الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

شروط نتنياهو "المحتملة".. هل تنسف المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟

- بعد مماطلة نتنياهو يعلن عقب محادثات هاتفية مع مبعوث ترامب عقد اجتماع للكابينت الاثنين لمناقشة ثاني مراحل الاتفاق

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 17.02.2025 - محدث : 17.02.2025
شروط نتنياهو "المحتملة".. هل تنسف المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟

Quds

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول

- بعد مماطلة نتنياهو يعلن عقب محادثات هاتفية مع مبعوث ترامب عقد اجتماع للكابينت الاثنين لمناقشة ثاني مراحل الاتفاق
 - سموتريتش يهدد بالانسحاب من الحكومة ما لم تستأنف حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق
- المحلل العسكري عاموس هارئيل: إسرائيل تبحث فرض شروط جديدة ونتنياهو يواجه تحديات داخلية وترامب سيحدد مصير الاتفاق

بعد مماطلة طويلة، يتواتر حديث إسرائيلي عن بدء مفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وسط تقارير عن سعي تل أبيب لفرض شروط جديدة، ما قد يهدد بنسف الاتفاق.

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي بدأ سريان الاتفاق، ويتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء المرحلة الثانية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وتعرقل إسرائيل بدء المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية، التي كان من المفترض انطلاقها في اليوم السادس عشر من سريان الاتفاق، الذي وصل الاثنين يومه الثلاثين.

وبعد أن امتنع عن تحديد موعد لبحث موقف إسرائيل من مفاوضات المرحلة الثانية، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأحد عقد مداولات الاثنين.

وجاء تحول إسرائيل بعد محادثات هاتفية أجراها المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الأحد، مع نتنياهو ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد.

وقال ويتكوف لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، الأحد: "المرحلة الثانية أكثر تعقيدا من الأولى، ولكن الثانية ستبدأ بالتأكيد".

وأضاف: "أجريت مكالمات هاتفية مع رئيس الوزراء نتنياهو، ورئيس الوزراء القطري، ومع مدير المخابرات المصرية".

وتابع: "أجرينا محادثات بناءة للغاية حول تسلسل المرحلة الثانية لتحديد المواقف على الجانبين حتى نتمكن من فهم المستوى الذي حددناه، وأين نحن اليوم".

ويتكوف أردف: "سنواصل العمل هذا الأسبوع في مكان سيتم تحديده كي نتمكن من معرفة كيفية الوصول إلى نهاية المرحلة الثانية بنجاح".

ولاحقا لهذا التصريح صادر بيانان عن مكتب نتنياهو.

وأفاد البيان الأول بأن نتنياهو تحدث مع ويتكوف، وأبلغه أنه سيعقد اجتماعا للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) الاثنين، لمناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق.

فيما قال البيان الثاني إن نتنياهو، وبالتنسيق مع ويتكوف، أصدر الأحد تعليمات لفريق المفاوضات بالتوجه إلى القاهرة الاثنين، لبحث استمرار تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.

وأضاف أنه بعد اجتماع الكابينت الاثنين، سيتلقى فريق التفاوض تعليمات بشأن مفاوضات المرحلة الثانية.

وخلال المرحلة الأولى، أفرجت إسرائيل حتى الآن عن 1135 أسيرا فلسطينيا، بينهم عشرات من أسرى المؤبدات، مقابل 19 من أسراها في غزة.

وتقدر تل أبيب وجود 73 أسيرا إسرائيليا في غزة، يُعتقد أن نصفهم على قيد الحياة، فيما يقبع آلاف الفلسطينيين في سجون إسرائيل.

ويعاني الأسرى الفلسطينيون من تعذيب وتجويع وإهمال طبي في سجون إسرائيل؛ ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

** سموتريتش يهدد

وهدد وزير المالية الإسرائيلي زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة، في حال عدم استئناف الحرب في نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق.

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل، بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

ووفق هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) الاثنين فإن نتنياهو وعد سموتريتش بأن مفاوضات المرحلة الثانية لن تبدأ دون موافقة الكابينت.

وأردفت: "في جلسة الكابينت للموافقة على الاتفاق مع حماس قبل أسابيع، تم إدراج بند، استجابة لشرط من سموتريتش، بموجبه يجب أن يوافق مجلس الوزراء على المرحلة الثانية".

الهيئة زادت بأن "هذا البند كان شرطا لبقاء حزب "الصهيونية الدينية" في الحكومة"، في ظل تهديد سموتريتش بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها.

وردا على تهديدات سموتريتش، أعلنت أحزاب المعارضة مرارا استعدادها لتقديم "شبكة أمان" لنتنياهو في الكنيست، للاستمرار في تنفيذ الاتفاق حتى نهايته.

وتابعت الهيئة: "لذلك أوضح مكتب نتنياهو أن الوفد الذي يغادر إلى القاهرة لن يناقش المرحلة القادمة، إلا بعد موافقة الكابينت".

ويجري مسؤولون إسرائيليون محادثات لعقد لقاء في قطر الأسبوع المقبل بشأن مفاوضات المرحلة الثانية، حسب الهيئة نقلا عن مصارد مطلعة لم تسمها.

واستدركت: "لكن المصادر أكدت أن الأمر يعتمد على قرار نتنياهو وأعضاء الحكومة الآخرين بشأن ما إذا كانوا سيوافقون على سفر وفد كبار المسؤولين إلى الدوحة ونوعية التفويض الذي سيُمنح للوفد".

أما الوفد الذي يتوجه الاثنين إلى القاهرة "فمن المتوقع أن يناقش أيضا مسألة إدخال المنازل المتنقلة (كرفانات) إلى غزة"، وفق هيئة البث

وأضافت: "أفادت أنباء بأن نتنياهو يرفض السماح بإدخال الكرفانات رغم الالتزام بذلك في الاتفاق، غير أن مصدرا سياسيا قال إن الموضوع سيتم بحثه الأيام المقبلة".

** شروط محتملة

وحسب المحلل العسكري بصحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هارئيل الاثنين: "تقترح دائرة نتنياهو (المقربون منه) إمكانية تعديل شروط صفقة الرهائن والسماح بتمديد مرحلتها الأولى".

وقال هارئيل: "حتى الآن، من المتوقع إطلاق سراح ستة رهائن (إسرائيليين) أحياء آخرين خلال المرحلة الأولى، التي تنتهي في أوائل مارس/آذار (المقبل)، تليها إعادة جثث ثماني رهائن".

وأضاف: "تدرس إسرائيل حلا قد يسمح بإطلاق سراح مزيد من الأسرى الأحياء في المرحلة الثانية من بين 59 أسيرا أحياءً وقتلى".

ورأى أن "حماس قد تطلق (تحت ضغط إسرائيلي) سراح المزيد من الأسرى قبل أن تفي إسرائيل بالتزامها بالانسحاب من ممر فيلادلفيا (جنوب)، الذي يعني فعليا الانسحاب من غزة".

لكنه استدرك: "تبدو فرص حدوث ذلك ضئيلة، خاصة وأن حماس تكتسب ثقة متجددة مع وصول شحنات كبيرة من المساعدات الإنسانية وتعزيزها التدريجي لسلطتها داخل القطاع".

وتابع: "يطرح مقربون من نتنياهو أفكارا مختلفة كشروط للتقدم في الاتفاق، بينها تأمين الالتزام بنزع السلاح في غزة وضمان عدم مشاركة حماس في أي حكومة مستقبلية بالقطاع، وهي أفكار أظهرت إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب دعمها لها".

هارئيل رأى أن "التحدي الرئيس أمام نتنياهو داخلي، فإذا لم يأمر باستئناف القتال بعد المرحلة الأولى، وحاول الضغط لإطلاق سراح رهائن إضافيين مقابل الانسحاب من غزة، فسيضع تحالفه مع شركائه من اليمين المتطرف في اختبار صعب".

واستطرد: "تشمل التحديات أيضا الضغط العام المتزايد لإعادة الرهائن جميعا، وإحجام بعض جنود الاحتياط في الجيش عن العودة لاستئناف القتال".

وكذلك "إصرار الأحزاب المتشددة على سن قانون لإعفاء الرجال الحريديم من التجنيد في الجيش، رغم انتقادات عامة واسعة النطاق"، وفق هارئيل.

ورجح أن "يحدد موقف إدارة ترامب النتيجة، ومن خلال تلميحات قدمتها دائرة نتنياهو، قد يدعم ترامب استئناف القتال لفترة محدودة، لفرض تكلفة عسكرية إضافية على حماس ربما تجبرها على تقديم مزيد من التنازلات السياسية".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.