الدول العربية, إسرائيل, الأردن

الحدود الأردنية هدف للمزاعم الإسرائيلية (إضاءة)

ثلاثة معابر حدودية تربط بين الجانبين هي الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي) وجسر الملك حسين (ألنبي) ووادي عربة (إسحاق رابين)

Laith Al-jnaidi  | 21.08.2024 - محدث : 21.08.2024
الحدود الأردنية هدف للمزاعم الإسرائيلية (إضاءة)

Jordan

عمان / ليث الجنيدي / الأناضول

أعادت المزاعم الإسرائيلية بشأن تهريب أسلحة إلى الضفة الغربية عبر الحدود الأردنية، تسليط الضوء على ملف حدود المملكة التي كثر الحديث عنها بالشهور الأخيرة.

وفي 13 أغسطس/ آب 2024، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إلى الإسراع في بناء جدار على طول الحدود مع الأردن، زاعما أن "وحدات الحرس الثوري الإيراني تتعاون مع حركة حماس في لبنان لتهريب الأسلحة والأموال إلى الأردن، ومنها إلى الضفة الغربية".

عمّان بدورها ردّت على تلك المزاعم، في منشور لوزير الخارجية أيمن الصفدي، عبر منصة إكس، قال فيه إنه "لا الادعاءات المفبركة، ولا الأكاذيب التي ينشرها مسؤولون إسرائيليون متطرفون، وبما في ذلك تلك المستهدفة الأردن، قادرة على إخفاء حقيقة أن عدوان إسرائيل على غزة، وخروقاتها القانون الدولي، واستباحتها حقوق الشعب الفلسطيني هم التهديد الأكبر لأمن المنطقة واستقرارها".

وأعاد كاتس في حديثه عن بناء الجدار مع الأردن فكرة مشروع طرحته إسرائيل قبل نحو 20 عاما، لبناء جدار على طول 238 كيلومترا، من بحيرة طبريا حتى خليج العقبة.

لكن إسرائيل تراجعت عن المشروع لأسباب مالية، إذ تقدر تكلفته بنحو ملياري دولار، وترفض وزارة المالية تخصيص ميزانية خاصة كهذه له، وتطالب الجيش بتوفير المبلغ من ميزانيته الضخمة.

إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعاد إحياء فكرة المشروع عام 2018 بهدف منع تسلل لاجئين من إفريقيا.

وقال، في حينه، إن "إسرائيل هي إحدى الدول القليلة التي تسيطر على حدودها بشكل شبه كامل، ومع ذلك فلدينا حدود واحدة لم يجرِ التعامل معها بعدُ من حيث الجدار وهي الحدود الشرقية، وسيتعين علينا إغلاقها كذلك".

وتابع نتنياهو: "إذا لم نغلق الحدود الشرقية فلن تكون هناك دولة يهودية".

غير أن خبراء قانونيين يؤكدون أن بناء جدار إسرائيلي على الحدود الشرقية من الضفة الغربية المحتلة، يجب أن يكون بموافقة السلطة الفلسطينية بصفتها الجهة الشرعية المسؤولة عن هذه المنطقة.

** حدود الأردن

ويبلغ إجمالي طول الحدود الدولية للأردن 1635 كيلومترا، تتوزع على جهاته الأربع بواقع 188 كيلومترا مع العراق شرقا، ويرتبطان بمعبرين هما الكرامة والطريبيل.

ومن الجهة الغربية، يبلغ طول الحدود الأردنية 335 كيلومترا، منها 97 كيلومترا مع الضفة الغربية، و238 كيلومترا مع إسرائيل.

ويرتبط الأردن مع إسرائيل بثلاثة معابر حدودية هي الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي) وجسر الملك حسين (ألنبي) ووادي عربة (إسحاق رابين).

وعلى الجهة الشمالية مع سوريا، يبلغ طول الحدود 375 كيلومترا، ويرتبط البلدان بمعبرين حدوديين هما الرمثا وجابر.

أما أطول حدود للأردن فهي مع السعودية وتمتد على 744 كيلومترا، وتربط البلدين ثلاثة معابر هي العمري والمدورة والدرة.

وبخصوص الحدود المائية فيبلغ طولها 26 كيلومترا، ولدى الأردن منفذ وحيد على البحر الأحمر من خلال مدينة العقبة أقصى جنوب البلاد.

** معضلة التهريب

بين الفينة والأخرى، تواجه حدود الأردن مع سوريا عمليات تهريب وتسلل نتيجة تردي الأوضاع الأمنية في الأخيرة، حيث أحبط حرس الحدود خلال العامين الماضيين نحو 700 محاولة تهريب وتسلل، تنوعت في الطرق والوسائل والحمولة.

وتعد الحدود مع العراق هي الجهة الثانية التي تظهر فيها مخاطر التهريب والتسلل، إلا أن تلك العمليات تراجعت وانحسرت بعد دحر تنظيم "داعش" الإرهابي بالسنوات الأخيرة.

وعلى الرغم من طول الحدود مع السعودية، فإنها نادرا ما تشهد عمليات مشابهة، ولكن يتم بين الفينة والأخرى إعلان إحباط تهريب مواد مخدرة عبر المعابر الرسمية بين البلدين.

** مزاعم إسرائيل

وبالعودة إلى المزاعم والاتهامات الإسرائيلية للأردن، فإن الحدود الغربية للمملكة هي الأقل في عمليات التهريب مع وجود بعض حالات التسلل، ولم يعلَن سابقا تهريب مخدرات عبر حدود الجانبين.

أما المعابر الحدودية الثلاثة، فهي تعمل بشكل منتظم ويرتبط إغلاقها بالظروف الأمنية داخل إسرائيل، وهو ما يحدث بصورة محدودة، وقد جرى ذلك خلال الحرب الجارية على قطاع غزة.

إذ أعلن الأمن الأردني في 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إغلاق معبري جسر الملك حسين والشيخ حسين بشكل كامل لنحو يومين، وترك المعبر الجنوبي (وادي عربة) يعمل كالمعتاد.

ويبعد معبر الملك حسين (يقابله ألنبي من الجانب الإسرائيلي) عن العاصمة عمّان 57 كيلومترا، ويقع جنوب وادي الأردن، ويعمل من الأحد إلى الخميس بين 8:00 صباحا و9 ليلاً، والجمعة والسبت بين 8:00 صباحا و12 ظهرا.

وبالنسبة إلى معبر الشيخ حسين (يقابله نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي)، فهو يبعد عن عمّان 90 كيلومترا شمالاً، ويعمل من الأحد حتى الخميس بين 8:30 صباحا و7:30 مساءً، والجمعة والسبت بين 10:00 صباحا و6 مساء.

أما معبر وادي عربة (يقابله إسحاق رابين من جهة إسرائيل)، فيبعد عن عمّان 324 كيلومترا إلى الجنوب، ويصل بين إيلات والعقبة عند البحر الأحمر، ويعمل من الأحد حتى الخميس بين 7:30 صباحاً و9 مساء، والجمعة والسبت من 9 صباحا ـ 9 مساء.

وتتولى قوات حرس الحدود التابعة للجيش الأردني تأمين الشريط الحدودي مع إسرائيل من الجهة الشرقية.

وزادت إسرائيل وجودها على الحدود مع الأردن بالتزامن مع بدء حربها على قطاع غزة، وتعتمد تل أبيب على تقنيات الذكاء الاصطناعي والطيران المسير والمستشعرات الليلية والنهارية في مراقبتها، وفق وسائل إعلام عبرية.

وبدأت تل أبيب بالتزامن مع حربها على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، الإكثار من الحديث عن محاولات تسلل وتهريب أسلحة من المملكة، كان آخرها في يوليو/ تموز عندما قال الجيش الإسرائيلي إنه أحبط تهريب 75 مسدسا وعشرات الأسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية.

ولم يعلق الأردن رسميا على هذه الاتهامات، في ظل حالة من الاحتقان السياسي بين الجانبين، خاصة بعد سحب المملكة سفيرها من تل أبيب في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın