عام على الإبادة.. الشارع الغربي ينتفض ضد إسرائيل رغم تواطؤ الحكومات (تقرير)
- مئات الآلاف تظاهروا في دول غربية عديدة احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين
Istanbul
إسطنبول / الأناضول
- مئات الآلاف تظاهروا في دول غربية عديدة احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين- طالبوا بوقف الهجمات الإسرائيلية والسماح بتدفق المساعدات ودعوا حكوماتهم والمجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة
- بدأت مظاهرات طلابية مؤيدة لفلسطين في جامعة كولومبيا الأمريكية منتصف إبريل وامتدت لجامعات أخرى حول العالم
غير آبهة بالقيود الأمنية والسياسات الحكومية الداعمة لإسرائيل، خرجت مظاهرات حاشدة غير مسبوقة في شوارع دول غربية عديدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه إبادة جماعية متواصلة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأدى اجتياح الجيش الإسرائيلي قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وارتكابه إبادة جماعية واسعة بحق الفلسطينيين إلى خروج مظاهرات حاشدة رغم القيود التي تفرضها حكومات الغرب.
وتجاوز عدد القتلى في الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، 41 ألفًا، كما تجاوز عدد الجرحى 96 ألفًا.
ونظم مئات الآلاف من الأشخاص في العديد من الدول الغربية، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وألمانيا، وبلجيكا، والنمسا وإيطاليا، احتجاجات لعدة أشهر ضد الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين دون تمييز.
ودعا المتظاهرون إلى وقف الهجمات الإسرائيلية، وعدم استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المنطقة، كما دعوا حكوماتهم والمجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الصدد.
وامتدت التظاهرات التي شهدتها عواصم دول غربية إلى مدن كبرى أخرى رغم كل الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومات.
- حراك شعبي عالمي
ومع تصعيد الجيش الإسرائيلي للعنف وقصفه الشديد على غزة، بدأت التظاهرات تتخذ هوية تحرك عالمي.
وكثف المتظاهرون، الذين واصلوا مبادراتهم المدنية من أجل الضغط لوقف هجمات تل أبيب وإنهاء بيع الأسلحة والذخائر لإسرائيل وتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، من دعواتهم لمقاطعة عالمية ضد إسرائيل والشركات الإسرائيلية ومنتجاتها.
وفي التظاهرات التي عمت أنحاء العالم، نقل المتظاهرون احتجاجاتهم إلى المباني العامة ومباني المنظمات الدولية، فيما رافقهم طلاب الجامعات بمظاهرات واعتصامات في حرم الجامعات الغربية.
ومع تزايد ردود الفعل على الهجمات الإسرائيلية، التي ظلت حكومات غربية صامتة تجاهها، وقعت حوادث عنف بين الحين والآخر نتيجة المواجهات بين المتظاهرين والشرطة.
وأثار الدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل ردود فعل كبيرة على صعيد الرأي العام الدولي، حيث خرج أمريكيون إلى الشوارع في جميع المدن تقريبًا، وخاصة نيويورك وواشنطن.
ونظم المتظاهرون احتجاجات واسعة النطاق على دعم الرئيس جو بايدن وإدارته لإسرائيل، وذلك حول البيت الأبيض ومبنى الكونغرس، وكذلك في الساحات الرئيسية في البلاد.
- مظاهرات في كندا
وكانت كندا أيضا من بين الدول التي برزت فيها المظاهرات الداعمة لغزة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية.
ففي 15 فبراير/شباط الماضي احتج متظاهرون خلال خطاب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في البرلمان، ورددوا هتافات من قبيل "فلسطين حرة"، و "أوقفوا تسليح إسرائيل" قاطعين خطاب ترودو، كما رفعوا لافتات كتب عليها "حظر السلاح على إسرائيل".
وأسفرت جهود المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، الذين مارسوا الضغط على الحكومات في كل مكان تقريبًا في العالم، عن نتائج في بعض البلدان مثل كندا.
في أعقاب المظاهرات وردود الفعل التي لا يمكن وقفها في البلاد، صرحت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي بأنهم علقوا 30 تصريحًا لبيع أسلحة لإسرائيل، وألغوا عقداً مع شركة أمريكية لبيع ذخيرة كندية الصنع إلى إسرائيل.
- غضب في شوارع أوروبا
وكان موقف الحكومات في أوروبا المتمثل في تجاهل الهجمات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي على المدنيين في غزة، أو المؤيدة لإسرائيل، سبباً في خروج مئات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في مختلف أنحاء القارة العجوز.
الأوروبيون، خلافًا لحكوماتهم، رفعوا دعوات للسلام ووقف إطلاق النار وحماية أرواح المدنيين وذلك عبر تنظيم مظاهرات حاشدة.
ففي العاصمة النمساوية فيينا تجمع آلاف في ذكرى " النكبة" احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية على غزة، ملوحين بالأعلام الفلسطينية، وحملوا لافتات كتب عليها "لا للإبادة الجماعية" و"إسرائيل إرهابية" و"غزة حرة".
و في 5 أبريل الماضي شهدت العاصمة البريطانية لندن، احتجاج آلاف الأشخاص على الهجمات الإسرائيلية على غزة ودعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وفي إطار فعاليات "يوم القدس العالمي"، تجمع المتظاهرون أمام وزارة الداخلية البريطانية وساروا إلى مبنى البرلمان حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات مناهضة لإسرائيل .
وعلى طول الطريق، رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "قاطعوا إسرائيل"، و"هناك إبادة جماعية في غزة"، و"إسرائيل دولة إرهابية"، ورددوا هتافات مثل "الحرية لفلسطين" و"إنهاء الاحتلال الإسرائيلي".
- اعتصامات الطلاب بالجامعات
مع استمرار تزايد الهجمات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وخاصة غزة، برزت الجامعات كنقاط محورية للمظاهرات المناهضة لإسرائيل.
ونتيجة للمظاهرات المؤيدة لفلسطين التي بدأت في جامعة كولومبيا الأمريكية في منتصف إبريل الماضي، تجمع طلاب بأنحاء العالم في جامعاتهم للاحتجاج على الهجمات الإسرائيلية على غزة.
ودعا الطلاب المتظاهرون إدارات الجامعات لإدانة أعمال العنف الإسرائيلية والدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وبينما طالب المحتجون بعدم حصول الشركات الإسرائيلية على خدمات من الجامعات، وقطع العلاقات معها، حاولت إدارات الجامعات قمع المظاهرات الطلابية بإجراءات أمنية.
وعلى الرغم من اعتقال مئات الطلاب نتيجة تدخل الشرطة في العديد من الجامعات، إلا أن المظاهرات توسعت وامتدت إلى جامعات أخرى، مما أدى إلى حصول الهجمات الإسرائيلية على تغطية إعلامية عالمية.
وبعد فترة، اتخذت إدارات بعض الجامعات الغربية، خطوات بناءة لتلبية مطالب الطلاب، وأعلنت إلغاء تعاونها مع شركات ومؤسسات مرتبطة بإسرائيل، وأن الطلاب سيكونون هم المحددين لتعاونات جديدة .
ومع انتشار الاحتجاجات الطلابية في مختلف أنحاء العالم، اندلعت حوادث نتيجة محاولات بعض إدارات الجامعات حل الأحداث بالإجراءات الأمنية، وتوقيف عدد كبير من المحتجين من قبل الشرطة وإطلاق الغاز المسيل للدموع في حرم بعض الجامعات.
وبدعم أمريكي مطلق تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 138 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.