تركيا, دولي, الدول العربية, فلسطين, إسرائيل

تضامنا بالجوع.. أستاذ أمريكي يرفض اعتقال طالبة تركية مؤيدة لفلسطين (مقابلة)

**الأستاذ في جامعة بوسطن ناثان فيليبس، للأناضول: اتهامات "معاداة السامية" باتت تُستخدم خارج سياقها الحقيقي كسلاح لإسكات المنتقدين لسياسات إسرائيل، خصوصًا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية

Can Hasasu, Şerife Çetin, Hişam Sabanlıoğlu  | 22.04.2025 - محدث : 22.04.2025
تضامنا بالجوع.. أستاذ أمريكي يرفض اعتقال طالبة تركية مؤيدة لفلسطين (مقابلة)

Massachusetts

بوسطن/ جان حساسو/ الأناضول

**الأستاذ في جامعة بوسطن ناثان فيليبس، للأناضول:
- اتهامات "معاداة السامية" باتت تُستخدم خارج سياقها الحقيقي كسلاح لإسكات المنتقدين لسياسات إسرائيل، خصوصًا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية
- سأواصل الإضراب عن الطعام طالما سمحت لي صحتي، حتى يتم الإفراج عن رميساء أوزتورك ومحمود خليل ومحسن مهدوي، الذين اعتقلوا أيضًا على خلفية مواقف مؤيدة لفلسطين
- احتجاجي لا يقتصر فقط على سياسة الجامعة، بل يمثل صرخة ضد القمع المتزايد لحرية التعبير في الجامعات وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة.

"صرخة ضد القمع"، هكذا وصف الأستاذ في جامعة بوسطن الأمريكية، ناثان فيليبس، إضرابه عن الطعام تضامنًا مع الطالبة التركية رميساء أوزتورك التي اعتقلتها السلطات الأمريكية أواخر مارس/آذار الماضي بسبب تأييدها لفلسطين، واحتجاجًا على ما يصفه بانتهاكٍ لحرية التعبير وخرقٍ للدستور الأمريكي.

قرار فيليبس جاء بعدما أزالت إدارة الجامعة عدة مرات لافتة كان علّقها على نافذة مكتبه في الطابق الرابع من مبنى الجامعة وسط مدينة بوسطن، كتب عليها "أطلقوا سراح رميساء".

وفي حديث للأناضول، داخل مكتبه في الحرم الجامعي الرئيسي، قال فيليبس إنه في آخر مرة أعاد فيها تعليق اللافتة، وضع داخل المكتب ورقة كتب عليها "إذا أُزيلت اللافتة مجددًا، سأبدأ إضرابًا عن الطعام". وبعدما لاحظ اختفاء اللافتة مجددًا الثلاثاء في 15 أبريل/ نيسان الجاري، نفذ قراره.

وأوضح أنه يواصل مزاولة عمله الأكاديمي بشكل طبيعي، ويساعده في ذلك تناول السوائل ومحلّيات خالية من السكر وبعض الأعشاب، لكنه يمتنع تمامًا عن تناول الطعام.

- "حريّة رميساء حرّيتي"

وذكر فيليبس أن قرار الإضراب جاء رد فعل على إزالة لافتة "أطلقوا سراح رميساء" من نافذة مكتبه.

وأضاف أن عميد كلية الآداب والعلوم أخبره في اجتماع خاص بأن "إزالة الشعارات السياسية من نوافذ المباني الجامعية هو جزء من سياسة الجامعة".

لكن فيليبس رأى أن إزالة اللافتة أمر لا يمكن فصله عن قضية حرية التعبير وحرية الرأي، مؤكدا أن التضييق على رميساء يعني تضييقًا على حقوقه هو أيضًا.

وقال: "من هذا المنطلق، فإن الهجوم على حرية رميساء هو هجوم على حريتي الشخصية".

كما أشار إلى أن احتجاجه لا يقتصر فقط على سياسة جامعته، بل "يمثل صرخة ضد القمع المتزايد لحرية التعبير في الجامعات وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة".

- انتهاك للدستور

فيليبس لفت إلى أن اعتقال رميساء أوزتورك بالطريقة التي حدثت بها، شكّل صدمة له ولكثيرين في بوسطن وفي أنحاء البلاد.

وقال: "أن تُعتقل طالبة بسبب مقال كتبته في صحيفة جامعية، وسحبها واختفاؤها بطريقة تنتهك الدستور، هذا لم يكن يخطر ببالي أبدًا أن يحدث في بلدي".

وأضاف أن ذلك الاعتقال يشكل خرقًا للمادة الأولى من الدستور الأمريكي التي تكفل حرية التعبير، والمادة الخامسة التي تضمن الحق في المحاكمة العادلة.

- معاداة السامية "سلاح قمع"

ولفت فيليبس إلى أن الاتهامات بـ "معاداة السامية" باتت تُستخدم خارج سياقها الحقيقي، حيث تحولت سلاحا لإسكات المنتقدين لسياسات إسرائيل، خصوصًا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وقال إن "معاداة السامية" الحقيقية موجودة فعلًا"، لكنه استدرك بأن "استخدام المصطلح لتجريم الآراء المؤيدة للفلسطينيين يُعدّ خطرا على حرية التعبير".

وأضاف: "حين أعلنت أمريكا الحرب على العراق، كان بإمكاننا التعبير عن رفضنا للاجتياح، وهذا هو جوهر حرية الفكر. وانتقاد سياسات نتنياهو في غزة لا يعني أبدًا أنك معادٍ لليهود".

- "قلق عميق"

الأستاذ الجامعي عبّر عن استيائه من قيام السلطات بإلغاء تأشيرات عدد من الطلاب الأجانب "دون مبررات قانونية"، مؤكدًا أن بعض طلاب جامعته تعرّضوا للإجراء ذاته.

وأضاف أن "حالة الخوف التي باتت تخيّم على الحرم الجامعي ومجتمعات الطلاب تُثير قلقا عميقا".

وعند باب مكتبه، علّق فيليبس صورًا لكلّ من رميساء أوزتورك والطالب محمود خليل من جامعة كولومبيا، كما يحتفظ بلافتة "أطلقوا سراح رميساء" على أمل أن يتمكّن يومًا ما من تعليقها مجددا بحرّية تامّة.

الأستاذ الجامعي سبق أن خاض إضرابين عن الطعام استمر الأول 14 يومًا، والثاني 7 أيام، احتجاجًا على قضايا بيئية في ضواحي بوسطن.

واليوم، يؤكد أنه سيواصل الإضراب عن الطعام طالما سمحت له صحته، حتى يتم الإفراج عن رميساء أوزتورك ومحمود خليل ومحسن مهدوي، اللذين اعتقلا أيضًا على خلفية مواقف مؤيدة لفلسطين.

ومساء 25 مارس/ آذار الماضي، اعتقل 6 ضباط مقنّعون من وكالة الهجرة والجمارك، الطالبة أوزتورك أثناء توجهها إلى إفطار رمضاني مع أصدقائها.

ويومها، ذكر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن بلاده ألغت تأشيرة أوزتورك وتعتزم ترحيلها من الولايات المتحدة.

وكان روبيو قال إن بلاده ألغت تأشيرات أكثر من 300 طالب أجنبي وصفهم بأنهم "مؤيدون لحماس" و"مجانين" (ضد إسرائيل).

فيما أصدرت قاضية فيدرالية أمريكية في 5 أبريل/ نيسان الجاري، أمرا بوقف ترحيل الطالبة التركية، وقضت باستمرار محاكمتها بولاية فيرمونت بناء على طلب تقدم به محاموها.

وقالت قاضية مقاطعة ماساتشوستس دينيس كاسبر، في تقرير أعدته بعد مراجعة التماسات المحامين مساء 4 أبريل، إنه من المناسب مواصلة محاكمة أوزتورك المحتجزة في لويزيانا.

جدير بالذكر أن واشنطن تقدم دعما غير محدود لإسرائيل في الإبادة التي ترتكبها بحق الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، التي خلّفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.