الصحفي الوحيدي.. وثّق الإبادة فعاقبته إسرائيل بإصابة (تقرير)
** هبة الوحيدي، والدة الصحفي فادي، مصابة بالسرطان وتسعى لإنقاذ ابنها المصاب في غزة: - فادي أُصيب برقبته برصاصة إسرائيلية وهو بحاجة لعمليات جراحية في النخاع الشوكي وفقرات الظهر
Gazze
غزة / الأناضول
** هبة الوحيدي، والدة الصحفي فادي، مصابة بالسرطان وتسعى لإنقاذ ابنها المصاب في غزة:- فادي أُصيب برقبته برصاصة إسرائيلية وهو بحاجة لعمليات جراحية في النخاع الشوكي وفقرات الظهر
- طلب أكثر من مرة رؤية الشمس والفضاء لكن عدم وجود كرسي متحرك حال دون ذلك
- وضعه الصحي يتدهور بشكل سريع وحالته النفسية تتراجع
- نخوض إضرابا عن الطعام للضغط من أجل السماح له بالسفر لتلقي العلاج وإنقاذ جزء من جسده
يعيش الصحفي الفلسطيني فادي الوحيدي، ظروفا قاسية بعد تعرضه لشلل نصفي جراء إصابته برصاصة إسرائيلية في الرقبة في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أثناء تغطيته جرائم الإبادة بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
الوحيدي مصور قناة "الجزيرة" القطرية واحد من عشرات الصحفيين الفلسطينيين الذين أصيبوا خلال الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023، ويرقد حاليا في "مستشفى الحلو الدولي" بمحافظة غزة التي يحاصرها الجيش منذ أكثر من عام.
هذه المحافظة تعاني من ضعف حاد في الإمكانيات الصحية والأدوية والمستلزمات الطبية جراء تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف المستشفيات والمراكز الحكومية فضلا عن فصل المحافظة عن جنوب القطاع ووضع قيود مشددة على دخول المساعدات الطبية والإغاثية إليها.
هذه الظروف مجتمعة تسببت بتدهور شديد في حالة الوحيدي، وبقية المرضى والمصابين في المحافظة، الأمر الذي يتهدد بمضاعفات صحية خطيرة لهم.
والدة الوحيدي، هبة (47 عاما)، تحذر من تحول الشلل الرباعي إلى شلل كامل في حال لم يتلق نجلها العلاج اللازم في الخارج.
وفي محاولة منهم لتوفير العلاج اللازم، دخلت عائلة الوحيدي في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بسفره خارج غزة للعلاج، وفق قول والدته للأناضول.
** عزلة تامة
الوحيدي الذي كان يحرص على توثيق الجرائم الإسرائيلية في محافظتي غزة والشمال المحاصرتين، لإيصال صوتهما للعالم الخارجي، يعيش اليوم في عزلة تامة بين جدران غرفته بالمستشفى عاجزا عن الحركة.
وبعدما كان يتنقل من منطقة لأخرى رغم التعب والإنهاك بعد أكثر من عام على حرب الإبادة، أصبحت أكبر أمنية له اليوم رؤية الشمس والفضاء بالخارج.
وبسبب نقص الإمكانيات الطبية، لم يتوفر كرسي متحرك للصحفي الجريح لمساعدته على الحركة والتنقل، حيث ما زال مستلقيا على سريره منذ أكثر من شهر.
تقول والدته: "أكثر من مرة طلب فادي رؤية الشمس والفضاء لكننا لم نتمكن من ذلك بسبب عدم وجود كرسي متحرك".
** تدهور صحي
تقول الوالدة إن "وضع فادي الصحي يتدهور بسرعة جراء نقص العلاجات والأدوية"، وتضيف: "إذا لم يخرج للعلاج سيصاب بشلل كامل وسيفقد كامل جسده".
وأوضحت أن وضعه الصحي يزداد سوءا يوما بعد يوما، لافتة إلى أنه بات يدخل في غيبوبة في حال حاول أخذ وضعية الجلوس.
وفي ظل نقص العلاجات والأدوية، قالت والدته إنه "يعيش على المسكنات فقط".
وبفعل الظروف الصحية القاسية والتدهور الحاصل، بات الوضع النفسي للصحفي الوحيدي متردٍ هو الآخر.
وعن ذلك توضح والدته: "نفسيته في البداية كانت متقبلة لفكرة الإصابة لكنها اليوم - في ظل التدهور - تدمرت".
وبأسى، أعربت الوحيدي عن مخاوفها من فقدان حياة نجلها في حال استمر وجوده في غزة دون علاج أو إجراء عمليات جراحية.
وأشارت إلى أن فادي بحاجة لعمليات جراحية عاجلة في "النخاع الشوكي وفقرات الظهر لمحاولة إنقاذ جزء من جسده"، وفق قولها.
** محاولة للإنقاذ
وفي محاولتها لإنقاذ حياته، تخوض عائلة فادي، منذ الجمعة، إضرابا مفتوحا عن الطعام للضغط من أجل السماح له بالسفر للعلاج.
والدته، وهي أيضا مصابة بمرض السرطان وتعاني من هشاشة في العظام، تمتنع هي الأخرى عن الطعام والشراب وتناول الأدوية حتى السماح له بالسفر من أجل العلاج.
وتردف: "في البداية اتخذت قرار الإضراب ومن ثم باقي أفراد الأسرة، رغم أنني مصابة بالسرطان وعندي هشاشة عظام وعلاجي اليوم المسكنات والمقويات وقررت عدم تناولها ضمن قرار الإضراب".
وأوضحت أنها توجه رسالتها للمؤسسات الدولية وحقوق الإنسان المعنية بالصحفيين بـ"النظر بعين الاعتبار لفادي وما يحتاجه من عمليات جراحية وعلاج للمحافظة على جزء قليل من جسده".
وأشارت إلى أن الأدوية المسكنة، التي يعيش عليها المرضى اليوم في مدينة غزة، أحيانا تكون غير متوفرة.
وطالبت العالم والمؤسسات الحقوقية بوقفة "تضامن مع جميع المرضى في القطاع وبفتح معبر رفح للسماح لهم بالسفر والعلاج".
وأشارت إلى أنها منذ بداية الحرب تطالب بالسفر لاستكمال العلاج من الورم الذي تعاني منه إلا أن كافة المناشدات لم تكن مجدية.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، يحتاج أكثر من 12 ألف فلسطيني جريح في قطاع غزة للعلاج خارج القطاع، في ظل الإبادة وتدمير إسرائيل القطاع الصحي.
وتغلق إسرائيل معابر القطاع خاصة معبر رفح الحدودي مع مصر الذي سيطرت عليه في 7 مايو/ أيار الماضي ودمرته، ما حال دون خروج آلاف الجرحى والمرضى من قطاع غزة لتلقي العلاج في الخارج.
ومنذ بداية الإبادة على غزة، أخرج الاحتلال الإسرائيلي 34 مستشفى عن الخدمة و80 مركزا صحيا، واستهدف 162 مؤسسة صحية.
كما تفرض إسرائيل قيودا مشددة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ما تسبب في نقص هائل في إمدادات الغذاء والدواء، ومجاعة، خصوصا في المناطق الشمالية من القطاع.
ولأكثر من مرة طالب مسؤولون أمميون بفتح معبر رفح لإجلاء المرضى من القطاع غزة وإدخال المساعدات، إلا أن إسرائيل لا تستجيب لهذه المطالبات.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 148 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.