الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

مظاهرات المغرب.. صرخة لوقف التطبيع مع إسرائيل والإبادة في غزة (تقرير)

- مصطفى الخلفي الناطق باسم الحكومة المغربية الأسبق للأناضول: الشعب الفلسطيني يدافع عن الأمة في معركته دفاعا عن دولته المستقلة عاصمتها القدس الشريف

Khalid Mejdoub  | 29.04.2025 - محدث : 29.04.2025
مظاهرات المغرب.. صرخة لوقف التطبيع مع إسرائيل والإبادة في غزة (تقرير)

Rabat

الرباط / الأناضول

- مصطفى الخلفي الناطق باسم الحكومة المغربية الأسبق للأناضول: الشعب الفلسطيني يدافع عن الأمة في معركته دفاعا عن دولته المستقلة عاصمتها القدس الشريف
- شكيب بوكام عضو المبادرة المغربية للدعم والنصرة للأناضول: من أهداف مظاهرات المغرب إبلاغ رسالة مفادها القول بصوت واحد أن الشعب يرفض التطبيع مع إسرائيل
- الوزير الأسبق إدريس الأزمي للأناضول: على الأنظمة العربية والإسلامية التحرك تجاه الإبادة الإسرائيلية في غزة
- توفيق الصبيحي عضو الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة للأناضول: المظاهرات تهدف إلى تذكير المؤسسات الدولية العاجزة بأخذ المبادرة والعمل على وقف الإبادة

لا تزال القضية الفلسطينية حاضرة في الشارع المغربي بشكل يومي، سواء من خلال الفعاليات والمظاهرات اليومية الداعمة لغزة في مواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي في قطاع غزة 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ويعتبر المغرب من أكثر الدولة العربية والإسلامية تنظيما للمظاهرات الشعبية الداعمة للفلسطينيين، حيث نظمت هيئة مغربية واحدة أكثر من 5800 مظاهرة خلال العام 2024، في مشهد غير مسبوق بالبلاد.

وتسعى هذه المظاهرات إلى تحقيق العديد من الأهداف وفق حقوقيون مغاربة، منها دعم ونصرة فلسطين، وإعلاء الصوت من خلال رفض الإبادة الإسرائيلية، والضغط على المجتمع الدولي، والدعوة لوقف التطبيع مع إسرائيل، وغرس حب فلسطين في قلوب الأطفال والأجيال القادمة.

وأدى الحراك المغربي الداعم لفلسطين إلى توقف زيارات متتالية لمسؤولين إسرائيليين كانت تجري قبل الإبادة الجماعية إلى المغرب، فضلا عن توقف تنفيذ اتفاقيات وشراكات ومشاريع سابقة، وإلغاء الكثير من المؤتمرات بين الجانبين.

ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية وإشراف أمريكي.

وبينما التزمت "حماس" ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.

واستأنفت إسرائيل منذ 18 مارس الماضي جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين فلسطينيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين بقطاع غزة.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة أوقعت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، إضافة إلى دمار واسع ونقص حاد في الخدمات الأساسية.

** دعم ونصرة فلسطين

بوتيرة شبه يومية، تشهد مدن مغربية، في مقدمتها العاصمة الرباط، احتجاجات شعبية داعمة لغزة؛ مما وضع المملكة في صدارة الدول العربية على مستوى هذه الفعاليات، حيث تستمر الهيئات المدنية في تنظيم فعاليات ومظاهرات داعمة للقضية الفلسطينية.

كما تنخرط الأحزاب والنقابات وهيئات المحامين والأطباء في دعم ونصرة فلسطين، سواء من خلال المظاهرات أو الفعاليات التضامنية.

وقال مصطفى الخلفي الناطق باسم الحكومة المغربية الأسبق (في حكومة عبد الإله ابن كيران) للأناضول: إن الهدف من المظاهرات ببلاده هو "دعم ونصرة الشعب الفلسطيني في صموده".

واعتبر الخلفي، أن الشعب الفلسطيني "يدافع عن الأمة في معركته دفاعا عن الدولة الفلسطينية المستقلة عاصمتها القدس الشريف".

وأضاف: المظاهرات تهدف أيضا إلى "الوقوف والمساهمة في نهوض الأمة، حتى لا نقول يوما أكلنا يوم أكل الثور الأبيض".

** رفض الإبادة الإسرائيلية

تحاول المظاهرات أن ترفع صوت الشعب الرافض للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، حيث نظمت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية) أكثر من 5800 مظاهرة خلال العام 2024.

كما نظمت هيئات مدنية أخرى الكثير من المظاهرات والفعاليات، مثل الجبهة المغربية لدعم فلسطين، والمبادرة المغربية للدعم والنصرة، ومجموعة العمل من أجل فلسطين.

واعتبر شكيب بوكام عضو المبادرة المغربية للدعم والنصرة (غير حكومية) أن الرسالة الأولى للمظاهرات هي أن الشعب المغربي "ضد الإبادة الجماعية في قطاع غزة عموم فلسطين".

وفي تصريح للأناضول، اعتبر بوكام أن المسيرات والوقفات تبين أن "العرب والمسلمين والإنسانية ترفض هذا الظلم وهذا الطغيان من طرف الاحتلال الصهيوني".

وأبرز أن الوقفات تهدف إلى "إبلاغ رسالة مفادها رفض الممارسات ضد الفلسطينيين، والقول بصوت واحد أن الشعب يرفض التطبيع (مع إسرائيل)، ويطالب بإسقاطه".

في 10 ديسمبر/كانون أول 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد توقفها عام 2000، إثر تجميد الرباط العلاقات جراء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

والمغرب رابع دولة عربية توافق على استئناف التطبيع مع إسرائيل خلال 2020، بعد تطبيع الإمارات والبحرين والسودان، بينما ترتبط مصر والأردن باتفاقيتي سلام مع تل أبيب، منذ 1979 و1994 على الترتيب.

** الضغط على المنتظم الدولي

وبقدر اختلاف طبيعة الفعاليات الداعمة لغزة في المغرب، بقدر توحدها في نصرة القضية الفلسطينية، ومن بينها المسيرات والوقفات والندوات والمحاضرات ومواكب السيارات والدراجات والبرامج المخصصة للأطفال.

وقال إدريس الأزمي الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية الأسبق (3 يناير/ كانون الثاني 2012- 21 أكتوبر 2016)، إن المظاهرات هي "رسالة للمجتمع الدولي الذي يتفرج على ما تقترفه إسرائيل، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعمه بالمال والسلاح والأمور الاستخباراتية".

وفي تصريح للأناضول، يرى الأزمي القيادي بحزب العدالة والتنمية المغربي (معارض) أن "الرسالة الثانية هي للأنظمة العربية والإسلامية التي ينبغي لها التحرك وعدم الوقوف موقف المتفرج".

وتابع:" آن الآوان اليوم، بأن تقوم الدول العربية والإسلامية بموقف تاريخي، وتعمل على مواجهة هذا الكيان الغاصب، يبدأ بقطع العلاقات معه"، مضيفا أن الشعوب لم تعد تقبل أن تكون هناك علاقة مع هذا الكيان، الذي ثبت أنه كيان غاصب وجبان ومجرم ودموي، وقادته متابعين أمام المحاكم الدولية.

ولفت الأزمي، إلى أن رسالة المظاهرات هي أن "الشعوب أن تواصل غضبها واحتجاجها، وهو الغضب الذي لا بد أنه سيأتي أكله".

** دعوات لوقف التطبيع

يرفع المتظاهرون شعارات كثيرة داعمة للقضية الفلسطينية، من بينها "إسقاط التطبيع".

واعتبر توفيق الصبيحي عضو الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية)، أن وقفات المغاربة "تعبير عن التضامن مع غزة".

وقال الصبيحي للأناضول: "المظاهرات تهدف لفت الانتباه إلى ضرورة توقيف التطبيع الذي لن ينفع المغرب أو باقي الدول التي طبعت مع إسرائيل".

وأشار إلى أن المظاهرات تهدف إلى "تذكير المؤسسات الدولية العاجزة عن توقيف الحرب إلى أخذ المبادرة والعمل على وقف الإبادة".

ويرى الصبيحي، أن الإبادة "كشفت عن حقيقة الدول الغربية، التي تدعي احترام حقوق الإنسان، في الوقت الذي تشارك بالأموال والعتاد من أجل قتل وتشريد الفلسطينيين".

ودعا إلى "ضرورة تفاعل الحكام مع المظاهرات الداعمة لغزة من أجل حقن الدماء وتوقيف الإبادة التي يراها الجميع".

كما طالب الصبيحي، "بفرض عقوبات على قادة إسرائيل، وكل من يمدها بالسلاح".

** غرس حب فلسطين

تنظم الهيئات المدنية وغير المدنية بالمغرب الكثير من البرامج للتعريف بالقضية الفلسطينية لفائدة الأطفال.

ويكون الأطفال برفقة آبائهم خلال المظاهرات، حيث يحرصون على غرس حب فلسطين من خلال هذه المشاركات، والتي تسمح لهم بالتعرف على الشعارات الداعمة للقضية الفلسطينية، وحفظها وترديدها وفق حقوقيون مغاربة.

كما تنظم الهيئات المدنية، الكثير من البرامج خلال هذه المظاهرات.

وأدى الحراك المغربي الداعم لفلسطين إلى توقف الزيارات المتتالية لمسؤولين إسرائيلية التي كانت قبل الإبادة الجماعية، فضلا عن توقف تنفيذ اتفاقيات وشراكات ومشاريع سابقة.

كما أوقف متظاهرون وحقوقيون بعض اللقاءات التي كان محور موضوعها أمور تتعلق بإسرائيل، وإلغاء استضافة أكاديميين إسرائيليين.

وفي أبريل/ نيسان 2025، ألغى معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بآيت ملول (حكومي)، فعاليات تدريب زراعي كانت ستنظم بشراكة مع منظمة إسرائيلية تسمى "كالتيفايد".

وجاء إلغاء هذه الفعالية التي كان مقرر عقدها ما بين 7 و10 أبريل الجاري، بعد احتجاج طلاب ونشطاء على الشراكة مع المنظمة الإسرائيلية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın