الدول العربية, التقارير, إسرائيل, قطاع غزة

شمال غزة يُباد.. إسرائيل تحرق كل شيء في جباليا (تقرير)

- أحمد أبو عيدة: القوات الإسرائيلية تفخخ منازل وتضع بالشوارع براميل متفجرة وتشعل النيران بالممتلكات

Mohammed Abudoun  | 17.10.2024 - محدث : 17.10.2024
شمال غزة يُباد.. إسرائيل تحرق كل شيء في جباليا (تقرير)

Gazze

غزة/ محمد أبو دون/ الأناضول

- أحمد أبو عيدة: القوات الإسرائيلية تفخخ منازل وتضع بالشوارع براميل متفجرة وتشعل النيران بالممتلكات
- أسعد ثاري: منذ أيام والنيران تأكل كل شيء في حي بئر نعجة القريب
- زياد أحمد: طواقم الدفاع المدني تمكنت من الوصول للحرائق في منطقتنا وتعاملت معها

خلال الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب منذ أكثر من عام بقطاع غزة، يمعن الجيش الإسرائيلي بحرق ونسف منازل الفلسطينيين في مخيم جباليا شمال القطاع المحاصر منذ 13 يوما، وفق شهود عيان في إفادات قدموها للأناضول.

وبحسب الشهود كثف الجنود الإسرائيليين عمليات حرق الممتلكات في أحياء الفالوجا وبئر النعجة والشهداء الستة والفاخورة غرب مخيم جباليا الذي يشهد فظائع ومجازر غير مسبوقة.

ومنذ 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية بمحافظة شمال القطاع، وأطبق حصاره على جباليا، مانعا الأهالي من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة، وأمرهم بالنزوح فقط عبر شارع صلاح الدين إلى جنوب القطاع.

وخلال عملية التطهير العرقي والإبادة شمال القطاع قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 342 فلسطينيا، ويواصل سياسة التجويع ضد الأهالي بحرمانه من الغذاء والماء والأدوية، بحسب آخر حصيلة للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا منذ بداية الإبادة الجماعية بغزة في 7 أكتوبر 2023.

حرائق في كل مكان

أحمد أبو عيدة المحاص في حي "الشهداء الستة" يقول للأناضول: "في ساعات الليل الأولى تتقدم القوات الإسرائيلية إلى المنطقة وتفخخ منازل وتضع في الشوارع براميل متفجرة وتشعل النيران ببعض الممتلكات ثم تتراجع مع ساعات الصباح الأولى".

ويضيف: "لا يمكن إحصاء ما تم حرقه من ممتلكات حتى الآن لصعوبة الحركة في الخارج، لكن يمكن القول إن معظم منازل الحي حتى المدمر منها طالته عمليات الحرق".

وأشار إلى أن "النيران تبقى مشتعلة لساعات طويلة وتنبعث منها سحب الدخان دون أن تتمكن طواقم الدفاع المدني من الوصول إليها".

تضطر عائلة الشاب أبو عيدة "لارتداء كمامات ويضع أفرادها على وجوههم قطعا قماشية مبللة بالمياه لتجنب استنشاق الهواء الملوث بدخان الحرائق التي لا تهدأ منذ اليوم الأول للاجتياح" وفق ما يقول.

ويشير إلى أن "جده في السبعين من العمر يعاني من أزمة صدرية واستنشاقه الكثير للهواء الملوث جعله في وضع صحي صعب".

وأردف مبينا أنهم حتى الآن لا يستطيعون نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج بسبب صعوبة الحركة واستهداف الاحتلال لأي جسم متحرك.

ويلفت أبو عيدة إلى أن الحرائق لا تقتصر على منطقته، بل إنهم يشاهدون من النوافذ أعمدة الدخان تتصاعد من معظم أحياء مخيم جباليا ومحافظة شمال قطاع غزة.

خسائر مادية فادحة

بدوره يقول أسعد ثاري من حي الفالوجا: "منذ أيام والنيران تأكل كل شيء في حي بئر نعجة القريب جداً من منزلي، ولا أحد يصل لتلك المنطقة".

ويلفت إلى أن الحي المذكور يحتوي على عشرات منازل المواطنين والأراضي الزراعية وبعض المخازن ومصانع الخياطة إضافة لورش إنتاج الوقود الصناعي التي بدأ الأهالي العمل بها خلال حرب الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة.

ويضيف ثاري أنه محاصر مع عائلته ذات الـ12 فردا داخل منزلهم، وبصعوبة يتمكن من الوصول للنافذة للنظر منها على ما يجري في الخارج، وفي كل مرة تلفت انتباهه أعمدة الدخان الكثيفة السوداء التي تنبعث من حي بئر النعجة.

ويقدر في شهادته أن "النيران تمكنت من الوصول لمعظم مناطق حي بئر النعجة ودمرت كل شيء، وهذا يعني خسائر بملايين الدولارات للمواطنين وأصحاب المصالح التجارية والمزارعين بتلك المنطقة".

مخيم جباليا

من جانبه يقول الشاب زياد أحمد المحاصر وسط مخيم جباليا، إن ألسنة الدخان من الناحية الغربية للمخيم لا تتوقف.

ويضيف أن تلك المنطقة "معروفة بكثافة تواجد منازل المواطنين ومصالحهم التجارية وهو ما ينذر بخسائر فادحة".

وعن الوضع وسط المخيم يذكر أحمد أن "قوات الاحتلال أحرقت خلال الأيام عددا من المنازل بعد إلقاء قنابل صوبها وقصفها بالصواريخ".

ويفيد بأن طواقم الدفاع المدني تمكنت من الوصول للحرائق في منطقته وتعاملت معها لأنها أقل خطورة من المناطق الغربية للمخيم.

وبدعم أمريكي، خلفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من 141 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، وآلاف المفقودين، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.