دولي, إسرائيل

تشكيل "مليشيا ودولة عميقة".. أحدث صراع بين رئيس الشاباك ونتنياهو

حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو اتهم رئيس الشاباك والمستشارة القانونية السابقة للحكومة بتأسيس "دولة عميقة" تقوم على اعتقال واستجواب صحفيين وابتزاز ضباط شرطة وتهديدهم وإطلاق تحقيقات سياسية عبثية

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 15.04.2025 - محدث : 15.04.2025
تشكيل "مليشيا ودولة عميقة".. أحدث صراع بين رئيس الشاباك ونتنياهو

Quds

القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول

اتهم حزب "الليكود" اليميني الذي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، بتحويل أجزاء من الجهاز إلى "مليشيا خاصة للدولة العميقة"، في أحدث صراع بين الطرفين.

ويحاول نتنياهو منذ مدة إقالة بار بذريعة إخفاقه في عدد من الملفات الأمنية، بينها هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ضد مستوطنات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة.

وسبق أن أقالت حكومة نتنياهو بار قبل أن تعلق المحكمة العليا القرار.

وبينما يصر نتنياهو والداعمون له على وجود ما سموه "دولة عميقة" في إسرائيل، تعمل على إسقاط الحكومة، اتهم "الليكود"، الثلاثاء، بار بأنه "قام بالتعاون الكامل مع المستشارة القانونية للحكومة (غالي بهاراف ميارا) بتحويل أجزاء من جهاز الشاباك إلى مليشيا خاصة للدولة العميقة".

وفي مارس/ آذار الماضي، صوتت الحكومة الإسرائيلية على حجب الثقة عن بهاراف ميارا جراء خلافات بينهما، ضمن عملية ستستغرق بعض الوقت حتى إقالتها.

وفي السياق، ادعى البيان أن هذه "الدولة العميقة" تعمل على "تقويض سيادة القانون وأسس الديمقراطية عبر اعتقال واستجواب صحفيين، وابتزاز ضباط شرطة بالتهديدات، وإطلاق تحقيقات سياسية عبثية ضد وزراء وأعضاء في الكنيست من الائتلاف الحاكم".

وادعى البيان أن ممارسات بار ومعاونيه في الدولة العميقة المزعومة، هدفها "منع إقالته".

وصدر بيان "الليكود" عقب رفع حظر النشر عن قضية اعتقال مسؤول في الشاباك بتهمة "تسريب وثيقة سرية عن تحقيق بشأن تغلغل اليمين المتطرف في جهاز الشرطة".

ووصف البيان تلك الواقعة بأنها "صادمة وخطيرة"، مضيفا: "في جهاز الشاباك تم اعتقال مسؤول، بعدما شعر بأن المنظمة التي يرأسها بار تحولت إلى هيئة سياسية".

وذكر بيان "الليكود" أن التحقيق مع المشتبه به في تلك القضية "تم في أقبية الشاباك"، على حد قوله.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أفادت هيئة البث العبرية الرسمية بإلغاء أمر حظر النشر في تلك القضية بـ"طلب من الشاباك، وإدارة التحقيق مع الشرطة".

ويعتبر وزير الأمن القومي، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الأكثر استخداما لتعبير "الدولة العميقة" في إشارة إلى معارضي الحكومة.

وأعاد بن غفير التذكير باتهامه لبار بـ"تشكيل دولة عميقة" في إسرائيل، في منشور على منصة "إكس" تعقيبا على إعلان تفاصيل قضية "عميل الشاباك المعتقل للاشتباه في تسريب وثائق سرية" دون تسميته.

يذكر أنه لا يوجد مرادف لكلمة "الدولة العميقة" باللغة العبرية فيتم استخدام التعبير الإنجليزي "ديب ستيت" أو "Deep state".

وفي سياق متصل، طالب "الليكود" في بيانه بـ"وقف التحقيقات السياسية فورا"، في إشارة للتحقيقات التي يدعو إليها رونين بار.

وتابع البيان: "يجب على رونين بار، الذي فشل فشلا ذريعا في 7 أكتوبر، وفقد منذ ذلك الحين ثقة الحكومة بأكملها، أن يتوقف عن ترسيخ نفسه في منصبه وأن يخليه على الفور"، مدعيا أن أعضاء الشاباك "يستحقون رئيسا مختلفا"، دون تفاصيل.

وسبق أن قرر رئيس الشاباك إبقاء التحقيق في تغلغل اليمين المتطرف بمراتب الشرطة "سريا" قبل أن يسرب المسؤول الوثيقة المتعلقة بهذا التحقيق إلى الصحفي في القناة 12 عميت سيغال المعروف بقربه من اليمين.

وكان نتنياهو نفسه وجه الاتهام بشأن وجود "دولة عميقة" في إسرائيل، في خطاب أدلى به أمام الكنيست في 4 مارس/اذار الماضي.

وقال آنذاك إن "التعاون الحقير بين البيروقراطية، والدولة العميقة، ووسائل الإعلام غير ديمقراطي ولن ينجح"، دون توجيه الاتهام لأي شخص أو تسميته.

وفي المقابل، تنفي المعارضة وجود "دولة عميقة" في إسرائيل.

وفي 1 إبريل/نيسان الجاري، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد في منشور على منصة "إكس": "المشكلة ليست في وجود دولة عميقة، المشكلة في عدم وجود دولة.. لقد حان وقت الانتخابات".

ولا تلوح بالأفق انتخابات قريبة في إسرائيل، إثر رفض نتنياهو إجراءها أثناء حرب الإبادة التي يشنها ضد قطاع غزة منذ عام ونصف العام.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.