تركيا

فيدان: لولا الدعم الأمريكي ما نفذت إسرائيل إبادة في غزة

أوضح وزير الخارجية في مقابلة مع إحدى القنوات التركية الخاصة، مساء الأربعاء، أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل دون قيد أو شرط فيما يتعلق بغزة، وأن تركيا تدعم فلسطين دون قيد أو شرط، وهذه هي نقطة الاختلاف بين البلدين.

Tuğba Altun, Muhammed Yusuf  | 16.05.2024 - محدث : 16.05.2024
فيدان: لولا الدعم الأمريكي ما نفذت إسرائيل إبادة في غزة

Ankara

أنقرة/ الأناضول

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أنه لولا الدعم العسكري والسياسي الأمريكي، لما أمكن لإسرائيل القيام بمثل هذه الممارسات التي ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية في غزة.

وأوضح فيدان في مقابلة مع إحدى القنوات التركية الخاصة، مساء الأربعاء، أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل دون قيد أو شرط فيما يتعلق بغزة، وأن تركيا تدعم فلسطين دون قيد أو شرط، وهذه هي نقطة الاختلاف بين البلدين.

وأضاف فيدان أن الولايات المتحدة وتركيا توصلتا إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وأن هناك دراسة حول هذا الموضوع.

وتابع: "اليوم تحدثت مع بلينكن حول الموضوع واتفقنا على إيصال المساعدات الإنسانية وعدم كفاية هذه المساعدات".

وأكد أن تركيا والولايات المتحدة متفقتان على أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيستمر في ظل غياب حل الدولتين.

وتابع الوزير التركي متحدثا عن العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة مشيرا إلى أهمية أن تكون الدولة قادرة على الفصل بين القضايا التي تحاربها وتتعاون معها في علاقاتها مع الدول الأخرى.

وقال في هذا الصدد "هناك قضايا لا نتفق فيها مع واشنطن، حيث يصعب علينا التوصل إلى اتفاق ونحاول حلها عن طريق الحوار، لكننا نتعاون معا في الناتو، هناك قضايا أخرى مثل حجم التجارة المتزايد، وفيما يتعلق بقضية غزة وفلسطين".

وأكمل "من غير الممكن لإسرائيل أن ترتكب مثل هذه الجرأة والإبادة الجماعية دون الدعم العسكري والدعم السياسي، وقال الرئيس الأمريكي (جو بايدن) بنفسه ما كنا نقوله بأول أسبوعين من الصراع وهو أن الغرب وأميركا على وجه الخصوص تفقد تفوقها الأخلاقي، وأن هذه القسوة والمذبحة ممكنة بفضل مساعدتها، وهذه هي النقاط التي نختلف عليها".

وأردف "وصلنا إلى هذه التوافقات لكننا الآن نترك أمريكا وحدها مع هذا السؤال: حسنا نحن نتفق، ولكن ما نوع الضغط الذي ستمارسه على إسرائيل لجعل ذلك ممكنا؟ هناك مثل هذه المشكلة".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة اتخذت بعض الخطوات البسيطة وأنهم قالوا في فترات معينة إنهم سيوقفون إرسال الأسلحة إذا كانت هناك "عملية" ضد رفح.

وتابع "أعتقد أن البيروقراطية الأمريكية والشؤون الخارجية تفتقد القوة الناعمة على الأرض .. هناك أيضا السياسة الداخلية التي تنعكس على السياسة الخارجية، هناك نشاط احتجاجي هائل في الجامعات الأمريكية، وهذا يبعث برسائل معينة للسياسيين".

الوزير التركي تطرق إلى أن الولايات المتحدة خالفت تقاليدها وامتنعت عن التصويت على قرار مواصلة المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار في مجلس الأمن لأول مرة في تاريخها ضد رغبة إسرائيل، مبينا أن هذا مهم وأن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت على الاعتراف بفلسطين كدولة بأغلبية 143 صوتا.

وأشار إلى أن هذا القرار سيذهب إلى مجلس الأمن الدولي وأن الولايات المتحدة من المحتمل أن تستخدم حق النقض (الفيتو) ضده وتبدي موقفها الخاص، "لكن (الولايات المتحدة) ترى أن العالم قد طور الكثير من الوعي بشأن هذه القضية، وهي تدرك ذلك تماما وأن التكلفة التي تحملها إسرائيل بالنسبة لأميركا والغرب تتزايد يوما بعد يوم".

وفي إشارة إلى لقائه مع نظيرته الكندية ميلاني جولي في أنقرة الأربعاء، قال فيدان إنهما تحدثا حول كيفية تحقيق حل الدولتين.

وأردف "علينا جميعا أن نطرح سؤالا على إسرائيل هل تقبل الحدود التي أعطاها النظام الدولي ضمن حدود عام 1967؟ من الضروري أن نطرح السؤال الصحيح، المشكلة هي أن إسرائيل لا تقبل حدودها وتستمر في ذلك، محاولة سرقة أرض شعب آخر، هذه المرة لم يتمكنوا من العثور على أي حجة أخرى لطرحها".

وأوضح فيدان أن الجانب الفلسطيني بكل مكوناته يريدون دولة عاصمتها القدس الشرقية، وأكد أن إسرائيل لم تقبل بهذه الحدود التي منحتها لها الأمم المتحدة من خلال قراراتها المختلفة.

محكمة العدل الدولية

الوزير التركي ذهب إلى أن جنوب أفريقيا هي "الدولة المثالية" لتقديم طلب إلى محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بإسرائيل، "لأن جنوب أفريقيا خرجت من نظام الفصل العنصري، وعانت ما يعنيه القمع وفي هذه المرحلة هي دولة تمثل الحياد، والدعوى تعد مرآة لضمير الإنسانية".

وأضاف أن الموضوع له "بعد قانوني وسياسي" وأنه "فوق السياسة والمصالح الداخلية ومن المهم تحديد إلى أي مدى ومتى ستنجح الخطوة".

وأشار فيدان إلى أهمية كيفية تأثير تدخل تركيا على قرار المحكمة الدولية، مذكرا بأن ليبيا ومصر أيضا دخلتا في الدعوى.

ونهاية ديسمبر/ كانون الأول 2023، رفعت جنوب إفريقيا دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية على أساس أنها انتهكت اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية.

ولاحقا تقدمت عدة دول بطلبات الانضمام إلى القضية بينها تركيا ونيكاراغوا وكولومبيا.

الوزير التركي تطرق لجهود أنقرة في طرح مسألة حل الدولتين لإنهاء الصراع وأن دولا أخرى اتخذت أيضا خطوات في هذا الاتجاه، قائلا: "نتيجة لجهود تركيا ومنذ أن سلطنا الضوء على حل الدولتين منذ البداية، أصبح هذا نموذجا قياسيا لحل المسألة".

وأردف: "الأولوية الرئيسية في الماضي كانت دائما لوقف إطلاق النار، ولكن هذه المرة كان من المفهوم أن وقف إطلاق النار وحده لم يكن المشكلة وأنه إذا لم يكن هناك حل الدولتين، فسوف يعود الأمر دائما إلى المربع الأول".

وأكمل: "لم يعد هذا النظام (العالمي) نظاما تأسس مع 55 دولة في عام 1946 وحسب بل أصبح نظاما دوليا يتكون من 193 دولة، والنظام الدولي معقد بالفعل وتصعب إدارته ونحن على وشك العودة إلى حالة الحرب والمنافسة متعددة الأقطاب، وستؤدي هذه الحسابات إلى عواقب استراتيجية قوية للغاية بالنسبة للولايات المتحدة والغرب".

المفاوضات بين حماس وإسرائيل

وفيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في القاهرة، أوضح فيدان أن "مناطق الخلاف بين الطرفين أوسع بكثير"، وأن "قطر ومصر تعملان بجد كبير، كما يبذل الأمريكيون جهودا في هذا الصدد".

وأشار فيدان إلى أن تركيا بذلت أيضا الجهود اللازمة مبينا أنها (تركيا) "على اتصال مستمر مع حماس، نستمع إلى قطر، ونستمع إلى مصر، ونستمع إلى الأمريكيين، ونحصل على التطورات".

وأوضح: "كانت إسرائيل تواصل هذه المفاوضات لأنها اعتقدت دائما أن حماس سترفضها، وبينما كانت تواصل المفاوضات، كانت مستمرة بالعمليات العسكرية الأكثر وحشية".

وزاد: "كان من المفترض دائماً أن حماس سترفض ذلك على أي حال، ولكن عندما قبلته حماس، أصبح من الواضح أنها (إسرائيل) لا تريد ذلك".

وأردف أنه "في الوقت الحالي حيث كنا في الأسبوع الماضي في وضع مسدود، لا توجد صيغة جديدة بعد، لكنني متأكد من أن الأطراف تحاول العثور على شيء ما، وعلى الولايات المتحدة بشكل خاص أن تفعل المزيد بشأن هذه القضية".

زيارة أردوغان للعراق

وفيما يخص زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعراق مؤخرا، أفاد فيدان أن العلاقات التركية العراقية مهمة للغاية، مشددا بقوله: "تم خلق مناخ مضطرب في العراق كان لصالح التنظيم الإرهابي (بي كي كي) الذي استهدف بلادنا، واستغل التنظيم هذا المناخ".

وأشار فيدان إلى أن تنظيم "بي كي كي" الإرهابي لا يستطيع السيطرة على أي مكان داخل حدود تركيا، بل احتل أماكن كثيرة في العراق وسوريا، "هذا هو الواقع الذي ينشأ دائما من الاضطرابات الداخلية والمشاكل الإقليمية".

وشدد قائلا: "تحدثنا إلى السيد السوداني (رئيس الوزراء العراقي محمد شياع) بعد وصوله إلى السلطة، ولديه رؤية جادة لتنمية العراق".

وأشار أن السوداني لاحظ أيضا أن العراق لا يستطيع حل مشاكله الأساسية في مجال الطاقة والمياه والصحة والبنية التحتية على الرغم من امتلاك البلاد موارد مختلفة.

وأوضح "لا يمكن أن يحدث هذا في بلد تتفشى فيه الجماعات والمنظمات المسلحة، وهو يرى ذلك أيضا، لقد شرحنا له ذلك بكل نوايا طيبة. دعونا نقاتل معا ضد تنظيم إرهابي يشكل تهديدا لنا، لأنه يمنع تطور العراق ولن يجلب التمويل ولا المستثمرين".

وتطرق إلى مشروع طريق التنمية بين تركيا والعراق، وذكر أن الرئيس رجب طيب أردوغان يولي أهمية كبيرة لهذا المشروع.

ومشروع "طريق التنمية" عبارة عن طريق برية وسكة حديد تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، يبلغ طوله 1200 كيلومتر داخل العراق، ويهدف إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın