
Dakar
سنديا/ فاطمة أسماء أوزدل/ الأناضول
**رئيس نادي "هورايزن رايدرز" للدراجات النارية مأمور نداي:- نحن محظوظون بوجود مضمار يفي بالمعايير الدولية هنا في السنغال
- هدفنا الأساسي هو نشر الوعي المروري وحث السائقين على الالتزام بالقواعد المرورية
- نأمل أن تدعمنا الحكومة في هذا الإطار، لأن تنظيم مثل هذه الفعاليات مكلف جدًا
في مشهد يدمج بين الشغف والرسالة التوعوية، اجتمع مئات السائقين في سباق استثنائي نظمته السنغال لدراجات الأجرة النارية، المعروفة محليًا باسم "جاكرتا"، بهدف لفت الانتباه إلى قضايا السلامة المرورية.
وأُقيم السباق على حلبة "سيركوي دي داكار باوبابس" (Circuit de Dakar Baobabs)، في مدينة سنديا على بعد 60 كيلومترًا من العاصمة داكار، وهي أول مضمار دائم للسباقات في غرب إفريقيا يتوافق مع المعايير الدولية.
وشارك في السباق، الذي حمل اسم "جائزة عبد الهادي فتّاح الكبرى" وينظم بنسخته الثامنة من قبل نادي "هورايزن رايدرز" (Horizon Riders Club)، أكثر من 250 سائقًا من مستخدمي دراجات الأجرة النارية، بهدف التوعية بأهمية الالتزام بقواعد المرور واستخدام وسائل الحماية.
وخاض المتسابقون السباق على مضمار يبلغ طوله كيلومترين، ضمن عشر فئات مختلفة بحسب سعة المحرك، وشارك في المنافسات نحو 400 سائق من مختلف أنحاء البلاد.
وفي حديث للأناضول، قال رئيس النادي المنظم، مأمور نداي، إن الهدف الرئيس من السباق هو نشر الوعي المروري وحث السائقين على الالتزام بالقواعد المرورية.
وأشار نداي، إلى أن غالبية سائقي "جاكرتا" في السنغال يفتقرون للمعرفة الأساسية بقواعد المرور، ولا يلتزمون باستخدام الخوذة أو المعدات الضرورية للسلامة الطرقية.
وأضاف نداي: "من خلال هذا النوع من السباقات، نتمكن من توعية السائقين بأهمية استخدام التجهيزات المناسبة، واحترام قواعد السلامة".
وتابع: "نحن محظوظون بوجود مضمار يفي بالمعايير الدولية هنا في السنغال. لا يوجد سوى مضمار واحد آخر مماثل في القارة، ويقع في جنوب إفريقيا".
وأوضح أن هناك مشاركة واسعة من الشباب، رغم التحديات الاقتصادية التي يواجهونها، قائلًا: "بعضهم لا يملك حتى المال الكافي لكنه يشارك من باب الشغف... نأمل أن تدعمنا الحكومة في هذا الإطار، لأن تنظيم مثل هذه الفعاليات مكلف جدًا، ونحتاج إلى بنية تحتية مستدامة لرفع مستوى الوعي والتدريب".
- من آسيا إلى غرب إفريقيا... قصة انتشار "جاكرتا"
وتُستخدم دراجات "جاكرتا" النارية على نطاق واسع في السنغال كوسيلة نقل بديلة، بعدما جرى استيرادها في الأصل من إندونيسيا خلال العقود الماضية.
وأصبحت هذه الدراجات التي تتميز بمحركات صغيرة الحجم، وسيلة نقل رئيسية في معظم المدن السنغالية، خاصة مع محدودية وسائل النقل العامة.
ورغم كونها وسيلة نقل منخفضة التكلفة وسريعة، إلا أنها في الوقت نفسه تُعد من أبرز مسببات الحوادث المرورية في البلاد.
معظم سائقي هذه الدراجات من الشباب العاطلين عن العمل، ولا يحمل العديد منهم رخص قيادة، ولا يلتزمون بارتداء الخوذ أو اتباع قواعد السير، ما يعرضهم والمارة للخطر.
وتشكّل دراجات الأجرة النارية نسبة كبيرة من المركبات على الطرق، خاصة في داكار، ما دفع الحكومة في يناير/ كانون الثاني الماضي إلى إصدار قرار بفرض تسجيل إلزامي لجميع الدراجات النارية ثنائية العجلات، وهي خطوة قوبلت برفض واسع من قبل السائقين الذين اشتكوا من ارتفاع تكلفة التدريب للحصول على الرخصة، والتي قد تصل إلى 300 دولار أمريكي.
ورغم أن المهلة الحكومية لتسجيل هذه المركبات انتهت في مارس/ آذار الماضي، إلا أن القرار لم يدخل حيّز التنفيذ الكامل بعد.
- إفريقيا الأعلى عالميًا في وفيات الحوادث المرورية
وبحسب تقرير "الوضع العالمي للسلامة على الطرق 2018" الصادر عن منظمة الصحة العالمية، فإن إفريقيا تحتل المرتبة الأولى عالميًا في معدل وفيات حوادث الطرق، بواقع 26.6 وفاة لكل 100 ألف شخص.
وفي المقابل، يبلغ هذا المعدل في منطقة شرق المتوسط 18 وفاة، و16.9 في غرب المحيط الهادئ، و15.6 في الأمريكيتين، و9.3 فقط في أوروبا.
وفي السنغال وحدها، يُسجّل سنويًا أكثر من 27 ألف حادث مروري، منها 11 ألفًا في العاصمة داكار، بحسب معطيات هيئة الإحصاء الوطنية.
ويبلغ عدد حوادث السير القاتلة في البلاد نحو 4 آلاف حادث سنويًا، تؤدي إلى وفاة ما يقارب 700 شخص. ويرجع الخبراء السبب الرئيسي إلى أخطاء السائقين وسوء البنية التحتية.