دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

غزة.. إسرائيل تقتل رضيعين وأمهما وتُبقي للأب حسرته

*ولد الطفلان آيسل وآسر في 10 أغسطس الجاري لكن القصف الإسرائيلي أدى لمقتلهم بعد أيام فقط *والد التوأمين للأناضول: ذهبت لاستخراج شهادتي ميلاد لطفلي التوأمين وتركتهما في المنزل رفقة والدتهما

Mohamed Majed  | 15.08.2024 - محدث : 15.08.2024
غزة.. إسرائيل تقتل رضيعين وأمهما وتُبقي للأب حسرته

Gazze

غزة/ محمد ماجد/ الأناضول

*ولد الطفلان آيسل وآسر في 10 أغسطس الجاري لكن القصف الإسرائيلي أدى لمقتلهم بعد أيام فقط
*والد التوأمين للأناضول:
ذهبت لاستخراج شهادتي ميلاد لطفلي التوأمين وتركتهما في المنزل رفقة والدتهما
- تفاجأت باتصال يخبرني بقصف المنزل ومقتل أطفالي وزوجتي
- لماذا قتلوهم وليس لهم أي نشاط عسكري؟
ـ 115 رضيعا قتلتهم إسرائيل منذ أكتوبر الماضي 

بين كومة من ملابس طفليه التوأمين الجديدة التي اشتراها مؤخرا برفقة زوجته، يجلس الفلسطيني محمد أبو القمصان، حزينا وعيناه تملؤهما الدموع ومشاعر الحسرة والألم.

وكان الأب يحلم أن يرتدي طفلاه تلك الملابس ليظهرا بأحسن مظهر، لكن قصفًا إسرائيليًا استهدف المنزل الذي نزحوا إليه في مدينة دير البلح وسط القطاع وحرمه من هذا الحلم، فقد قُتلا مع والدتهما، بينما كان يسعى لاستخراج شهادتي ميلادهما بعد ثلاثة أيام فقط من ولادتهما.

وولد الطفلان آيسل (أنثى) وآسر (ذكر)، في 10 أغسطس/ آب الجاري، لكن القصف المدفعي الإسرائيلي استهدف المنزل الذي كانوا فيه مع والدتهم الثلاثاء الماضي ما أدى لمقتلهم.

وكأي أب، كان الفلسطيني أبو القمصان، النازح من شمال قطاع غزة، يحلم بأن يرى أطفاله يكبرون أمام عينيه، ويلاعبهم، ويسافروا معًا كما كان يخطط مع زوجته الطبيبة، لكن ضربة إسرائيلية قضت على تلك الأحلام، وسلبته أطفاله وزوجته في لحظة واحدة.

** فرحة لم تكتمل

وعلى مدار الأيام الماضية، كان الأب يسعى جاهداً للحصول على ملابس جديدة وحفاضات لطفليه في ظل الشح الكبير في قطاع غزة، جراء الحرب وإغلاق إسرائيل المعابر.

وكان أبو القمصان برفقة زوجته الطبيبة "جمانة" يبحثان في كل مكان لتأمين تلك الملابس لأطفالهما، لكنهما لم يتمكنا من رؤيتهما يرتديانها جراء القصف الإسرائيلي الذي أودى بحياتهما بعد أيام من ولادتهما.

وبعد ولادتهما، بقي الأب مع الأطفال على مدار الساعة لشدة حبه لهما وتعلقه بالأطفال، كما كان يقدم الرعاية لوالدتهما بعد أن خضعت لعملية قيصرية لإنجابهما.

وصباح الثلاثاء، خرج الأب لتسجيل طفليه لدى الجهات الحكومية في قطاع غزة، لإصدار شهادتي ميلاد لهما بناءً على اختيار والدتهما لأسمائهما.

وبعد أن أسماهما في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، عاد الأب فرحاً وعيناه تملؤهما الأمل والسرور بتسجيل طفليه واستخراج شهادات الميلاد.

لكن لحظات الفرح لم تستمر طويلاً، فبينما كان في الطريق، تلقى اتصالاً يبلغه بأن منزله قد تعرض للقصف، ويطلب منه التوجه إلى المستشفى.

في تلك اللحظة، لم يكن الأب على وعي تام بمصير طفليه وزوجته، وعندما وصل إلى المستشفى، تلقى الخبر المفجع بأنهم "استشهدوا جميعا".

** خاطب زوجته رغم وفاتها

ويقول أبو القمصان، للأناضول: "ذهبت لاستخراج شهادتي ميلاد لطفلي التوأمين، وتركتهما في المنزل رفقة والدتهما، لكنني تفاجأت باتصال يخبرني بقصف المنزل، وأن أسرتي في مستشفى شهداء الأقصى".

وأضاف: "كنت بعيداً عن المستشفى قليلاً، فعدت إليهم مسرعاً وأنا أحمل شهادتي الميلاد لطفلي، لكن عندما وصلت، وجدتهما استشهدا برفقة زوجتي".

وتابع: "كنت أريد أن أدخل على زوجتي في ثلاجات الموتى لأريها شهادتي الميلاد والاسمين اللذين اختارتهما لطفليها، لكي أفرحها".

كان أبو القمصان يعتقد أن زوجته ستسمعه عندما يدخل إليها، رغم أنها كانت جثة هامدة بعد أن قتلت في القصف، لكن حالته المليئة بالحزن والألم والانفعال الشديد لم تسمح بدخوله في ذلك الوقت الصعب.

وأشار إلى أن "الاحتلال قصف منزلاً مدنياً آمناً، لا يوجد فيه أي نشاط عسكري".

وتساءل الأب: "لماذا قتلوا طفلي وزوجتي؟ ليس لهم أي علاقة بأي عمل عسكري".

وصباح الثلاثاء؛ قتلت جمانة فريد عرفة، وطفلاها التوأم حديثا الولادة آيسل وآسر أبو القمصان؛ ووالدتها ريم البطراوي، في قصف مدفعي إسرائيلي لشقة سكنية في أبراج القسطل شرق مدينة دير البلح، دون سابق إنذار.

والثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفاع عدد الرضع الذين وُلدوا وقُتلوا في حرب إسرائيل المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 115 طفلًا، بعد مقتل التوأمين الرضيعين إيسل وأيسر أبو القمصان.

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.