"سبت النور".. انتهاكات إسرائيلية بحق المسيحيين في القدس
من بينها منع سفير الفاتيكان لدى دولة فلسطين من دخول كنيسة القيامة، وفق بيان للجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس

Ramallah
رام الله/ عوض الرجوب/ الأناضول
قالت فلسطين، السبت، إن إسرائيل ارتكبت انتهاكات في القدس بحق المسيحيين في "سبت النور" بما في ذلك منع الوصول إلى الكنائس والاعتداء الجسدي والاعتقال التعسفي.
جاء ذلك في بيان أصدرته اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، والتي يرأسها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري.
وأدانت اللجنة "بشدّة الإجراءات والانتهاكات التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني المسيحي والحجاج المشاركين في سبت النور بمدينة القدس المحتلة".
ويعد "سبت النور" من أقدس المناسبات لدى المسيحيين، وتحتفي به الطوائف المسيحية ضمن احتفالات عيد الفصح الذي يختتم الأحد.
وأضافت اللجنة: "تمثّلت هذه الانتهاكات في منع أعداد كبيرة من المؤمنين من الوصول إلى كنيسة القيامة لأداء شعائرهم الدينية، وفرض قيود مشددة على الحركة في البلدة القديمة من القدس، عبر إقامة الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش".
وقالت إن القوات الإسرائيلية "منعت القاصد الرسولي وسفير الكرسي الرسولي (سفير الفاتيكان) لدى دولة فلسطين المطران أدولفو تيتو إيلانا، وعددا من المطارنة أيضا من الدخول إلى كنيسة القيامة في خطوة غير مسبوقة تنتهك الأعراف الدبلوماسية والمواثيق الدولية".
وأكدت لجنة الكنائس، "تعرّض بعض المطارنة لمضايقات مباشرة من قبل سلطات الاحتلال، ما يشكّل جزءًا من سياسة ممنهجة تتجاوز كونها مجرد إجراءات أمنية لتتحول إلى انتهاك صارخ لحرية العبادة".
وذكرت أن يوم "سبت النور" يُعد من أبرز المناسبات الدينية المسيحية، إذ "يشهد سنويا تدفقا واسعا للمؤمنين والحجاج من داخل فلسطين وخارجها للمشاركة في هذه الشعائر المقدسة إلا أن سلطات الاحتلال حوّلت المدينة إلى ثكنة عسكرية، ومنعت السكان والزوار من ممارسة حقهم الطبيعي والديني في الوصول إلى أماكن العبادة".
وقالت اللجنة إن "مؤسسات حقوقية وثقت حالات اعتداء جسدي واعتقال تعسفي طالت عددًا من المشاركين والمصلين، بمن فيهم سكان المدينة المقدسة أنفسهم".
وعدت تلك الإجراءات "انتهاكا صارخا لعدد من الاتفاقيات الدولية التي تضمن حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية دون تقييد أو تمييز".
وأضافت اللجنة، أن "هذه السياسات والممارسات تمثل استهدافا مباشرا للوجود المسيحي في المدينة المقدسة، ومحاولة ممنهجة لفرض واقع سياسي وأمني جديد يعكس سياسة الاحتلال الهادفة إلى تهويد المدينة وتقويض التعددية الدينية والثقافية التي لطالما ميّزت القدس".
ودعت "المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، وهيئات حقوق الإنسان، والكنائس العالمية، إلى التحرك العاجل لوقف هذه الممارسات العنصرية، وضمان احترام حرية العبادة والتنقّل للمواطنين الفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين على حدّ سواء".
وقالت اللجنة، إن "القدس، بصفتها مدينة مقدسة للديانات السماوية كافة، يجب أن تبقى مفتوحة أمام جميع أبنائها وزوّارها من مختلف أنحاء العالم، دون تمييز أو إقصاء أو عسكرة للحياة الدينية".
وللعام الثاني على التوالي، يشارك عدد قليل من الحجاج في صلوات "الأسبوع المقدس" وعيد الفصح في القدس، نتيجة تداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة وعملياته في الضفة..
وألغت الكنائس المظاهر الاحتفالية والمسيرات الكشفية كافة بعيد الفصح، حيث يقتصر العيد على إقامة القداديس والصلوات والشعائر الدينية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 952 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 16 ألفا و400 فلسطيني وفق معطيات فلسطينية.