الأب مصلح: أي اعتداء على "الأقصى" هو اعتداء على كنيسة القيامة
متحدث كنيسة الروم الأرثوذكس بالقدس الأب عيسى مصلح، في حديث للأناضول: القيود الإسرائيلية على المسيحيين الفلسطينيين بعيد الفصح هي ذاتها التي فرضت على المسلمين بشهر رمضان وبعيد الفطر

Quds
القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
** متحدث كنيسة الروم الأرثوذكس بالقدس الأب عيسى مصلح، في حديث للأناضول:- القيود الإسرائيلية على المسيحيين الفلسطينيين بعيد الفصح هي ذاتها التي فرضت على المسلمين بشهر رمضان وبعيد الفطر
- هذا العام تتوحد الكنائس بالأعياد والجميع يتوجهون للقدس، والاحتفالات تقتصر على الشعائر الدينية بسبب الحرب على غزة
- نحن دائما نعتبر الأعياد الإسلامية والمسيحية أعياد وطنية، ويجب أن تكون القدس بأقصاها مفتوحة للجميع، فالقدس جوهرة العالم
قال الأب عيسى مصلح، متحدث كنيسة الروم الأرثوذكس بالقدس، الجمعة، إن أي اعتداء إسرائيلي على المسجد الأقصى هو اعتداء على كنيسة القيامة، والعكس صحيح.
يأتي ذلك بالتزامن مع بدء الطوائف المسيحية الاحتفالات بعيد الفصح في القدس المحتلة، وسط قيود إسرائيلية حالت دون تمكن عشرات آلاف المسيحيين من الضفة الغربية من الوصول إلى المدينة.
وأضاف الأب مصلح في مقابلة مع الأناضول بأن القيود الإسرائيلية التي تفرض على المسيحيين الفلسطينيين بعيد الفصح، هي ذاتها التي فرضت على المسلمين بشهر رمضان وبعيد الفطر.
وتحتفل الطوائف المسيحية، اليوم، بـ"الجمعة العظيمة"، وتحتفل غدا بـ"سبت النور"، وتختتم الأحد باحتفالات أحد الفصح.
وتجري الاحتفالات في كنائس المدينة وخاصة في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة إحدى أهم الكنائس المسيحية في العالم، وسط انتشار قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة ومحيط كنيسة القيامة.
كما طالب الأب مصلح مجلس الأمن الدولي وزعماء العالم والأمم المتحدة بالضغط على إسرائيل "حتى نستقل ونتحرر ونقيم دولتنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس".
وشدد على أن "أي اعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء على كنيسة القيامة، والعكس صحيح".
وفي هذا العام تتوحد مواقيت أعياد الكنائس التي تسير على الحساب الغربي، مع تلك التي تسير على الحساب الشرقي في الأعياد.
وأشار إلى أن "هذا العام تتوحد الكنائس بتوقيت الأعياد، وهذا يحصل كل 4 سنوات تقريبا، وبالتالي فإن الجميع يرغبون بالتواجد في القدس، حيث كنيسة القيامة".
واستطرد أن "الاحتفالات بالأعياد تقتصر على الشعائر الدينية بسبب الحرب على قطاع غزة"، التي ترتكبها إسرائيل منذ أكثر من عام ونصف وخلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين، معظمهم من المدنيين.
وقال متحدث كنيسة الروم الأرثوذكس: "لا يسعنا إلا أن نصلي من أجل غزة الحبيبة وإدانة قتل الأطفال والنساء والمسنين وهدم البيوت".
وتابع: "نحن جميعا كرؤساء كنائس ورجال دين قررنا اقتصار الاحتفالات على المراسم الدينية، نظرا لما يحدث في غزة وبمخيمات الضفة وسط صمت عالمي".
وأضاف: "دور العبادة هي للعبادة وعلينا أن نسهل للمؤمن أن يكون مرتاح لكي يقدم واجبه الديني وأن يعطى الحرية ولا يحق لأي إنسان أن يقيد حريتنا".
وتساءل رجل الدين المسيحي: "هل الإنسان الذي يريد أن يعبد الله إرهابي؟ هل يريد أن يزرع القنابل داخل المساجد والكنائس؟ نحن نقول إن حق من مبادئ الإنسانية أن يتعبد الله سبحانه وتعالى ولا يحق لأي جهة، أيا كانت، أن تحتكر القدس لها".
وأردف: "نحن لسنا ضد أحد، نحن نريد حقنا المشروع ونريد الاستقلال والحق والعدل والانصاف وإقامتنا دولتنا، وندعو الله من القلب أن ينير درب قادة العالم لإنصاف قضيتنا الفلسطينية".
وأشار الأب مصلح إلى أن السلطات الإسرائيلية لا تمنح التصاريح للمسيحيين في الضفة الغربية للمرور عبر الحواجز الإسرائيلية إلى مدينة القدس الشرقية.
وأوضح أنه "لا يسمح بالدخول إلى القدس إلا بتصاريح، والتصاريح معدودة، ويمنحون تصريحا للزوج دون زوجته، وللأب دون ابنه.. هذه ليست حياة فالشخص يحب أن يكون مع أسرته في مثل هذه الأعياد".
وأردف: "نحن دائما نعتبر الأعياد الإسلامية والمسيحية أعياد وطنية، ويجب أن تكون مدينة القدس بأقصاها مفتوحة للجميع، فالقدس هي جوهرة العالم كله".
واختتم الأب حديثه بالقول: "نناشد بعدم إغلاق القدس، فنحن نريد الحرية والأمن والأمان ولسنا ضد أحد، ولا يحق لأي إنسان أن يمنعنا من حرية العبادة".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 952 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 16 ألفا و400 آخرين وفق معطيات فلسطينية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.