بلدية غزة تحذر من كارثة صحية وبيئية جراء الإبادة الإسرائيلية
متحدث البلدية حسني مهنا قال للأناضول إن تراكم النفايات وتسرب مياه الصرف الصحي وتحلل جثامين الضحايا تهدد بكارثة صحية وبيئية..

Gazze
غزة/ حسني نديم/ الأناضول
حذّرت بلدية غزة من كارثة صحية وبيئية غير مسبوقة تهدد حياة سكان المدينة، بفعل تراكم النفايات وتسرب مياه الصرف الصحي وتحلل جثامين الضحايا، في ظل عجز كبير جراء تدمير إسرائيل لنحو 70 بالمئة من قدرات البلدية.
وقال متحدث البلدية حسني مهنا، للأناضول، الأربعاء، إن المدينة تعاني من تكدس أكثر من 175 ألف طن من النفايات الصلبة في شوارعها، بسبب منع إسرائيل وصول طواقمها إلى مكب جحر الديك الرئيسي للنفايات، شرق المدينة.
وأضاف مهنا أن "جهود البلدية لتجاوز الأزمة بالتعاون مع المؤسسات الدولية تواجه عراقيل كبيرة بفعل رفض إسرائيل إدخال آليات جديدة أو السماح للطواقم بالوصول إلى المكب الرئيس".
وحذر من تفشي الأمراض والأوبئة "بسبب تراكم النفايات في شوارع غزة، وتسرب مياه الصرف الصحي بفعل الدمار الكبير في البينة التحتية، ناهيك عن تحلل جثامين الضحايا تحت الأنقاض".
وشدد مهنا على أن هذه الأسباب مجتمعة شكلت بيئة مناسبة لانتشار الحشرات والقوارض في المدينة، في ظل شح المواد اللازمة للقضاء عليها.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 166 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
** البنية التحتية
من جهة ثانية، أكد مهنا أن طواقم البلدية باتت عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات للمواطنين، بعد تدمير إسرائيل نحو 80 بالمئة من معداتها.
وقال: "دمر جيش الاحتلال 134 آلية ومركبة بنسبة تقارب 80 بالمئة من أسطول البلدية، في وقت تُعتبر فيه الآليات المتبقية قديمة ومتهالكة، وتشغيلها مرهق بسبب نقص قطع الغيار وأدوات الصيانة بفعل الحصار".
ولفت إلى أن حجم الركام الناتج عن العدوان الإسرائيلي على المدينة تجاوز 15 مليون طن، مؤكدًا أن التعامل مع هذه الكميات الضخمة غير ممكن دون إدخال معدات ثقيلة وآليات رفع حديثة.
وناشد المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بالضغط من أجل إدخال المعدات والآليات اللازمة للبلديات بشكل فوري، لتخفيف الأزمات الإنسانية والصحية والبيئية المتفاقمة في قطاع غزة.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي يمنع الجيش الإسرائيلي دخول الإمدادات الأساسية من غذاء ومياه وأغذية لقطاع غزة عقب إغلاقه للمعابر ما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة والعطش.
** أزمة التعطيش
وفيما يتعلق بأزمة المياه، أشار مهنا إلى أن غزة تعاني من عطش خانق بعد توقف خط مياه "ميكروت" الإسرائيلي، موضحًا أن صيانته مرهونة بالوضع الأمني المتدهور في المنطقة الشرقية من المدينة.
وضاعفت إسرائيل معاناة سكان مدينة غزة، بعد أن أوقفت السبت، المياه الواصلة من شركة "ميكروت"، والتي تمثل 70 بالمئة من إجمالي الإمدادات المتوفرة فيها، وسط تحذيرات من أزمة عطش كبيرة بين النازحين الذين يعانون أوضاعا معيشية صعبة.
وبيّن أن الاحتلال دمّر 64 بئرًا من أصل 86، "وتحاول البلدية تشغيل ما تبقى من آبار باستخدام الطاقة الشمسية والمولدات الكهربائية الاحتياطية، إلا أن استمرار الأزمة يتطلب توفير عاجل لألواح شمسية وبطاريات وقطع غيار لإجراء عمليات صيانة لتشغيل هذه الآبار".
وأضاف مهنا أن "النقص الحاد في المياه ينذر بانتشار سريع للأمراض المعدية والجلدية والمعوية، خاصة في ظل التكدس السكاني الرهيب في وسط مدينة غزة، نتيجة موجات النزوح المتلاحقة من المناطق الجنوبية والشرقية".
وفي مارس الماضي، قطعت إسرائيل الكهرباء المحدودة الواصلة إلى محطة تحلية المياه الرئيسية وسط قطاع غزة، فيما توقفت بعدها بأيام ثاني أكبر محطة في القطاع بسبب نفاد كميات الوقود، حيث تغلق إسرائيل المعابر منذ مطلع الشهر نفسه إمعانا بإبادتها الجماعية.
وفي 30 مارس، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصعيد الإبادة الجماعية بقطاع غزة وتنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين.