دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

أحدثها "كيسوفيم".. بمحاور برية إسرائيل تقطّع غزة للبقاء فيها (إطار)

الجيش الإسرائيلي قسم قطاع غزة إلى أربعة محاور عسكرية

Mohammed Abudoun  | 22.11.2024 - محدث : 22.11.2024
أحدثها "كيسوفيم".. بمحاور برية إسرائيل تقطّع غزة للبقاء فيها (إطار)

Gazze

غزة / محمد أبو دون / الأناضول

** الجيش الإسرائيلي قسم قطاع غزة إلى أربعة محاور عسكرية:
- "مفلاسيم" (جباليا) الذي يفصل شمال القطاع عن مدينة غزة
- "نتساريم" وسط القطاع ويقسمه إلى منطقتي شمال وجنوب
- "كيسوفيم"، بين مدينتي دير البلح وخانيونس
- "فيلادلفيا" الذي يفصل قطاع غزة عن الحدود المصرية

منذ بداية الإبادة التي ترتكبها تل أبيب بحق الفلسطينيين منذ أكثر من عام وشهر، تواصل إسرائيل إنشاء محاور عسكرية تفصل محافظات قطاع غزة عن بعضها ضمن استراتيجية تهدف إلى تقسيمه وعزل مواطنيه وتهجيرهم تمهيدا لفرض سيطرة طويلة الأمد.

هذه الخطة بدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذها في الأسابيع الأولى لحرب الإبادة عبر تأسيس محور "نتساريم" الذي يفصل محافظة الشمال ومدينة غزة عن بقية وسط وجنوب القطاع، تحدثت عنها صحيفة "هآرتس" العبرية بالتفصيل بتقرير نشرته في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

وكشفت الصحيفة عن نية إسرائيل إعادة احتلال قطاع غزة عبر تقسميه إلى 4 محاور منفصلة عن بعضها البعض.

وذكرت أن المحور الأول القائم حاليا حسب الترتيب الجغرافي من الشمال إلى الجنوب هو جباليا ويفصل محافظة الشمال عن مدينة غزة، أنشأه الجيش الإسرائيلي بتدمير مئات المباني بالمنطقة الفاصلة بين المحافظتين.

وأوضحت أن المحور الثاني "نتساريم" الذي حوله الجيش من مجرد شارع صغير إلى ممر رئيسي عرضه 8 كيلومترات وطوله 7 كيلومترات، يقطع القطاع بشكل عرضي من الشرق إلى الغرب ويفصل مدينتي غزة والشمال عن وسط وجنوب القطاع.

أما الثالث فهو "كيسوفيم" الذي يفصل مدينتي رفح وخانيونس بالجنوب عن بقية مناطق القطاع، ولم يكتمل بعد، لكن الجيش ينفذ على فترات متقاربة عمليات عسكرية فيه ويدمّر غالبية المنازل على امتداده من شرق خان يونس إلى غربها.

وحسب مصادر محلية فلسطينية، فإن الجيش الإسرائيلي يخطط إلى الاستيلاء على هذا المحور لاحقا ويقوم بعمليات عسكرية فيه بين الحين والآخر لتحقيق هذا الهدف.

ورابع المحاور هو محور صلاح الدين أو "فيلادلفيا" عند الحدود المصرية الفلسطينية، وهذا أيضاً شهد عمليات هدم لأحياء سكنية كاملة بمدينة رفح وأكملت القوات الإسرائيلية احتلاله في يونيو/ حزيران الماضي لتعزل القطاع عن مصر بالكامل.

وتشير مصادر فلسطينية إلى أن هدف إسرائيل من هذه المحاور الضبط والسيطرة على القطاع وإبقاء الفلسطينيين تحت ضغط دائم وعدم السماح لأي حكومة بأن تعود إلى غزة من قبل حركة "حماس".

** محور "كيسوفيم"

في 12 نوفمبر الجاري أعلن الجيش الإسرائيلي إعادة فتح معبر كيسوفيم بعد إعادة تأهيله فنيا ولوجستيا لإدخال مساعدات إلى جنوب القطاع.

ويقع ذلك المعبر شرق قطاع غزة بين مدينتي دير البلح وخانيونس، وكان محورا مركزيا لسكان مستوطنة "غوش قطيف" التي كانت جنوب القطاع لكن أغلق منذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005.

ومن الناحية الظاهرية يشكل إعادة فتح المعبر تجاوبا مع المطالب الأميركية بتوسيع إيصال المعونات الإنسانية إلى قطاع غزة لمنع وقوع "المجاعة"، كما تزعم واشنطن.

وبذريعة فتح المعبر، تدعي إسرائيل أنها بحاجة لحماية المعبر والقوات العاملة فيه وبالتالي السيطرة على منطقة واسعة داخل غزة.

ونشرت إسرائيل في الثامن من نوفمبر صورا لعمليات بناء وترميم هندسية في المنطقة قبيل إعادة فتح المعبر.

ويعتقد كثيرون أن ما يجري في المنطقة سيقود إلى إنشاء محور يمتد من الحدود إلى البحر ليضاف كمحور تقطيع رابع يضاف إلى "مفلاسيم" و"نيتساريم" و"فيلادلفيا".

وما يعزز من هذه النظرة أن الجيش الإسرائيلي نفذ خلال الأشهر الماضية هجمات جوية مكثفة وعمليات عسكرية برية واسعة في المنطقة المقابلة لمعبر "كيسوفيم" ضمن خط متعرج وصولا إلى شاطئ البحر غرباً، ودمرت غالبية المنازل في المحور.

** محور مفلاسيم (جباليا)

نشرت وسائل إعلام عبرية في 10 نوفمبر خريطة جديدة للقطاع أظهرت عمل الجيش على شق محور جديد يفصل بين محافظة شمال قطاع غزة ومدينة غزة.

ويطلق على المحور اسم "مفلاسيم" ويبدأ من أقصى شرق بلدة جباليا ويصل إلى ساحل البحر المتوسط أقصى غرب بلدة بيت لاهيا.

ومنذ بدء عمليته العسكرية شمال قطاع غزة في 5 أكتوبر الماضي والمتواصلة إلى الآن يجري الجيش يوميا عمليات نسف وتفجير وتجريف لمنازل المواطنين لأجل تعزيز تواجده على ذلك المحور.

وجاء إنشاء المحور، بعد أسابيع من الترويج لـ"خطة الجنرالات" التي تهدف لتفريغ شمال قطاع غزة من الفلسطينيين، تمهيدا لعودة الاستيطان إليه، رغم أن الجيش الإسرائيلي يزعم عدم تنفيذه الخطة.

وفي 11 نوفمبر الجاري، كتب المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل مع زميله ينيف كوفوفيتش أن "الجيش الإسرائيلي يتنصل من العلاقة مع خطة الجنرالات، التي حظيت بانتقاد دولي، لكنه في الواقع ينفذ جزءا كبيرا منها".

وأضاف المعلقان أن "الفلسطينيين لم ينتقلوا من الشمال إلى جنوب نيتساريم، لكنه تم طردهم فعليا من القطاع الشمالي إلى جنوب جباليا، وربما حتى إلى مخيم الشاطئ الموجود جنوبا".

وتابعا أن "هذا النشاط يرافقه تدمير كثيف للبيوت والبنى التحتية من جباليا نحو الشمال، الذي يبدو أن البعض منه غير مرتبط مباشرة بالقتال، وهذه التغييرات تقريبا لا يمكن إصلاحها وهي تتطلب من الفلسطينيين سنوات لإصلاحها، هذا إذا تم ذلك".

وخلص المعلقان إلى أن "الواقع على الأرض يدل على أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية تقسيم لشمال القطاع قسمين، في المرحلة الأولى قسم كل القطاع قسمين في منطقة ناحل عوز (عبر محور نتساريم). والآن القسم الشمالي يقسمه الجيش قسمين. لا يسمح للسكان بالعودة إلى المناطق التي تم إخلاؤها، وحتى في المناطق التي انتهت فيها نشاطات الجيش الإسرائيلي".

** محور نتساريم

بدأ الجيش الإسرائيلي التوغل في محور "نتساريم" مع الشروع في عمليته البرية على قطاع غزة يوم 27 أكتوبر 2023.

وهدف الجيش من السيطرة على المحور الواقع بين محافظتي غزة والوسطى إلى تقسيم القطاع إلى قسمين والفصل بينهما بالقوة العسكرية ومنع حركة المواطنين والمركبات.

وفي بداية العملية البرية بلغ طول المحور 8 كيلومترات وعرضه بضعة مئات الأمتار، لكنّ تم توسعته مؤخراً إلى 7 كيلومترات لتصير مساحته الكلية نحو 56 كيلومتراً.

ويمتد محور "نتساريم" من أقصى الحدود الشرقية لقطاع غزة ويقطع بشارع "صلاح الدين الرئيسي وصولاً إلى شاطئ البحر.

وخلال الأسابيع الماضية، كشفت وسائل إعلام عبرية عمليات توسيع وبناء المحور، حيث تم تشييد طرقات ومواقع عسكرية وتزويده بأنظمة اتصالات وخطوط مياه وكهرباء ومعتقلات ومرافق سكنية للجنود ما يشي بتأسيس لوجود استيطاني مستقبلي داخله.

ويحتوى "نتساريم" على "معبر 96" الذي افتتحه الجيش في مارس/ آذار الماضي تحت إطار الأغراض الإنسانية، لكن منذ تأسيسه لم يستخدم لأجل ذلك إلا مرات محدودة.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "محور نتساريم تحول من ورقة مساومة في المفاوضات، كما كان يقال في البداية، إلى قاطع إسرائيلي طوله 8 كيلومترات وعرضه 7 كيلومترات، مع مواقع دائمة مريحة وشارع الأعلام الإسرائيلية".

وإبرازاً لأهميته، زار الإثنين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "محور نتساريم" برفقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار.

وخلال الزيارة، قال نتنياهو: "حماس لن تحكم غزة. نحن نقضي على قدراتها العسكرية (..) سننتقل إلى قدراتها السلطوية والحبل على الجرار (..) حماس لن تكون في غزة".

** محور "فيلادلفيا"

في مايو/ أيار الماضي دخلت الدبابات الإسرائيلية "محور فيلادلفيا" الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر، وبعد قرابة الشهر تقريبا أعلن الجيش الإسرائيلي إتمام احتلال المحور بشكل كامل.

وشرع الجيش منذ بداية احتلاله للمحور بأعمال توسعة وشيّد طرقاً سريعة ومواقع عسكرية ونقاط مراقبة وغيرها من المرافق، وفق وسائل إعلام عبرية.

ودمرت إسرائيل لأجل توسعة المحور أجزاء واسعة من مدينة رفح جنوب القطاع، ولا تزال تحتلها منذ نحو 6 أشهر لتعزيز سيطرتها على "فلادلفيا".

ويمتد "فيلادلفيا" على طول 14 كيلومتر، وكان قبل حرب الإبادة يخضع لسيطرة حركة "حماس" التي تحكم قطاع غزة.

وزعمت تل أبيب أن سبب سيطرتها على المحور والإصرار على البقاء فيه "منع عمليات تهريب السلاح إلى الفصائل الفلسطينية التي كانت تتم عبر شبكة أنفاق ضخمة بنيت أسفل المحور".

وسعت إسرائيل لتأمين تواجدها العسكري بالمحور عبر عدة إجراءات كان من بينها، تثبيت عامود إنارة ومراقبة ضخم، ورصف طريق سريع، حسب مراسل الأناضول.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 148 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.