Quds
القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
أكدت هيئة البث العبرية، الخميس، أن تل أبيب طلبت من الولايات المتحدة تأجيل موعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان لمدة شهر كامل، وتقول إن المجلس الوزاري الأمني المصغّر "الكابينت" سيجتمع مساءً لبحث انسحاب جزئي.
يأتي ذلك فيما يشهد جنوب لبنان تصعيدا إسرائيليا عنيفا في اليومين الأخيرين، تمثل بنسف قرى بحالها لا سيما عيتا الشعب وحولا.
ونص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" في 27 نوفمبر/ تشرين الأول 2024 على إتمام الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في موعد أقصاه 60 يوما من دخول الاتفاق حيز التنفيذ الذي يوافق الأحد المقبل 26 يناير/ كانون الثاني الجاري.
لكن هيئة البث قالت: "قبل أقل من 3 أيام من انتهاء الفترة التجريبية التي تبلغ 60 يوما، طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة تمديدا آخر للانسحاب من جنوب لبنان".
وأضافت: "تطالب إسرائيل بإرجاء الانسحاب 30 يوما لاستكمال النشاطات الأمنية"، وفق قولها.
وأشارت الهيئة العبرية إلى أن "الطلب الإسرائيلي يأتي على خلفية الضغوط الأميركية الشديدة في الأسابيع الأخيرة لتنفيذ الانسحاب في موعده".
واستدركت: "لكن مسؤولين أمنيين إسرائيليين كبارا يزعمون أن الوقت ليس مقدسا، بل وينتقدون وتيرة انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني".
وكشفت الهيئة أنه من المقرر أن يلتئم "الكابينت" مساء اليوم لبحث مسألة إبقاء جزء من القوات في جنوب لبنان، بعد انتهاء فترة الستين يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
ونقلت عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي لم تسمّهم، قولهم إن "معظم العمليات الميدانية تقترب من الانتهاء، وأنهم ينتظرون قرار المستوى السياسي الذي من المتوقع أن يتخذ مساء اليوم".
والأربعاء، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في بيان وصلت نسخة منه للأناضول: "التقيت مع جينين هينيس - بلاسخارت، منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان، وأكدت لها على أن إسرائيل ملتزمة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، لكنها لن تتنازل عن أمنها".
وفيما لم يتضح إذا ما كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستوافق على طلب التمديد الذي تقدمت به إسرائيل، لم يصدر تعليق رسمي من لبنان على ذلك حتى الساعة 11:00 (ت.غ).
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.
وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بالانتشار وحمل السلاح جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و69 قتيلا و16 ألفا و670 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.