الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

لم تكتف بالإبادة.. إسرائيل تلاحق الإغاثة الأممية في غزة (تقرير)

**كبير مديري التواصل في الأونروا جوناثان فاولر: - اتهام الأونروا بأنها تعمل ضد إسرائيل لا أساس له من الصحة وتصور خاطئ تماما

Muhammet İkbal Arslan, Sami Sohta  | 18.11.2024 - محدث : 18.11.2024
لم تكتف بالإبادة.. إسرائيل تلاحق الإغاثة الأممية في غزة (تقرير)

Geneve

جنيف/ الأناضول

**كبير مديري التواصل في الأونروا جوناثان فاولر:
- اتهام الأونروا بأنها تعمل ضد إسرائيل لا أساس له من الصحة وتصور خاطئ تماما
- إذا كانت الأونروا لا تزال قائمة منذ 75 عاما فإن سبب ذلك يرجع إلى عدم حل المشكلة بطريقة حرة وعادلة
- إسرائيل هي المسؤولة عن الأنشطة الإغاثية والتنمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد حظر الأونروا

**المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ينس لاركه:
- قتل ما لا يقل عن 239 موظفا في الأونروا جراء الهجمات الإسرائيلية، وبعضهم تعرض للاعتقال أو التعذيب
- الهجمات المستمرة ضده موظفي الأمم المتحدة وصمة عار، وعلى المجتمع الدولي إنهاء العنف وضمان المساءلة
- العداء واستهداف عمال الإغاثة لفظيا في وسائل الإعلام غير مقبول ويعزز بيئة من الكراهية

لم تكتفِ إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية المستمرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بل عملت كذلك على استهداف المنظمات والمؤسسات الأممية ومسؤوليها وعلى رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وتحاول إسرائيل جاهدة تعطيل المنظمات الأممية والنيل من مسؤوليها، حيث شن سياسيون إسرائيليون هجمات لفظية على موظفي الأمم المتحدة العاملين في المنطقة، فضلا عن الاعتداءات التي أدت لمقتل العديد من الموظفين الأمميين.

ونتيجة لهذا الاستهداف، فقد المئات من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) أرواحهم في الهجمات الإسرائيلية على غزة، كما قصفت إسرائيل مباني الوكالة ومراكز التعليم والمخيمات التابعة لها بالقطاع.

كما منعت السلطات الإسرائيلية العديد من بعثات الأونروا في المنطقة، زاعمة أن الأونروا "باتت امتدادا لحماس" و"منظمة تعمل ضد إسرائيل".

وذهب التطرف بالمسؤولين الإسرائيليين إلى درجة اتهام الأمم المتحدة بـ"معاداة السامية"، حينما استهدفوا شخص الأمين العام أنطونيو غوتيريش قائلين إن المنظمة الأممية "تحولت إلى هيكل معاد لإسرائيل ومعاد للسامية" تحت قيادته، على حد زعمهم.

واعتبرت الحكومة الإسرائيلية دعوات غوتيريش لوقف إطلاق النار في غزة "دعما لحماس"، إلى أن انتهى بها الأمر لإعلان غوتيريش مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي "شخصا غير مرغوب به" ومنعته من دخول إسرائيل.

- استهداف لمقرريين أممين

مقررو الأمم المتحدة لم يسلموا من الاستهداف الإسرائيلي، إذ أعلنت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز أنها تلقت تهديدات بعدما نشرت تقريرا حمل اسم "تشريح الإبادة الجماعية" ذكرت فيه أن ثمة أسبابا مبررة للاعتقاد بأن إسرائيل تجاوزت عتبة ارتكاب "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في غزة.

ومنعت حكومة تل أبيب، ألبانيز من دخول إسرائيل، وألغت تأشيرة دخول منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في فلسطين لين هاستينغز، فيما صدق الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) على مشروع قانون يدعو إلى إنهاء أنشطة الأونروا.

- تهم باطلة

وفي حديث للأناضول، قال كبير مديري التواصل في الأونروا جوناثان فاولر إن موظفي المنظمات الأممية يتعرضون لاستهداف إسرائيلي لفظيا وجسديا وبشكل متكرر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وشدد فاولر على أن الاعتداءات الإسرائيلية على موظفي الأمم المتحدة يحد من قدراتهم على القيام بأنشطتهم، فضلا عن انعكاس الاعتداءات على الحالة النفسية للموظفين.

ولفت فاولر إلى أن الأونروا كانت لديها كادر موظفين يتألف من 13 ألف عامل في غزة قبل بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، غالبيتهم كانوا ينشطون في سلك التعليم.

ومع بداية حرب الإبادة اضطرت الأونروا بحسب فاولر إلى وقف الأنشطة التعليمية في غزة، وتحويل مدارسها إلى ملاجئ للنازحين بفعل الهجمات الإسرائيلية.

وأضاف: "لقد تأثر أو تضرر ما يقرب من 200 من مبانينا بسبب الحرب، وقُتل أكثر من 560 شخصا لجأوا إلى مبانينا، وانخفض عدد عاملينا في غزة من 13 ألفا إلى 5 آلاف".

وأكد المسؤول الأممي مقتل أكثر من 230 فردا من عاملي الأونروا في غزة منذ بداية حرب الإبادة.

وقال: "قتل الكثير منهم مع عائلاتهم في أثناء أداء واجبهم. هذه مأساة، وأريد أن أؤكد أن هذا العدد من القتلى بين الموظفين (في غزة) هو أكبر عدد من القتلى في تاريخ الأمم المتحدة. إنه أمر غير مسبوق على الإطلاق".

وأكد فاولر أن مقتل زملائه انعكس على عمليات الإغاثة الميدانية، وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية منعت موظفي الأونروا، الذين خاطروا بحياتهم، من إحضار وتوزيع المساعدات في قطاع غزة والانتقال إلى المنطقة.

وعن الاتهامات الإسرائيلية الموجهة للأونروا قال فاولر: "هذا الانتقاد الموجه إلينا لا أساس له على الإطلاق. إنه خاطئ تماما ولا أساس له من الصحة".

ولفت إلى أن الأمم المتحدة منحت الأونروا سلطة إغاثة الفلسطينيين في العام 1949، مشددا على أنه "إذا كانت الأونروا ما تزال قائمة على عملها منذ 75 عاما فإن سبب ذلك يرجع إلى عدم حل المشكلة بطريقة حرة وعادلة ودائمة".

وأكد على أن "الاعتقاد بأننا نعمل ضد مصالح إسرائيل هو تصور خاطئ تماما".

وقال إن الأونروا لا تعمل لصالح أو ضد أي دولة، فهي موجودة كمنظمة مساعدات إنسانية وتنمية.

وأكد أن إسرائيل باعتبارها قوة احتلال هي المسؤولة عن الأنشطة الإغاثية والتنمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد منع الأونروا من القيام بهذه الأنشطة.

وتحدث فاولر عن مصادقة الكنيست الإسرائيلي أواخر أكتوبر الماضي، بشكل نهائي على حظر أنشطة الأونروا، في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال: "بطبيعة الحال، نحن قلقون للغاية من أن يؤدي ذلك إلى نهاية عملية المساعدات الدولية في قطاع غزة. فنحن العمود الفقري لعمليات المساعدات هذه".

وأضاف: "لا يمكن لأي وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة أن تعمل بدون الأونروا. لا يوجد بديل للأونروا".

وشدد على ضرورة عدم السماح بتقليص أنشطة الأونروا، وتراجع إسرائيل عن حظر الوكالة، وإنهاء الحرب في غزة.

- وصمة عار

بدروه، ذكر المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ينس لاركه، أن عمال الإغاثة الإنسانية وخاصة موظفي الأونروا تعرضوا لهجمات وحشية في غزة على نطاق لم يسبق له مثيل في أي مكان آخر.

وفي إشارة إلى مقتل ما لا يقل عن 239 موظفا في الأونروا جراء الهجمات الإسرائيلية، قال لاركه إن بعضهم تعرض للاعتقال أو التعذيب.

وشدد لاركه على أن أكثر من ثلثي منشآت الأونروا تعرضت لأضرار أو دمرت، فيما استخدمت بعض المرافق لأغراض عسكرية (من قبل الجيش الإسرائيلي).

وشدد لاركه على أن مثل هذه الأعمال تشكل انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي، الذي يؤكد على ضرورة حماية جميع الأطراف العاملين في المجال الإنساني سواء كانت حكومية أو غير حكومية.

وأوضح أن عمال الإغاثة من الأمم المتحدة والأونروا والمنظمات غير الحكومية في غزة متواجدون بالمنطقة للتخفيف من معاناة المدنيين، والعمل وفقا لمبادئ الحياد والاستقلالية.

وأضاف: "الهجمات المستمرة ضدهم تعد وصمة عار، ويجب على المجتمع الدولي معالجة هذا الأمر على الفور، والعمل على إنهاء هذا العنف وضمان المساءلة".

ولفت لاركه إلى الاستهداف اللفظي ضد عمال الإغاثة في وسائل الإعلام والمنصات عبر الإنترنت، وأشار إلى أن مثل هذا العداء غير مقبول ويعزز بيئة من الكراهية.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 147 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın