رام الله / عوض الرجوب / الأناضول

قُتل فلسطينيان أحدهما طفل، صباح الخميس، بغارة شنتها مسيرة إسرائيلية في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، ليرتفع عدد القتلى إلى 3 خلال ساعات.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب، عن "شهيدين في مخيم نور شمس بطولكرم جراء قصف الاحتلال".

وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان أن طواقمها نقلت إلى المستشفى "إصابة لشاب بشظايا في الرأس من مخيم نور شمس".

فيما قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا): "استشهد الطفل أحمد عصام فحماوي والشاب عبد العزيز ابو سمن فجر الخميس، جراء قصف طائرة مسيرة إسرائيلية لساحة مخيم نور شمس".

وبذلك يرتفع عدد الفلسطينيين الذي قتلهم الجيش الإسرائيلي في نور شمس إلى 3 خلال ساعات، إذ أعلنت وزارة الصحة في وقت متأخر من مساء الأربعاء مقتل فلسطيني في المخيم.

وأضافت الوكالة صباح الخميس، أن "أعدادا كبيرة من آليات الاحتلال، ترافقها ثلاث جرافات من النوع الثقيل، اقتحمت مدينة طولكرم عبر محورها الغربي".

وأوضحت أن القوات "جابت شوارع المدينة الرئيسية، وتحديدا العليمي والقدس المفتوحة ونابلس، مرورا بمدخل مخيم طولكرم، واتجهت صوب مخيم نور شمس شرق المدينة".

و"جرفت جرافات الاحتلال محيط دوار الشهيد سيف أبو لبدة عند مدخل مخيم نور شمس، ودمرت البنية التحتية في المكان، كما جرفت مداخل المحلات التجارية على طول الشارع الرئيسي المحاذي للمخيم"، وفق الوكالة.

وأفادت بأن "قوات الاحتلال فرضت حصارا مشددا على مخيم نور شمس، وسط اندلاع اشتباكات عنيفة وأصوات انفجارات وتحليق مكثف لطيران الاستطلاع، وانقطاع التيار الكهربائي عن المخيم وضاحية اكتابا وأجزاء من المدينة".

من جهتها أعلنت سرايا القدس-كتيبة طولكرم التابعة لحركة "الجهاد الإسلامي" في سلسلة بيانات مقتضبة على قناتها بموقع تيلغرام أنها فجرت عبوات ناسفة بآليات إسرائيلية وخاضت اشتباكات مع القوات المقتحمة.

وقالت إنها نصبت "كمينا مُحكما"، مضيفة: "قام مجاهدونا بتفجير عبوة ناسفة في ناقلة جند من نوع نمر، وتم الاشتباك مع أفراد القوة في محور المنشية في مخيم نور شمس".

كما أعلنت عن "تمكن مقاتليها من تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار في جرافة عسكرية في محور شارع نابلس في مخيم نور شمس، وتحقيق إصابات مباشرة في صفوف قوات وآليات العدو الصهيوني المتوغلين في المخيم من خلال الكمائن المحكمة وتفجير العبوات المتنوعة -المزروعة مسبقا- والاشتباكات المباشرة".

كما أعلنت كتائب "شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" أن إحدى مجموعاتها "تصدت لقوات العدو في كافة محاور مخيم نور شمس ويمطرون قوات العدو برصاص الحي".

وقال شهود عيان للأناضول إن أصوات انفجارات سمعت في أنحاء المخيم مع تصاعد لأعمدة الدخان، يعتقد أنها ناتجة عن عملية التفجير.

كما نشر ناشطون على مواقع التواصل فيديو للجيش الإسرائيلي يحاول جر مركبة متضررة يقول ناشطون إنها ذاتها التي تعرضت للتفجير.

ونعت حركة "حماس" في بيان "القائد القسامي حسام ملاح الذي ارتقى باغتيال جبان من قوات الاحتلال الخاصة في مخيم طولكرم (الأربعاء) وشهيدي مخيم نور شمس".

وقالت الحركة إن "عدوان الاحتلال الصهيوني الفاشي واقتحاماته المتواصلة لمحافظات الضفة الغربية، واستمرار سياسة الاغتيالات بحق مقاومينا الأبطال هو تأكيد على نهج الاحتلال الإجرامي الممتد من غزة إلى الضفة وكل شبر من أرضنا المحتلة، ومحاولة فاشلة منه لثني إرادة شعبنا الصامد على أرضه المتشبث بحقوقه".

وبوتيرة يومية يقتحم الجيش الإسرائيلي مدنا وبلدات في الضفة الغربية بداعي البحث عن مطلوبين أمنيين، وسبق أن اقتحم مخيم نور شمس في الأشهر القليلة الماضية.

اقتحامات عديدة

واقتحم الجيش الإسرائيلي، الخميس، بلدات فلسطينية عدة ونفذ اعتقالات وأجرى تحقيقا ميدانيا مع مواطنين في أحد المنازل.

وقال شهود عيان للأناضول إن "قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت بلدة دورا جنوب مدينة الخليل" جنوب الضفة.

وأوضحوا أن "قوات الاحتلال داهمت عددا من البيوت وفتشتها وتسببت في تخريب محتوياتها، واعتقلت 13 مواطنا على الأقل ونقلتهم مقيدين ومعصوبي الأعين إلى أحد المنازل وأخضعتهم لتحقيق".

وتداول ناشطون على مواقع التواصل مقاطع فيديو من مواقع عدة في البلدة يُسمع فيها أصوات إطلاق نار كثيف، وأخرى يظهر فيها جنود يرفعون العلم الإسرائيلي على أحد المنازل.

وشمال الضفة، قالت وكالة "وفا" إن الجيش الإسرائيلي اقتحم بلدة الزاوية غرب سلفيت وقرى روجيب وسالم وبيت فوريك شرق نابلس وعوريف جنوبا وداهم منازل وفتشها واعتقل 3 مواطنين من قرى نابلس.

واليوم يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل بالضفة منذ بدء حربها لإبادة قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 766، إضافة إلى نحو 6 آلاف و 300 جريح و11 ألفا و500 معتقل، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

فيما أسفرت الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي، في غزة عن أكثر من 144 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.