وسيم سيف الدين/ الأناضول

دعا رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، الجمعة، إلى وقف "العدوان الإسرائيلي الهمجي" على لبنان، الذي يستهدف المدنيين والمؤسسات الإنسانية والصحية.

جاءت تصريحات الحريري خلال استقباله بمنزله في العاصمة الإماراتية أبوظبي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحضور مبعوث الرئيس الروسي الخاص للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، وفق بيان صادر عن مكتبه.

وذكر البيان أن الاجتماع تناول "استعراض الأوضاع في المنطقة على ضوء العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة".

وأكد الحريري خلال اللقاء على "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، ووضع حد للعدوان الإسرائيلي، والتطبيق الكامل للقرار الدولي 1701 بجميع بنوده من قبل الطرفين".

ويدعو القرار 1701 الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل".

كما شدد الحريري على رفضه "أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للبنان أو استخدامه كصندوق بريد"، في تعبير عن معارضته استغلال البلاد كمنصة لتصفية الحسابات الإقليمية.

وأشار البيان إلى أنه تم "تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الراهنة، مع الاتفاق على استمرار التواصل بين الجانبين".

يُذكر أن الحريري، الذي يقود تيار "المستقبل" كأبرز مكون سُنّي في لبنان منذ اغتيال والده رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 2005، أعلن في يناير/ كانون الثاني 2022 تعليق عمله السياسي وامتناع تياره عن المشاركة في الانتخابات والحكومة.

وبرر الحريري وقتها قراره بأن "لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني، والتخبط الدولي، والانقسام الوطني، واستعار الطائفية، واهتراء الدولة".

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي خلفت أكثر من 147 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و386 قتيلا و14 ألفا و417 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية حتى مساء الخميس.

ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، وفق مراقبين.