تركيا, إسرائيل, قطاع غزة

فيدان: يجب الضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار بغزة

في مؤتمر صحفي لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان بإسطنبول

Muhammet Tarhan, Faruk Hanedar, Baybars Can  | 14.07.2024 - محدث : 15.07.2024
فيدان: يجب الضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار بغزة

Istanbul

إسطنبول/ الأناضول

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، على ضرورة ممارسة الضغط على إسرائيل من أجل أن تقبل بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، بعد لقاء ثنائي جمعهما في قصر دولمة بهتشة، بإسطنبول.

وقال فيدان: "مع الأسف الجانب الإسرائيلي يفسر قبول حماس الشروط (وقف إطلاق النار) على أنه ضعف واستسلام".

وحذر من أنّ التفسير الإسرائيلي يعدّ "خطيرا جدا".

ووصف فيدان، ذلك بأنه "حسابات استراتيجية في غاية الخطورة".

وبيّن أنّ التحرك بناء على الموقف الإسرائيلي سيتسبب في "إراقة المزيد من الدماء والدموع وحدوث مأساة أكبر وسيدفع المنطقة بأكملها في نار أكبر".

وفي رده على سؤال حول وقف إطلاق النار في غزة، أشار فيدان، إلى أنهم يبقون قضية غزة على رأس جدول أعمالهم.

ولفت إلى أهمية وقف المأساة الإنسانية في القطاع في أسرع وقت ممكن.

وذكر فيدان، أنهم بحثوا مسألة وقف إطلاق النار في غزة مع نظيره السعودي.

وقال "في الأسبوع الماضي على وجه التحديد، أظهر موقف حماس إلى جانب السلام، والدور الإسرائيلي المعطل لهذا الموقف مرة أخرى أنّ، حكومة (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو، ليس لديها أي نية لوقف إطلاق النار أو السلام".

وأكد فيدان، على أنّ تركيا تبذل كل جهد لدعم السلام من خلال الإرادة التي أظهرها الرئيس رجب طيب أردوغان.

وشدد على أن دعم تركيا للأطراف والدول التي تلعب دور الوساطة في المفاوضات واضح.

وأضاف أن المخابرات التركية ووزارة الخارجية يعملان باستمرار، ويقدمان كافة أنواع الدعم لجهود الوساطة.

وأوضح الوزير التركي أن عدم قبول إسرائيل واختلاقها لأعذار جديدة مقابل رد حماس الإيجابي على الشروط الأخيرة لوقف إطلاق النار يضعان الأطراف المتفاوضة في موقف صعب ويخلقان طريقا مسدودا جديد.

ودعا فيدان إسرائيل لقبول اتفاق وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن ووقف إراقة الدماء.

وقال: "ثمة حقيقة يراها كل من يتمتع بالعقل والإنصاف؛ إذا سلكت هذا الطريق، فسيكون هناك المزيد من الوفيات والمزيد من المجازر والمزيد من عدم الاستقرار. نحن لا نريد أن نرى هذا".

واعتبر فيدان، إسكات الأسلحة ووقف إراقة الدماء أولوية لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون انقطاع إلى غزة، والسبيل للإفراج عن الأسرى المحتجزين.

وأضاف: "كلما توفرت أجواء إيجابية وبناءة ارتكبت إسرائيل ونتنياهو مجازر جديدة. وهذا في الواقع يجعلنا نعتقد أنه ليس لديهم أي نية لصنع السلام وأنهم يدخلون في المفاوضات من أجل الدعاية الإعلامية.

وأردف "بعد الهجوم على المدنيين في خان يونس أمس (السبت)، نفهم أن نية إسرائيل ليست وقف هذا الصراع، بل مواصلة سياستها لتدمير الشعب الفلسطيني".

وشدد الوزير التركي على أن المسؤولين الإسرائيليين سيخضعون للمحاسبة في نهاية المطاف أمام المحاكم الدولية.

ودعا فيدان، القوات الإسرائيلية لمغادر غزة بشكل كامل من أجل أن تبدأ عملية إعادة الإعمار.

وفيما يتعلق بتوقيع الوزيرين الأحد على بروتوكول مجلس التنسيق التركي السعودي، قال فيدان: "وقعنا قبل قليل على البروتوكول الذي ينظم عمل الآلية. كما اتفقنا على عقد الاجتماع الثاني للمجلس في الرياض هذا العام".

وأوضح: "يتكون مجلس التنسيق لدينا من 5 لجان فرعية ستقوم بالتعاون في العديد من المجالات المختلفة من الدبلوماسية إلى الثقافة، ومن التجارة إلى الصحة، ومن التعاون العسكري إلى الطاقة".

وأضاف: "نهدف إلى تعزيز علاقاتنا الثنائية في كل المجالات من خلال عمل هذه اللجان، التي تضم مؤسسات مختلفة من البلدين".

وأشار فيدان، إلى أن حجم التجارة بين البلدين بلغ 6.8 مليارات دولار العام الماضي.

ولفت إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان حدد في لقائه الوزير السعودي، هدف الوصول إلى 10 مليارات دولار في حجم التجارة في المرحلة الأولى ثم إلى 30 مليار دولار.

وبيّن فيدان، أن اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي، والتي تم طرحها على جدول الأعمال، ستسهم في تحقيق الأهداف وأنهم يعملون على التوقيع عليها في أقرب وقت ممكن.

وأردف أن "السعودية من بين الدول التي ينفذ فيها المقاولون الأتراك العدد الأكبر من المشاريع".

وفي هذا الصدد، قال فيدان: "المقاولون (الأتراك) مستعدون للمساهمة في أعمال البنية التحتية ضمن إطار رؤية السعودية 2030 ومعرض إكسبو 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2034".

وشدد على أهمية زيارة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، إلى تركيا، الأسبوع الماضي، واعتبرها خطوة مهمة على صعيد التعاون في مجال الصناعات العسكرية والدفاعية.

وفي رده على سؤال حول تصريحات الرئيس التركي، بإمكانية دعوة رئيس النظام السوري بشار الأسد، لزيارة تركيا، أكد فيدان، أن الرئيس أردوغان ينفذ دبلوماسية علنية وغير علنية منذ فترة طويلة.

وتطرق فيدان إلى دور تركيا الوسيط في مناطق مختلفة من العالم، قائلا: "هذا في الواقع أكبر دليل على أن تركيا تسعى إلى تحقيق السلام والهدوء والاستقرار في المنطقة".

وأشار إلى أن الرئيس أردوغان يبقي دائما أبواب الحوار مفتوحة، بشكل مباشر أو غير مباشر، حتى في أصعب الأوضاع.

وقال إن "قناة الحوار مع سوريا، التي بدأت بمختلف الأشكال منذ عام 2017، يجب أن تحقق نتائج".

ولفت الوزير فيدان، إلى وجود محادثات أجرتها تركيا مع سوريا على مختلف المستويات عبر وساطة من روسيا وإيران منذ عام 2017.

وأردف: "وصلت المنطقة الآن إلى مناخ يسعى إلى السلام والاستقرار. إن روح العصر تدفعنا إلى السعي لتحقيق السلام والاستقرار".

وتابع: "لذلك رئيسنا هنا يستخدم رؤيته القيادية، ووجه دعوة للسلام على أعلى مستوى، وهذه دعوة قيمة للغاية. وآمل أن يعُوا قيمتها. وهذه ليست محطة لأي عجز أو ضعف".

ولفت فيدان، إلى أن الرئيس أردوغان، وجه هذه الدعوة باعتبارها انعكاسًا لرؤيته للسلام، قائلا: "هذه الدعوة مهمة. ونوصي بأخذ هذه الدعوة بعين الاعتبار".

وذكر أن هناك وضعًا معقدًا للغاية في سوريا في الوقت الراهن، وأن هناك حاجة لبدء الحديث عنه ومناقشة المشكلات بجدية.

وشدد على أن تركيا تولي أهمية لاستقلال سوريا السياسي وسلامة أراضيها.

من جهة أخرى، أشار الوزير فيدان، إلى أهمية تطوير آلية الحوار الوطني في إطار المبادئ التي حددها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 والتوصل إلى حل يدعمه المجتمع الدولي.

وفي رده على الادعاءات التي تزعم تغيير تركيا وجهة نظرها تجاه المعارضة السورية، قال فيدان "نحن لا نغير موقفنا تجاه المعارضة. القرار الحر والاختيار الحر للمعارضة السورية هو الأساس في علاقاتها مع النظام".

وذكر أن تركيا تقاتل جنباً إلى جنب مع المعارضة السورية ضد التنظيمات الإرهابية منذ سنوات.

وقال "كدولة مخلصة وعظيمة، لا يمكن أن ننسى هذه التضحية".

وأضاف أن المعارضة السورية تمنع المزيد من اللاجئين من القدوم إلى تركيا، وتمنع التهريب والجريمة المنظمة في المناطق التي تسيطر عليها.

ونفى فيدان، صحة أي ادعاءات تتعلق بترحيل السوريين في تركيا قسرا، قائلاً: "لن نجبر أي شخص على المغادرة من هنا إلا إذا تطوع. والادعاءات المستفزة المقدمة بشأن هذا الموضوع ليس لها أي صحة".

وذكر فيدان، أنهم يتوقعون أن تلعب روسيا وإيران دورا بناء في التطبيع مع سوريا.

وقال إنه ناقش هذه القضية مع نظيره السعودي وأن الرياض ستلعب أيضا دورا بناء.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.