إسرائيل تنفي حدوث "انفراجة" في المفاوضات مع حماس
بعد استحداث تل أبيب مطلب نزع سلاح الحركة الفلسطينية حتى تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق هيئة البث العبرية الرسمية

Quds
القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
نفت إسرائيل، الثلاثاء، تحقيق "انفراجة" في المفاوضات مع حماس بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، بعد استحداث تل أبيب مطلب نزع سلاح الحركة الفلسطينية.
ويتزامن هذا النفي الإسرائيلي مع إعلان الجيش، أمس الاثنين، أنه يستعد لتوسيع حرب الإبادة في قطاع غزة بذريعة "وصول المفاوضات مع حركة حماس إلى طريق مسدود".
ونقلت وسائل إعلام عبرية بينها هيئة البث الرسمية، اليوم، عن مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمه، وصفه التقارير عن حدوث "انفراجة" في المفاوضات بأنها "غير دقيقة".
وقال إنه "لم يتم التوصل حتى الآن إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن (أسرى إسرائيل)" من قطاع غزة، زاعما أن تل أبيب "تعمل بلا كلل مع الأمريكيين والوسطاء بهدف التوصل إلى اتفاق".
كما تحدث مصدر إسرائيلي مشارك في المحادثات عن أن الخلاف بين الطرفين بشأن شروط وقف حرب الإبادة في قطاع غزة "هو بالتحديد حول نزع سلاح حماس"، على حد قوله.
تأتي هذه التصريحات الإسرائيلية بعد تداول تقارير تشير إلى أن المفاوضات التي اختتمت السبت في العاصمة المصرية القاهرة "حققت تقدما كبيرا".
وبدأت مصر وقطر وساطتهما مجددا بين إسرائيل وحماس، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة، بعد تنصل حكومة بنيامين نتنياهو من اتفاق سابق تم التوصل إليه بين الطرفين في يناير/ كانون الثاني 2025.
ومقابل تعنت نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية وتهربه من الاتفاق السابق، أعلن القيادي في حماس خليل الحية الأسبوع الماضي، استعداد الحركة للبدء فورا بـ"مفاوضات الرزمة الشاملة" مع تل أبيب، لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء الإبادة والانسحاب الكامل من القطاع.
ورفضت إسرائيل عرضا قدمته حماس لإطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة مقابل وقف إطلاق نار لمدة 5 سنوات وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة كاملا وإطلاق سراح أسرى من السجون الإسرائيلية، حسبنا نقلت هيئة البث العبرية.
كما يتضمن المقترح "إنشاء لجنة محلية من المستقلين لإدارة غزة"، حسب الهيئة التي زادت أن "المصادر أكدت أن وفد حماس (في المفاوضات) رفض مناقشة مسألة نزع سلاح الحركة".
ومؤخرا، استحدثت إسرائيل مطلب نزع سلاح حماس شرطا للتوصل إلى اتفاق، وهو ما لم يكن مدرجا في السابق ضمن بنود الاتفاقات التي تم التفاوض عليها.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.