى أن فلسطين قضية الأمة جمعاء، ومسألة التطبيع مع العدو الصهيوني خيانة عظمى".

كما دعا أيضا "مناصري المجلس الانتقالي بالعودة إلى رشدهم وإيقاظ ضمائرهم، والأخذ بجادة الصواب، بعيدا عن الارتهان للخارج".

أما الكاتب والناشط السياسي فهمي السقاف، فقال للأناضول: "المجلس الانتقالي يريد أن يتسلط ويتصدر المشهد رغم أنه لا يملك من جغرافيا الجنوب شيئا".

ومضى موضحا: "هم مستعدون أن يكونوا شهود زور ويمثلوا دور الحكام وهم مجرد أدوات مرتهنة للإمارات (..) أدعوهم إلى التطبيع أولًا مع الداخل اليمني عموما والجنوبي بشكل خاص".

وتابع السقاف: "القضية الفلسطينية شكلت وعي أجيال من اليمنيين والعرب ولو كره المطبعون".

فيما اعتبر السياسي والشاعر الجنوبي عباس ناصر مسعود، تصريحات التطبيع بـ"الضرب القاسمة" للمجلس الانتقالي التي تفقده الكثير من شعبيته في الجنوب.

وقال مسعود للأناضول: "لا شك أن مثل هذه التصريحات الاستباقية في القضايا القومية لها نتائج كارثية على قضية جنوب اليمن".

وخلال الأشهر الماضية، شهدت عدة محافظات جنوبية باليمن، اندلاع تظاهرات حاشدة رفضا لتطبيع الدول العربية مع إسرائيل، معتبرة ذلك "خيانة لفلسطين وشعبها الصامد".

وتأسس المجلس الانتقالي عام 2017، ويسيطر على العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوب)، ومحافظة سقطرى (جنوب شرق)، إضافة إلى مناطق جنوبية أخرى.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.