أنقرة/الأناضول

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إسرائيل "تمارس وحشية تفوق تلك التي اقترفها (الزعيم النازي أدولف) هتلر" وإن غزة اليوم تحولت إلى "أكبر معسكر إبادة في العالم".

جاء ذلك في خطاب له، الثلاثاء، خلال اجتماع موسع لرؤساء فروع حزب العدالة والتنمية في الولايات التركية، في أنقرة.

ولفت أردوغان إلى "استشهاد 40 ألف فلسطيني، بينهم 16 ألف طفل، على يد إسرائيل التي أمطرتهم بالقنابل على رؤوسهم بشكل غادر".

كما أشار إلى أن مئة ألف فلسطيني أصيبوا بجروح وإعاقات، وأن "إسرائيل أوغلت في إجرامها إلى حد إطلاق النار على الأطفال في الحاضنات، وقتل الناس المنتظرين في طوابير المساعدات".

ولفت أيضا إلى قصف المساجد والكنائس والمدارس، وأكد أنه "حتى الحرب كان لها قانونها الخاص، لكن إسرائيل تجاهلت حتى ذلك".

وتابع: "لا يعقل أن يصمت شخص لديه ذرة ضمير في قلبه حيال المأساة الإنسانية الحاصلة في غزة، بغض النظر عن عقيدته".

ولفت الرئيس أردوغان إلى أن قادة الغرب والمنظمات المنوط بها ضمان الأمن الدولي "يشاهدون الوحشية في غزة عن بعد منذ نحو 300 يوم".

وتطرق الرئيس أردوغان إلى استضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأمريكي.

وقال: "تمت استضافة القتلة الدمويين والتصفيق لهم في مجلس النواب، وكأن 40 ألف بريء غزاوي لم يموتوا، وكأن 16 ألف طفل لم يقتلوا بوحشية".

من ناحية أخرى، ذكر الرئيس أردوغان إن "العالم الإسلامي، باستثناء عدد قليل من الدول، لم يظهر أي إرادة لوقف الظلم وإيقاف الظالم".

- إسرائيل تهديد للعالم

وأضاف أن "دولة إسرائيل التي لا تعترف بالقانون تشكل تهديدا للبشرية جمعاء وللعالم بأسره وليس فقط لفلسطين ولبنان".

وتساءل أردوغان: "كم من الأطفال يجب أن يموتوا لإدراك أن سياسات إسرائيل الاستعمارية تهدد المنطقة بأكملها؟!".

وأشار إلى أن "إسرائيل هي الدولة الوحيدة في منطقتنا التي تبحث عن أمنها من خلال العدوان والمجازر واحتلال الأراضي وتتصرف كتنظيم إرهابي".

وأردف: "من يضمن أن الذين يوجهون أنظارهم إلى لبنان اليوم، بعد أن قتلوا 40 ألفا من الأبرياء في غزة، لن يمدوا أيديهم القذرة إلى مكان آخر غدا؟".

وتابع "لسنا الوحيدين الذين يطرحون هذا السؤال، كل دول المنطقة تتساءل، فالدولة الوحيدة في منطقتنا التي لا تزال حدودها غير واضحة هي إسرائيل".

وأكد الرئيس أردوغان على أن إسرائيل هي من تتصرف كتنظيم إرهابي وليس كدولة.

وأضاف: "رغم قول حماس وبتوصياتنا، نعم، لوقف إطلاق النار، إلا أن الطرف الذي يطيل أمد الحرب ويسفك الدماء ويرتكب المجازر هو إسرائيل".

- تحالف الانسانية

ولفت الرئيس أردوغان إلى أنه "تم إيقاف هتلر ولو متأخرا من قبل تحالف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي".

وأردف "يجب على الفور وقف هذه الإبادة الجماعية وهذه الوحشية وهذه الهمجية من خلال تحالف الإنسانية، قبل فوات الأوان".

وأكد أنه يجب على أولئك الذين يتحكمون في إدارة نتنياهو أن يقولوا كفى لشبكة مرتكبي المجازر هذه بأسرع وقت.

وتابع: "نحن ندرك ما يحاول القاتل المدعو نتنياهو أن يفعله، وما نوع الكارثة التي يريد أن يجرّ منطقتنا والعالم أجمع إليها".

وأردف: "كما أننا نعلم جيدا النيّة الحقيقية وراء محاولاته لنشر الحرب في قطاع غزة إلى المنطقة برمتها، وما نقوم به إنما هو من أجل منع مثل هذا السيناريو، وما نقوله إنما هو من أجل إيقاف الدم والدموع في منطقتنا".

- لا نرضخ للتهديدات

وأضاف الرئيس أردوغان: "رسائل مهرجي الكيبورد الوقحة لا تخيفنا ولا تفزعنا ولا تثنينا أبدا عن السير في الطريق الذي نؤمن به".

وتابع: "مهما تواقحوا لن يتمكنوا من منع طيب أردوغان من الصدح بالحق والحقيقة فنحن لا نرضخ لتهديدات أحد".

وأشاد الرئيس أردوغان بالمواقف الثابتة القوية التي أظهرها أبناء الشعب التركي بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، في مواجهة التصريحات الوقحة الصادرة من مسؤولين إسرائيليين في اليومين الماضيين.

وأضاف "من هنا أعلن هذه الحقيقة مرة أخرى، مثلما رحبنا في تركيا باليهود الهاربين من محاكم التفتيش قبل 500 عام، ومثلما وفرنا الحماية لليهود الهاربين من معسكرات اعتقال هتلر، فإننا نقف اليوم أيضا إلى جانب المظلومين والضحايا".

وأكد على أن "تركيا تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم بكل إمكاناتها وقدراتها، دون اغفال أي احتمال، وستحافظ على هذا الموقف الاخلاقي حتى النهاية حتى لو انزعج البعض".

- الوطن الأزرق

وفي كلمته، تطرق الرئيس أردوغان إلى الأصوات الصادرة من حزب الشعب الجمهوري المعارض المستهدفة لمصطلح "الوطن الأزرق".

وقال الرئيس أردوغان: لن نتراجع ولو خطوة واحدة عن حماية وطننا الأزرق (المساحات المائية) الذي لا يتجزأ عن وطننا الأم".

وتابع: "بدلاً من الدفاع عن مصالح تركيا، يغمزون للآخرين من خلال وصف الوطن الأزرق بأنه حكاية، واتهام بلادنا بالتوسع".

وأضاف: "نحن لا نعتدي على حقوق الآخرين ولا نسمح لأحد بالاعتداء على حقوقنا ولن نترك إخواننا وحدهم عاجزين في أصعب أيامهم".