"ما أشبه الحال بغزة".. كاميرات إسرائيلية ترصد قرى مدمرة جنوبي لبنان
دمار هائل وقرى مدمّرة في جنوب لبنان وثقته كاميرات لإعلاميين جلبهم الجيش الإسرائيلي لتسويق دعايته الحربية
Quds
القدس/ سعيد عموري/ الأناضول
دمار هائل في بلدات بجنوب لبنان وثقته كاميرات لإعلاميين إسرائيليين، خلال الأيام الأخيرة، ما جعل المشهد أشبه بقطاع غزة، الذي تواصل إسرائيل شن حرب إبادة عليه منذ أكثر من عام.
وبنبرة تظهر مشاهد الدمار الذي ارتكبه الجيش الإسرائيلي خلال غزوه لجنوب لبنان على أنها "انتصار"، واصل صحفيون إسرائيليون، جلبهم الجيش لتسويق دعايته الحربية، بث مقاطع مصورة لحجم الخراب الهائل الذي لحق ببلدات حدودية بهذا البلد العربي.
شمل ذلك بلدات عدة بينها عيتا الشعب، وبليدا، وعيترون، والعديسة، وكفركلا، والتي لم تعد سوى أنقاضا، وفق هذه المقاطع المصورة، التي تم تصويرها خلال الأيام الأخيرة، في مشهد يعكس "استهدافا ممنهجا" للمدنيين ومنازلهم.
ورافق هؤلاء الصحفيون قوات الجيش أثناء تدميرها عددا من القرى والبلدات في جنوب لبنان، خلال الأيام الماضية، ووثقوا بعدساتهم ما قامت به.
وكانت العديد من هذه البلدات تعرضت لقصف جوي إسرائيلي غير مسبوق أدى إلى دمار هائل في أبنيتها السكنية، وتحويلها إلى قرى أشباح خالية من السكان.
وفي خطاب موجه للداخل الإسرائيلي، بثت العديد من وسائل الإعلام العبرية مشاهدا من هذا الدمار الهائل جراء التوغل الإسرائيلي، والذي ترافق ذلك مع أعمال تجريف جعلت بلدات حدودية لبنانية تشبه مناطق عدة في غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية تشنها تل أبيب منذ أكثر من عام.
وفي هذا الصدد، نشر المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي (رسمية)، دورون كادوش، الخميس، عددًا من التغريدات عبر صفحته في منصة "إكس"، توثق توغل قوات من الجيش في مناطق داخل بلدات قال إنها في جنوب لبنان.
وقال كودوش، في التغريدات، إنّ الجيش يعمل بريا داخل هذه البلدات، ويدمر ما لم يدمره سلاح الجو، بذريعة "وجود وسائل قتالية كان حزب الله يعدها لاحتلال منطقة الجليل شمالي إسرائيل".
وجاء في إحدى تغريدات المراسل العسكري: "هكذا تبدو البلدات اللبنانية من الداخل، أجزاء كبيرة منها مدمرة".
وأضاف: "يتضح أن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم كثيرًا في هذه البلدات، وما لم يُدمر بعد (في القصف الجوي) يدمره الجيش الآن (بريًا)، فليس كل شيء يتم تدميره عبر الجو".
وفي تغريدة أخرى، نقل كادوش، عن قائد اللواء 228، العقيد يانيف مالكا، أثناء مرافقته لقوة عسكرية في إحدى البلدات اللبنانية، قوله: "هذه البلدة (لم يذكرها) تبدو مختلفة تمامًا اليوم، عندما ننتهي من المهمة، لن يبقى في هذه المنطقة أي مسلح ولا قطعة سلاح واحدة، هذا التزامنا لسكان الشمال (في إسرائيل)".
وقال المراسل العسكري ذاته في تغريدة ثالثة: "هذا التوثيق مهم بشكل خاص؛ لأن حزب الله، يحاول كثيرًا إنكار وجود الجيش الإسرائيلي داخل البلدات اللبنانية على خط التماس".
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وسعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
تلك الغارات أسفرت حتى مساء الجمعة، عن و1411 قتيلا و3 آلاف و979 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و340 ألف نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.