الدول العربية, إسرائيل, قطاع غزة

غالانت يهدد حماس بمواجهة "عواقب" إذا لم تقبل بصفقة بايدن

ادعى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في كلمة مصورة من واشنطن أن حكومته "قبلت" بهذه الصفقة و"تقف خلفها بثبات"...

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 26.06.2024 - محدث : 26.06.2024
غالانت يهدد حماس بمواجهة "عواقب" إذا لم تقبل بصفقة بايدن

Quds

القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول

هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء، حركة "حماس" بمواجهة عواقب حال لم تقبل بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، مدعيا أن حكومته "قبلت" بهذه الصفقة و"تقف خلفها بثبات".

ومن واشنطن حيث يزورها من الأحد الماضي، قال غالانت، في كلمة مصورة: "نقف بثبات خلف صفقة الرئيس بادين التي قبلتها إسرائيل، والآن يتعين على حماس أن تقبلها أو تتحمل العواقب".

وسبق أن وافقت الفصائل الفلسطينية في 6 مايو/ أيار الماضي على مقترح اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى طرحته مصر وقطر، لكن إسرائيل رفضته بزعم أنه "لا يلبي شروطها".

قبل أن يتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن، في 31 مايو، عن تقديم إسرائيل مقترحا جديدا لاتفاق من 3 مراحل يشمل "تبادلا للأسرى" بأول مرحلتين، و"إدامة وقف إطلاق النار" بالمرحلة الثانية، و"إعادة إعمار غزة" بالمرحلة الثالثة.

وعلى عكس ما جاء في خطاب بايدن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "لم أوافق على إنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المقترح"، وإنما فقط "مناقشة" تلك الخطوة وفق شروط تل أبيب، مؤكدا أنه "يُصر على عدم إنهاء الحرب على غزة إلا بعد تحقيق جميع أهدافها".

فيما قالت حماس إن المقترح ليس "جديدا" كما روج بايدن، وإنما "اعتراضا" إسرائيليا على مقترح الوسيطين المصري والقطري.

ومع ذلك أكدت الحركة الفلسطينية أنها "منفتحة على التعاطي بإيجابية" مع أي مبادرة تلبي مطالب المقاومة، بما يشمل وقف دائم للحرب على غزة، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، وتوفير الإغاثة لأهالي القطاع، وإعمار القطاع بعد انتهاء الحرب، وتبادل الأسرى.

غالانت أكد في كلمته المصورة، كذلك، "إلتزام" حكومته بإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة "بدون استثناء"، على الرغم من أنها لم تتمكن سوى من إعادة 4 أسرى أحياء منذ بداية الحرب، التي دخلت شهرها التاسع، فيما قالت حركة "حماس" إن الجيش الإسرائيلي قتل العشرات من هؤلاء الأسرى في قصف على القطاع.

كما ادعى "إلتزام" حكومته و"إلتزامه شخصيا" بـ"تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى غزة".

وتتناقض هذه التصريحات مع الواقع على الأرض في غزة؛ حيث يعاني الفلسطينيون في غزة، وخاصة في مناطق الشمال، من شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء، وصل إلى حد تسجيل وفيات جراء الجوع؛ وذلك بسبب الحرب وقيود إسرائيلية تنتهك القوانين الدولية.

وفي 12 يونيو/ حزيران الجاري، توقع مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن يواجه نصف سكان غزة الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو/ تموز المقبل، ما لم يتم السماح بحرية وصول المساعدات.

في كلمته المصورة، حاول غالانت أيضًا التخفيف من حدة الخلافات الحالية بين بلاده والولايات المتحدة؛ جراء "التأخير" الحاصل في إرسال بعض الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل.

وقال إن "الرابطة القوية والدائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل هي المفتاح لاستراتيجية أمتنا وأمننا".

ولفت إلى أن الولايات المتحدة "وقفت إلى جانب إسرائيل" منذ بدء الحرب على غزة.

وأشار إلى أن ذلك شمل "العمل معًا في مواجهة الهجوم الإيراني منتصف أبريل/نيسان الماضي".

وأضاف: "نحن نقدر الدعم العلني والسري الذي تلقيناه من الولايات المتحدة".

وتابع: "أنا أقف هنا في واشنطن بصفتي وزير دفاع إسرائيل لأقول ما يلي: قد تنشأ خلافات في كل عائلة، ونحن نعتبر الشعب الأمريكي عائلتنا. ومع ذلك، مثل جميع العائلات، فإننا نناقش خلافاتنا داخل المنزل ونبقى متحدين، ونتطلع إلى المستقبل ".​​​​​​​

وعلقت الولايات المتحدة في مايو/ أيار الماضي شحنة قنابل ثقيلة لإسرائيل زنة 2000 رطل و500 رطل، مدعية آنذاك أن ذلك جاء بدافع القلق بشأن التأثير الذي يمكن أن تحدثه في مناطق مكتظة بالسكان.

لكن واشنطن تقدم بالفعل لتل أبيب، منذ بداية حربها المدمرة على غزة، دعما لا محدودا على مختلف المستويات العسكرية والمخابراتية والدبلوماسية، كما من المقرر أن تزودها بأسلحة تُقدر بمليارات الدولارات خلال الأشهر المقبلة.

ففي أوائل يونيو/ حزيران الجاري، وقّعت تل أبيب صفقة لشراء 25 مقاتلة أمريكية من طراز "إف 35" بقيمة 3 مليارات دولار، فيما وقّع الرئيس الأمريكي جو بايدن في أبريل/ نيسان الماضي حزمة مساعدات لإسرائيل تبلغ 26.4 مليارات دولار، من بينها 14 مليار دولار مساعدات عسكرية.

والأحد الماضي، اشتكى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا من تأخر شحنات أسلحة أمريكية لبلاده بعدما حاول حل الأزمة داخل الغرف المغلقة دون جدوى، كما قال خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته.

وتعليقا على ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، في مؤتمر صحفي الخميس، إن "مزاعم نتنياهو مخيبة للآمال بشدة ومزعجة لنا بالتأكيد، بالنظر إلى حجم الدعم الذي قدمناه وسنواصل تقديمه لإسرائيل".

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 124ألف قتيل وجريح فلسطيني، إضافة إلى آلاف المفقودين.

وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.